عزت : يجب علينا مواجهة من يقودون هذه الحرب دون استثناء

عزت : يجب علينا مواجهة من يقودون هذه الحرب دون استثناء
الإعلانات

عزت : يجب علينا مواجهة من يقودون هذه الحرب دون استثناء

رصد – السلطة نت

‏الموقف المعلن لأطراف الحرب في السودان هو رفض التفاوض والحلول السلمية، مع تمادٍ في خطاب اعلامي تجاوز حدود المعقول ، فكل طرف يتوعد الآخر بنقل الحرب إلى مناطق ذات رمزية إدارية وتاريخية لمكونات سودانية أصيلة، في استهداف صريح ومباشر لإثنيات وقبائل تمت شيطنتها وتحميلها وزر الحرب، من كل الأطراف.

لم تُحسم في تاريخ السودان أي حرب داخلية بانتصار طرف على آخر، لكن ظلّ التكتيك المعتمد هو “قبلنة” الحرب، بردِّ أي مطالب سياسية إلى تمرد قبلي لقبيلة “أجنبية”.

 

سمعنا، على سبيل المثال، أن حركة العدل والمساواة التي دخلت الخرطوم في 2008، وُصفت بأنها “قوات تشادية” تغزو العاصمة ورئيسها التشادي اليوم وزيرا لمالية السودان. واليوم، يُختزل الصراع مع قوات الدعم السريع إلى أنه “حرب ضد مكوّن إثني يجب محوه”، في ظل إطلاق السفهاء لألسنتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتحويلها إلى منابر تحريض وكراهية.

لنكن واضحين: نحن أمام مشروع تقسيم جهوي وعرقي للبلاد، وإذا تُرك ليتكرّس كواقع، فلن يُوقف الحرب، بل سيفجّر حروبًا قادمة أشد فتكًا.

إن الإصرار على استمرار الحرب، ورفض وقفها، ومحاولة شرعنة الأمر بواجهات سياسية كـ”تعيين رئيس وزراء”، لن يُفضي إلى سلام، بل إلى تعقيد المأساة.

 

الخطاب الذي يتجاهل معاناة الناس، وموتهم، وتشردهم، ويُروّج لانتصار وهمي، لا يقود إلا إلى مزيد من الأيام السوداء في حرب يُوصفها البعض بأنها “حرب كرامة ووجود”، بينما كرامة السودانيين تُنتهك يوميًا في شوارع دول الجوار، وفي أبعد منها.

لقد كنا، في بدايات الحرب، جزءًا منها ومن جهود وقفها، وكان الدعم الذي قدمه الأصدقاء والمحبّون للسودان خرافيًا.

أما اليوم، فقد أصبح من الواجب علينا جميعًا مواجهة من يقودون هذه الحرب، من كل الأطراف، دون استثناء.

من لا تعنيه معاناة السودانيين ولا مستقبلهم، ومن يؤمّن نفسه وأسرته في الخارج بينما يترك بقية الشعب يواجهون الموت والتشريد، لا يستحق أن يُترك حُرًّا في طموحه إلى السلطة على جماجم القتلى، ولا أن يُشرعن خطابه القائم على المتاجرة بدموع اليتامى.

لا يهم من يكون: سواء جاء من سويسرا بكرفتات مدنية او عسكري سكران او من يتهم انه جاء من “عراضة” في تشاد، ما يهم هو أننا كسودانيين يجب أن نرفض ما يحدث لبلادنا، وأن نعمل على عزل كل من لا ينحاز بصدق إلى الناس في جحيمهم الراهن ومصيرهم المجهول.

 

شارك هذا الموضوع

Verified by MonsterInsights