كيف حفرت السعودية مكانتها في قلوب السودانيين؟
تقرير – السلطة
جاء الإعلان عن دفعة جديدة من المساعدات الإنسانية السعودية للسودان والتي تم الإعلان عنها مساء الخميس لتمثل حلقة من مسلسل طويل من الدعم والمساندة التي لم تتوقف من جانب المملكة تجاه شقيقتها السودان.
علاقة الأخوة التي تجمع المملكة العربية السعودية مع السودان عبر عنها سعادة السفير علي بن حسن جعفر سفير المملكة معتبرا أن ما تقدمه السعودية للسودان هو “حق السودانيين على السعودية كدولة شقيقة” ، مؤكداً استمرار المملكة في تقديم المشاريع التنموية والإغاثية.
وكان الفريق إبراهيم جابر عضو مجلس السيادة قد دشن الخميس بمدينة بورتسودان، مشاريع صحية وتنموية جديدة بتكلفة نحو (2.400.000) ريال سعودي، تتمثل في تأهيل مراكز غسيل الكلى وتوفير عدد (38) ماكينة غسيل كلى موزعة في (6) ولايات، و (66) جهاز طبي لمستشفيات الأطفال فى ولايتى كسلا وشمال كردفان، ومحطة توليد الأكسجين بمستشفى الأبيض التخصصي للأطفال، وذلك بحضور الدكتور هيثم محمد ابراهيم وزير الصحة الاتحادى والأستاذ عمر ال موسى مدير المشاريع بمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.
وأكد عضو مجلس السيادة الفريق مستشار ابراهيم جابر ان المملكة العربية السعودية كانت في صدارة الدول التي قدمت المساعدات الانسانية للسودان، وظلت تعمل في تقديم الدعم والعمل على خدمة للمجتمعات المضيفة الشعب السوداني الذي نزح بسبب الحرب.
وأشار إلي أن الحكومة السودانية تأمل أن تحذو المنظمات والدول حذو المملكة ومركز الملك سلمان في تقديم المساعدات الانسانية، مشيدا بدور الملك سلمان والسفير السعودي بالسودان علي بن حسن جعفر ومركز الملك سلمان وعموم الشعب السعودي.
توجيهات خادم الحرمين
وهذه ليست المرة الأولي التي تقدم فيها المملكة مساعدات للشعب السوداني، فمند اندلاع الحرب في السودان وحتى اليوم لم يتوقف او يتعطل قطار المساعدات الإنسانية السعودية للسودان والذي انطلق بتوجيهات مبارة من خادم الحرمين الشريفين بعد أيام فقط من الحرب.
وكان خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، قد وجها في السابع من مايو 2023 مركز الملك سلمان للإغاثة بتقديم مساعدات إنسانية متنوعة بقيمة 100 مليون دولار أميركي للشعب السوداني.
كما طلبا تنظيم حملة شعبية عبر منصة “ساهم” لصالح السودانيين، من أجل تخفيف آثار الأوضاع التي يمرون بها حاليا.
مؤتمر دولي
وفي منتصف يونيو 2023 ، أعلنت المملكة العربية السعودية عن تنظيم مؤتمر دولي لدعم الاستجابة الإنسانية في السودان بالتعاون مع قطر ومصر وألمانيا والاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى وكالات تابعة للأمم المتحدة وذلك بالتزامن مع الجهود التي كانت تقوم بها السعودية والولايات المتحدة لإنهاء الحرب.
مباحثات جدة
ولم يتوقف الدعم والمساندة السعودية للسودان على تقديم المساعدات الإنسانية فحسب بل ربما تكون المساعدات هى أقل أشكال الدعم السعودي للسودان حيث حرصت المملكة منذ اندلاع الحرب الأهلية على سرعة التحرك السياسي من أجل وقف إطلاق النار وعودة الاستقرار للسودان.
وكانت المملكة صاحبت اول تحرك سياسي دولي من أجل وقف الحرب بالسودان، حيث انطلقت مفاوضات جدة بعد 3 أسابيع من اندلاع الصراع وبالتحديد في 6 مايو 2023 وركزت علي محاولة تحقيق وقف فعال قصير المدى لإطلاق النار والعمل على تسهيل وصول المساعدات الإنسانية الطارئة، واستعادة الخدمات الأساسية ووضع جدول زمني لمفاوضات موسعة للوصول لوقف دائم للأعمال العدائية.
ورغم قيام الدعم السريع باستهداف سفارتها بالخرطوم والهجوم علي مباني تابعة لها في يونيو 2023 ألا إن ذلك لم يسن المملكة عن تحركاتها من أجل وقف الحرب وإنهاء معاناة السودانيين.
ففي نفس البيان الذى أدان احتراق السفارة واحتلالها من جانب الجماعات المسلحة، جددت الخارجية السعودية وقتها الدعوة إلى “وقف التصعيد العسكري بين الأطراف المتنازعة، وإنهاء العنف، وتوفير الحماية اللازمة للدبلوماسيين والمقيمين وللمدنيين السودانيين”.
ورغم عدم إلتزام الأطراف المتحاربة بما تم الإتفاق عليه في مباحثات جدة التي استمرت لثلاث جولات على مدار شهور ألا إن المملكة واصلت جهودها من أجل حماية المدنيين وتوصيل المساعدات للنازحين ومازالت حتى اليوم صاحبة اليد البيضاء على السودان وشعبها ومازالت تعطي بلا حساب وتمنح بلا منا ولا أذي انطلاقا من قاعدة الأخوة الدينية والعربية والتي عبر عنها سعادة السفير السعودي بقوله ” ما نقدمه حق للسودانيين علينا”.