هيومن رايتس تتقدم بطلب للحكومات في باريس غداً
رصد _ السلطة
طالبت منظمة هيومن رايتس ووتش، السبت، الحكومات المشاركة في مؤتمر باريس، بدعم جهود التحقيق في الانتهاكات المستمرة في السودان.
وتنظم وزارة الخارجية الفرنسية، الاثنين، مؤتمرًا لدعم جهود إنهاء النزاع سلميًا يعقبه مؤتمر إنساني لحشد الأموال لتغطية احتياجات السودانيين الإنسانية لتلافي كارثة وقوع مجاعة واسعة النطاق.
وقالت هيومن رايتس ووتش، في بيان ، إن “على الحكومات المجتمعة في باريس أن تدعم، بشكل نشط وعلني، جهود التحقيق في الانتهاكات المستمرة على الأرض”.
ودعت أميركا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي والدول الأخرى إلى ضرورة تنسيق العمل بموجب أنظمة العقوبات الخاصة بكل منها على السودان، لتحديد الكيانات والأفراد المسؤولين عن عرقلة المساعدات والانتهاكات الجسيمة.
وقال البيان إن طرفي النزاع ارتكبا انتهاكات جسيمة تصل في بعض الحالات إلى جرائم حرب، حيث قتل الجيش مدنيين بشكل غير قانوني ونفذ غارات جوية استهدفت عمدًا البنية التحتية وأعاقت المساعدات الإنسانية من بين انتهاكات أخرى.
وأشار إلى أن قوات الدعم السريع نفذت عمليات قتل واسعة بحق المدنيين، منها العديد بأسباب عرقية خاصة في غرب دارفور، كما نهبت الإمدادات الإنسانية واستخدمت أسلحة متفجرة ثقيلة في مناطق مكتظة بالسكان وتورطت في أعمال عنف جنسي وعمليات نهب واسعة.
وشددت هيومن رايتس ووتش على أن الجيش والدعم السريع وحلفاؤهما جندا الأطفال واحتجزا المدنيين تعسفًا.
ولم يبدٍ الجيش والدعم السريع استعدادًا جديًا لوقف النزاع، رغم تمدده في مناطق واسعة ودخول أطراف جُدد في الحرب التي يتخوف بأن تتحول إلى حلقة مفرغة مع تنامي خطاب الكراهية والتخويف والتجريم.
وطالبت مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة ومجلس السلم والأمن بالاتحاد الأفريقي، بمواصلة التدقيق في وضع الأمن الغذائي بالسودان، من خلال عقد إحاطات عامة منتظمة على مدى الـ 6 أشهر المقبلة.
ويحتاج نصف السودانيين البالغ عددهم 49 مليونًا إلى مساعدات، منهم قرابة الـ 18 مليون يعانون من الجوع الشديد، بعد أن قضى النزاع المتطاول على سبل عيش السودانيين بما في ذلك الأنشطة الزراعية.
وقالت المنظمة الحقوقية إنه “بينما يجتمع القادة العالميون والإقليميون في باريس لتسليط الضوء على السودان، عليهم ضمان أن المسؤولين عن الفظائع سيخضعون للمحاسبة”.
وطالبت بمنح بعثة تقصي الحقائق المشكلة من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الدعم والوصول الكاملين، مع تحديد ولايتها حسب الحاجة إلى حين الانتهاء من تحقيقاتها.
وقال باحث السودان في منظمة هيومن رايتس ووتش، محمد عثمان، إن “الأطراف المتحاربة تسببت في معاناة هائلة للسودانيين، بحيث ينبغي أن تتغير الاستجابة العالمية للنزاع الدموي في السودان”.
وتابع: “على القادة المجتمعين في باريس التحرك لمعالجة المستويات المنخفضة لتمويل الأنشطة الإنسانية والالتزام بتدابير ملموسة ضد من يعيق عمدًا إيصال المساعدات إلى من يحتاجها”.
وتقول الأمم المتحدة إن خطة الاستجابة الإنسانية مُولت بنسبة 6% فقط من إجمالي 2.7 مليار دولار تتطلبها الخطة.