م – أحمد حسن الأمير يكتب _ اصلاح النسيج الاجتماعي أولوية مابعد الحرب
رصد _ السلطة
_ باشمهندس _احمد حسن الامير _ يكتب اصلاح النسيج الاجتماعي أولوية مابعد الحرب:
يقال أن :(البرد مفتاح العلل) هذا المثل يقصد به أن جسم الإنسان عندما يكون به ضعف وهشاشة وحاضن لأمراض قد
لا تظهر عليه الا عندما يصاب بالبرد وتظهر عليه بعض الأمراض ويشتكي من الألم وتزداد شكواه ،وعندما ياتيه دفئ يتناسي آلامه ويقنع نفسه بأنه سليم من الأمراض وهذا حال المجتمع السودان عندما أصيب بالحرب.
الحرب الدائرة الآن كشفت هشاشة النسيج الاجتماعي السوداني ،أظهرت أن المجتمع السوداني أصبح مجتمعا
مريضا بأمراض القلب كالحسد والإنانية والغيرة ينهب مال
غيره ويقتل غيره ويتعدي على حرمات غيره ،لايحب وطنه
يخرب مؤسساته بنفسه لا يحترم قادته ولا يقبل النصح
والتوجيه ، ظهرت فيه القبلية وخطاب الكراهية ،هذه الهشاشة في النسيج الاجتماعي السوداني أظهرتها هذه الحرب اللعينة التي دمرت البنية التحتية والاقتصاد والنسيج الاجتماعي وادت لنزوح الأسر السودانية والمجتمع بفئاته المختلفة .
المجتمع السوداني كان مجتمع متماسك يتحلي بكل الصفات السمحة التي تضيف له بعدا ثالثا من الجمال تميزه عن غيره
من المجتمعات الاخري سوى كانت مجتمعات شرقية أو مجتمعات غربية ، كان مجتمعاوطنيا يحترم قادته محبا لوطنه يتمنى الخير لغيره متفقدا لبعضه البعض متماسكا (كالجسد الواحد اذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمى) ،وقد تغني كثير من الشعراء واصفين بلادنا الحبيبة واصفين حالة مجتمعنا السوداني وقتها ،مثل الشاعر /إسماعيل حسن في قصيدته الشهيرة (بلادي انا):
بلادي أنا بلاد ناساً في اول شي
موارثيم..كتاب الله
وخيل مشدود ، وسيف مسنون حداه درع
تقاقيبن تسرج الليل مع الحيران
وشيخاً في الخلاوي ورع
وكم نخلات تهبهب فوق جروفا الساب
وبقرة حلوبة تتضرّع وليها ضرع
وساقيةً تصحي الليل مع الفجراوي
يبكي الليل ويدلق في جداولو دمع
يخدر في بلادي سلام ..
خدرةً شاربة موية النيل تزغرد في البوادي زرع
بلادي سهول بلادي حقول
بلادي الجنة للشافوها او للبرة بيها سمع
بلاد ناساً تكرم الضيف
وحتى الطير يجيها جعان ومن اطراف تقيها شبع
بلاي أنا
تشيل الناس ، كل الناس
وساع بي خيرو لينا يسع
وتتدفق مياه النيل على الوديان
بياض الفضة في وهج الهجير بيشع
بلادي بلاد الصفقة والطمبور
وداراتاً تنح بالليل
وبنوتاَ تحاكي الخيل
يشابن زي جدّي الريل
وشبالن مكنتل في طريفو ودع
بلادي بلاد من التاريخ
من ترهاقا لا عند ميسنا …
عاد ترجاك خيل ودروع
بلادي أمان ، بلدي حنان وناسا حُنان
يكفكفوا دمعة المفجوع
يحبو الدار يموتو عشان حقوق الجار
يخوضو النار شان فد دمعة
وكيف الحالة لو شافوها سايلة دموع ؟!
ديل اهلي .. ديل اهلي ..
يفضلوا الغير على ذاتم
يقسموا اللقمة بيناتم
ويدّوا الزاد حتى ان كان مصيرم جوع
ديل اهلي .. ديل اهلي ..
ديل اهلي .. البقيف في الدايرة
وسط الدايرة واتنبر
وأقول لي الدنيا كل الدنيا
ديل أهلي
عرب ممزوجة بي دم الزنوج الحارة
ديل اهلي
ديل قبيلتي لما ادور افصل للبدور فصلي
اصحاب روحي والاحساس
وسافر في بحار شوقم زمان عقلي
أقول بعضي …
ألاقيهم تسرّبوا في مسارب الروح
بقوا كُلي .. ديل اهلي
محل قبلت القاهم ..
معايا .. معايا زي ضلي
كان ما جيت من زي ديل وآسفاي وآماساتي وآآآآآآآذلي
اتمني ان تقف هذه الحرب اللعينه التي أظهرت لنا هشاشة المجتمع السوداني و دمرته وتتحقق أمنيات الشاعر اسماعيل حسن في وصف بلادنا الحبيبة وسماحة وكرم شجاعة وتماسك.
نسيجها الاجتماعي ،لكي يتحقق ذلك، لابد من السعي الجاد لإصلاح النسيج الاجتماعي السوداني وتربية فئاته علي القيم الإنسانية النبيلة وغرس روح الوطنية والقيم الإسلامية السمحة وعدم التعدي على أرواح وممتلكات الغير والسعي لبناء نسيج إجتماعي متعافي يساهم في بناء دولة ما بعد الحرب وسودان يسع الجميع.
الجمعة
29/مارس
2024م