كامل إدريس : يحدد ست أولويات عاجلة لإنقاذ السودان

كامل إدريس : يحدد ست أولويات عاجلة لإنقاذ السودان
متابعات- السلطة نت
ألقى رئيس الوزراء السوداني المعيّن، الدكتور كامل إدريس، أول خطاب رسمي مباشر له عقب تسلّمه المنصب، تناول فيه رؤيته الوطنية الشاملة، وحدد ست أولويات عاجلة قال إنها ستكون بمثابة الأساس لإنقاذ السودان من أزماته، مشددًا على التزامه بخدمة الوطن والشعب، لا من أجل المجد الشخصي، بل لتحقيق مشروع قومي تتضافر فيه الجهود لإنهاء الأزمة الوجودية التي تمر بها البلاد.
تحية للشعب السوداني والقوات المسلحة
استهل الدكتور كامل إدريس خطابه بتلاوة الآية القرآنية: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)، داعيًا بالرحمة للشهداء والشفاء للجرحى، وعودة النازحين والعالقين سالمين، مؤكدًا أن هذا الوطن قدّم الكثير من التضحيات في سبيل الكرامة والسيادة.
ووجه التحية والتجلة لقوات الشعب المسلحة، والشرطة، والقوات المشتركة، والمقاومة الشعبية، وكل المستنفرين، مشيدًا بمن وصفهم بـ”الرجال والنساء الذين خاضوا معركة الكرامة بمالهم وفكرهم وأقلامهم”.
الشكر لكل من ساند السودان
كما خص بالشكر مجلس السيادة، و”الشعب السوداني العظيم صاحب القرار وسيد الموقف”، متعهدًا بأن يكون قريبًا من كافة أطياف الشعب، قائلًا: “سأقف على مسافة واحدة من كل القوى السياسية، ولكنني سألغي هذه المسافة بيني وبين الشعب السوداني”.
ولم ينس الدكتور إدريس توجيه الشكر للدول الشقيقة والصديقة، وجامعة الدول العربية، والاتحاد الإفريقي، ومنظمة الإيقاد، وكل المنظمات الدولية والإقليمية التي وقفت بجانب السودان.
قبول المنصب وتحمّل المسؤولية
قال كامل إدريس في خطابه: “في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ الأمة، أوافق على تولي منصب رئيس الوزراء بكل ثقة وتواضع وتفاؤل”. وأكد أنه يدرك تمامًا حجم المسؤولية، متعهدًا بالعمل بكل إخلاص وتجرد من أجل خدمة الوطن ومواطنه.
وشدد على أهمية تحقيق العدالة، والسلام، وسيادة القانون، والتنمية المستدامة، وتقديم الخدمات الأساسية مثل الماء والكهرباء والصحة والتعليم، بالإضافة إلى مكافحة الفساد بجميع أشكاله، والعمل الجاد على القضاء على الفقر.
ست أولويات وطنية عاجلة
كشف إدريس عن ست أولويات وطنية عاجلة قال إنها تمثل جوهر خطته في المرحلة القادمة:
أولًا: الأمن القومي وهيبة الدولة
شدد على ضرورة فرض هيبة الدولة عبر القضاء التام على التمرد وكل أشكال الميليشيات المتمردة، داعيًا الدول التي تدعم هذه المليشيات إلى وقف ما وصفه بـ”العمليات الإجرامية فورًا”.
وأكد على سيادة القانون، ودور النيابة العامة، واستقلال القضاء، وتفعيل المحكمة الدستورية، وتطوير علاقات السودان الخارجية، لا سيما مع دول الجوار والمحيط العربي والإفريقي والعالمي.
ثانيًا: إدارة الفترة الانتقالية بكفاءة
أكد على أن الحكومة ستُدار بكفاءة ونجاعة، وأن الجهاز التنفيذي سيكون في كامل جاهزيته لأداء المهام الوطنية، داعيًا إلى ترسيخ أسس الإدارة الرشيدة خلال الفترة الانتقالية.
ثالثًا: الاستقرار والسلام الشامل
قال إدريس إن السلام والاستقرار في ربوع السودان سيكون هدفًا محوريًا في عمل الحكومة، داعيًا إلى المصالحة الشاملة وإنهاء الحروب والنزاعات في كافة الولايات.
رابعًا: الاقتصاد ومعاش الناس
أوضح أن من أبرز أولوياته معالجة الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للمواطن، عبر استنفار الإمكانيات الداخلية، وزيادة الصادرات، وتفعيل قطاعي الصناعة والزراعة، خاصة من خلال دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة.
خامسًا: إعادة الإعمار وهيكلة الدولة
دعا إلى جبر الضرر وإعادة الإعمار، مشيرًا إلى أن إعادة هيكلة الدولة السودانية ضرورة وطنية تتطلب تضافر كافة الجهود واستنفار كل الإمكانيات المحلية.
سادسًا: الاستشفاء الوطني والحوار الشامل
أكد إدريس أهمية الاستشفاء الوطني الشامل، الذي لا يستثني أحدًا، مشددًا على ضرورة فتح حوار سوداني-سوداني يشارك فيه الجميع دون إقصاء، مع نبذ الجهوية والعنصرية.
لا أريد مجدًا شخصيًا.. بل خادمًا للوطن
اختتم رئيس الوزراء كلمته برسالة مؤثرة قال فيها: “لا أريد مجدًا شخصيًا، ولا أريد أن أكون حاكمًا يخدمه الشعب، بل أريد أن أكون خادمًا يحكمه الشعب”. وأضاف: “معًا نستطيع أن نصل إلى مشروع وطني محدد، ومعًا نستطيع أن نُخرج هذا الوطن العظيم من النفق المظلم”.
وأوضح أن هذه الرؤية الوطنية الشاملة ستكون محل نقاش وتدارس في الأيام المقبلة، مشيرًا إلى أنها تمثل الإطار العام لعمل الحكومة وآلية تنفيذ التغيير.
شارك هذا الموضوع :