مفهوم التربية الوطنية وعلاقته بالثقافة الوطنية السودانية _بقلم_ م : احمد حسن الامير
رصد _ السلطة
_مفهوم التربية الوطنية وعلاقته بالثقافة الوطنية السودانية:
مهندس : احمد حسن الامير
مفهوم التّربيةالوطنيّة من المفاهيم المُتَشعّبة والواسعة
في مَضمونها،حيث توجد العديد من المحاولات لتحديد مفهوم التربية الوطنية نذكر منها :
* هي إطارٌ تربويٌّ يهتمّ بمساعدة الشّباب النّاشئين؛ من أجل اكتساب المهارات، والمفاهيم،والاتّجاهات الضّرورية للحياة الفعّالة في المجتمع، وتنمية الإحساس والشّعور لدى الأفراد بحبّ مجتمعهم والانتماء والولاء له.
*هي وَسيلةٌ تربويّةٌ وتعليميةٌ تستخدمها المؤسسات التّعليميّة؛ بهدف تحفيز وتَعزيز الانتماء والولاء للوطن.
*هي وسيلةٌ ذات فعاليةٍ في حلِّ ومعالجة المشاكل التي يعاني منها المجتمع، والتغلب على التحـدّيات التي تواجهه.
إذا نظرنا لمضمون هذه التعريفات لمفهوم التّربية الوطنيّة نستنتج أنها تلعب دوراً فعّالاً وكبيراً في إعداد الشّباب والأجيال النّاشئة في المدارس والجامعات ، بما يتفق مع حاجات المجتمع، ومبادئه وقِيَمه التي يسير عليها،حتى يكون منهج التّربية الوطنيّة ناجحاً، ويستطيع تحقيق الأهداف المرجوّة منه؛ يجب مراعاة الأسس الاجتماعيّة، والنّفسيّة، والمعرفيّة عند عملية تخطيط وتصميم وتنفيذ منهاج التّربية الوطنيّة،مع مراعاة ظروف أيِّ مجتمع آخر وخصوصياتِه وقيمِه، وعاداتِه، وتقاليدِه، وطموحاتِه، ومشاكله المختلفة .
هناك علاقة قوية ما بين الثقافة والتربية الوطنية ، هي منظومة متكاملة لا تتجزأ وهي التي تعد الإنسان القادر على حماية هويته الوطنية وانتمائه لوطنه، فلا بد من السعي للعمل من أجل تكاملها وتنميتها بشكل انتقائي يضمن مستقبل الجيل وحماية الهوية الوطنية.
لكل دولة او وطن او بلاد ثقافه خاصه بها ، ومن تلك الثقافات ثقافه بلدنا الحبيب السودان وبحكم موقعه الجغرافي الممتد على مساحة واسعة ما بين جنوب مصر وحتى المناطق الاستوائية
في وسط أفريقيا،أدي ذلك لتباين في العرقيات والثقافات والأديان، لكن مع هذا التباين يشكل الإسلام الخلفية الثقافية لغالبية سكان السودان خاصة الأجزاء الوسطى والشمالية منه، فيما تتشكل ثقافة الجنوب وجنوب شرق وغرب السودان من الثقافات الأفريقية الخالصة وان مازجها الإسلام قليلا .
بالرغم من وجود هذا التباين في العرق والثقافة كان هناك إستقرار في منظومة الثقافة والتربية لاهتمام الاجيال السابقة بالتربية الوطنية والثقافة السودانية ،هذا الاهتمام بهذه المنظومة المهمة نتج عنه استقرار إقتصادي وإجتماعي بين مكونات المجتمع.
الصراع حول السلطة والثروة أضعف منظومة الثقافة والتربية الوطنية وأدى لضعف الاهتمام بالتربية الوطنية عن قصد فخلت المناهج التعليمية من التربية الوطنية وضعف الاهتمام بالشباب وقضاياهم فأصبحت هناك هشاشة في منظومة الثقافة السودانية والتربية لمواجهة غزو فكري وثقافي يستهدف فئات المجتمع السوداني خاصة الشباب من الجنسين سوي في اللغة والثقافة والعقيدة بوسائل إتصال مختلفة أصبحت متاحة أذكر منها القنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الاخري .
لتحقيق أهداف التربية الوطنية ولمقاومة الغزو الثقافي الفكري الذي يستهدف ثقافاتنا ويضعف تربيتنا الوطنية لابد من الاهتمام بثقافتنا السودانية وبتربيتنا الوطنية ذلك بالآتي على سبيل المثال :
* اتباع كتاب الله الكريم وسنة رسوله الأمين عليه أفضل الصلاة والتسليم كما قال تعالى: (اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ )
صدق الله العظيم .
* غرس وتعزيز مفهوم حب الوطن في نفوس الاجيال الجديدة وإحترام الاختلافات الثقافية والفكرية والعرقية والدينية مع تعزيز السلام الاجتماعي والهوية الوطنية .
* تزويدُ الشباب بالفهم الإيجابيّ والواقعيّ للنظام السياسيّ
للدولة .
* تعليم الطلّاب القيم، وضرورة المشاركة بالقرارات السياسيّة المؤثّرة بمجرى حياتهم في بيئتهم المحليةوإطلاعهم على حقوق وواجبات الأفراد وتزويدهم بمعلوماتٍ عن النّظام التشريعي للدّولة، وكيفيّة احترام القوانين التّشريعيّة.
* التوعية بالقضايا العامّة الحاليّة الّتي يعاني منها المجتمع.
* فَهم التّعاون الدّولي بين المجتمعات مع كيفيّة الاشتراك في النّشاطات القوميّة والوطنيّة، محلياً وإقليمياً، مع التشجيع على التفاعل معها.
* التوعية بأهميّة الخدمات الحكومية والاجتماعية والحاجة إليها، وكيفيّة استخدام هذه الخدمات مع المحافظة عليها. مع غرس حبّ العمل في نفوس الطلّاب والأجيال الناشئة وغرس مفاهيم التّعاون والتّفاهم بين المواطنين.
* تنشئةُ الطلّاب على العادات الصحية، وقواعد السّلامة العامّة ومراجعة المناهج التعليمية بما يتضمن مادة التربية الوطنية والتعريف بثقافات الشعوب السودانية.
* توطيد العلاقة بين الاجيال السابقة واللاحقة بما يضمن تعزيز مفهوم التربية الوطنية والثقافة الوطنية السودانية.
كما يقول الشاعر السوداني محمد سعيد العباسي في قصيدة يوم التعليم:
العلم يا قوم ينبوع السعادة كم هدى** وكم فك أغلالا وأطواقا.
فعلموا النشء علما تستبين به**سبل الحياة وقبل العلم أخلاق.
_ربنا يصلح حال البلاد والعباد وتنعم البلاد بالاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي والاجتماعي.
الاثنين :
22/ابريل
2024م