اخبار

عزت : هذا الحديث لا قيمة له، لا في بورتسودان ولا دارفور

عزت : هذا الحديث لا قيمة له، لا في بورتسودان ولا دارفور

متابعات-السلطة نت

أستمعت إلى حديث الشيخ موسى هلال، وهو يخاطب الناس في دارفور ويرسل رسائل إلى قيادة بورتسودان ويتحدث عن السودان، لكن هذا الحديث لا قيمة له، لا في بورتسودان ولا دارفور ولا في أي مكان، في ظل حرب لم تعد لها مرجعية خلاف أو اتفاق.

 

ما لفتني في حديث الشيخ موسى هو تناوله لقضية التجنيس والتجنس وأصول قادة الدعم السريع، التي – حسب قوله – تحول بينهم ورئاسة السودان، بينما الواقع القريب يكذب ذلك؛ فحميدتي، حتى قيام الحرب، كان الرجل الثاني في الدولة، ومن وصل إلى منصب نائب رئيس لا بد أن يكون سودانيا بالميلاد وحديث شيخ موسى هو طعن في الدولة ومؤسساتها حتى الرئاسة قبل أن يكون طعنا في اسرة دقلو.

الحديث عن الأصل والأصول يُقصي كثيرين ممن صنعتهم الجبهة الإسلامية بعد انقلابها في ١٩٨٩، كقيادات للمجتمعات، والجيش، والمليشيات، بمن فيهم الشيخ موسى هلال نفسه الذي صرح علنا انه يلتقي مع الرئيس التشادي إدريس دبي في الجد الخامس ، ولا عيب في ذلك في ظل الامتدادات القبلية بين السودان وجيرانه.

الحركة الإسلامية لم تسعَ يومًا لتمكين أو استيعاب أصحاب الأصول والتاريخ في هذا البلد، بل اتبعت سياسة انتقامية مارسها قادة التنظيم، القادمون هم أنفسهم من قاع المجتمع وهوامشه البعيدة، ولهذا تقود مؤسسات الدولة في عهدهم قيادات بلا مرجعية أو إرث.

المسكوت عنه في مجتمعاتنا كثير، ومثل هذا الخطاب لا قيمة له اليوم، لأن ما يحدث كان جزءًا من سياسة الدولة، وجميع المجتمعات السودانية تدفع ثمن سياسات حكم الإنقاذ .

 

فالحرب وكل ما فيها هي نتاج ثلاثين عامًا من تمكين غير المتمكنين، تاريخيًا ووطنيًا.

 

 

شارك هذا الموضوع

زر الذهاب إلى الأعلى