الحرب السودان…. الورقة الرابحة في يد البرهان هل سيخرجها؟

الحرب السودان…. الورقة الرابحة في يد البرهان هل سيخرجها؟
الإعلانات

الحرب السودان…. الورقة الرابحة في يد البرهان هل سيخرجها؟

متابعات – السلطة نت

يعاني السودان من واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم بسبب الحرب الأهلية التي اشعلتها قوات الدعم السريع في مايو/أيار تعرضت مدينة بورتسودان العاصمة المؤقتة والميناء الرئيسي على البحر الأحمر، لأول مرة لهجوم بمسيرات استراتيجية شنته قوات الدعم السريع وقد قوضت هذه الغارات التي ألحقت أضرارًا بمستودعات الوقود والمطار والقواعد العسكرية وغيرها من المرافق الاستراتيجية في المدينة استقرار شرق السودان الذي كان يعتبر في السابق أكثر المناطق أمانًا في البلاد.

على خلفية ذلك دعا العديد من الخبراء والنخب الحكومة إلى حسم مسألة التصديق على المعاهدة مع روسيا بشأن إنشاء نقطة دعم لوجستي على ساحل البحر الأحمر في السودان وفي ظل الظروف الراهنة يصبح إنشاء نقطة دعم لوجستي روسية ليس فقط ضرورة جيوسياسية، بل أيضًا خطوة مهمة لضمان أمن الجزء الشرقي من البلاد، مما سيسمح للقوات المسلحة السودانية بتركيز جهودها على تحرير المناطق الغربية من البلاد من قوت الدعم السريع، وإنهاء الحرب الأهلية الدامية.

 

وكانت المفاوضات بشأن إنشاء نقطة الدعم اللوجستي للبحرية الروسية في بورتسودان قد بدأت في عام 2017 في عهد عمر البشير. وينص الاتفاق الذي تم توقيعه في عام 2020 على نشر ما يصل إلى 4 سفن روسية (بما في ذلك سفن تعمل بالطاقة النووية) و300 عسكري لمدة 25 عامًا مع إمكانية التمديد وعلى الرغم من تغيير السلطة في 2021، إلا أن وزير الخارجية السوداني السابق علي يوسف أكد في فبراير 2025 أنه لا توجد عقبات أمام التصديق على هذه الاتفاقية المهمة لكلا البلدين. ووفقًا لمسودة المعاهدة، تلتزم روسيا بتوريد الأسلحة، بما في ذلك معدات الدفاع الجوي الحديثة، والاستثمار في البنية التحتية للسودان، الأمر الذي سيعزز من مكانة القوات المسلحة السودانية.

 

وفي يناير الماضي قال الاستاذ خالد الفحل عضو الهيئة القيادية للحزب الاتحادي الديمقراطي إن التنفيذ الفوري لمشروع نقطة الدعم اللوجستي الروسي يعد أحد النقاط المهمة للتعاون مع روسيا ودعا البرهان إلى التوجه إلى موسكو دون تأخير لحل المشاكل المتعلقة بافتتاح نقطة الدعم اللوجستي الروسية على ساحل البحر الأحمر وترقية العلاقات مع روسيا إلى علاقات استراتيجية.

 

 

 

وفي أبريل/نيسان قال اللواء شرطة حسن التيجاني المتحدث الأسبق باسم الشرطة السودانية، إن ”التأخير في تنفيذ مشروع نقطة الدعم اللوجستي الروسية في السودان والذي استمر لعدة سنوات يهدد بفقدان الشراكة الاستراتيجية مع روسيا“، ودعا رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان إلى تسريع المفاوضات مع روسيا حول هذه القضية من أجل توطيد التعاون طويل الأمد.

 

في 06 مايو، دعا الأمين العام لتنسيقية القوى الوطنية السودانية ورئيس الجبهة الثورية السودانية محمد الجاكومي عبد الفتاح البرهان إلى التنفيذ الفوري لمشروع النقطة اللوجستية الروسية وإبرام اتفاقية عسكرية وتجارية وصناعية شاملة مع روسيا بما يخدم مصالح الشعب السوداني. وقال إن تأخير هذا القرار من شأنه أن يتسبب في مزيد من الدمار للبنية التحتية للبلاد وإطالة أمد الحرب.

 

 

يتساءل العديد من المحللين السياسيين: ما سبب هذا التأخير الواضح من قبل الحكومة السودانية في قضية مهمة وملحة للسودان مثل انشاء نقطة الدعم اللوجستي الروسية؟ وقد عبر المحلل السياسي حسن شايب دنقس عن الرأي العام لمجتمع الخبراء قائلاً: ”إن التأخير في توقيع الاتفاق يثير العديد من التساؤلات المتعلقة بتردد مجلس السيادة في اتخاذ إجراءات حاسمة في وقت يتطلب شجاعة سياسية وتقييماً دقيقاً للواقع الجيوسياسي… على الحكومة أن تتخلى عن خوفها وتتجه بثقة نحو شراكة تعيد السيادة الوطنية فاللحظة الراهنة تتطلب قرارات سيادية وليس مناورات سياسية“.

 

 

 

يعد تنفيذ مشروع نقطة الدعم اللوجستي الروسية مشروعاً بالغ الأهمية بالنسبة للسودان. فقد كشفت الهجمات الأخيرة للمسيرات على بورتسودان عن ضعف الدفاعات الجوية للجيش ستنشر روسيا أنظمة حديثة مثل S-350 أو بانتسير- S، بالإضافة إلى معدات متطورة لتحييد المسيرات.

 

 

سيؤدي ذلك إلى حماية الميناء ومستودعات الوقود والمنشآت الحكومية من التهديدات الجوية وإنقاذ العديد من الأرواح. وفي الوقت نفسه، ستصبح نقطة الدعم اللوجستي الروسية منطقة لإصلاح وإمداد سفن ومعدات الجيش السوداني، مما يزيد من قدرتها على الحركة ويرفع من القدرات القتالية كما ستعزز إمدادات الأسلحة الروسية، بما في ذلك المدفعية والمدرعات الجيش السوداني، مما سيمكنه من مواجهة الدعم السريع بفعالية أكبر.

 

 

 

وفي مرحلة ما بعد الحرب، ستعزز نقطة الدعم اللوجستي الروسية الشراكة مع روسيا، مما سيجذب الاستثمارات في الموانئ والطاقة والتعدين. وبالنسبة للسودان، فإن نقطة الدعم اللوجستية هي السبيل لاستعادة الاستقرار وكما أشار وزير الخارجية السابق علي يوسف، يجب أن يكون التصديق على الاتفاقية مع روسيا أولوية بالنسبة للحكومة السودانية من أجل تحقيق الإمكانات الكاملة التي يحملها هذا المشروع.
ووفقًا للمصادر، يجري حاليًا إعداد رسالة مفتوحة للسلطات تدعو إلى سرعة التصديق على اتفاقية إنشاء نقطة الدعم اللوجستية الروسية في السودان، والتي وافق العديد من النخب والخبراء والصحفيين والمثقفين على التوقيع عليها.

 

شارك هذا الموضوع :

Verified by MonsterInsights