الوزير المترجم أسامه عبد الماجد إذا عرف السبب

الوزير المترجم أسامه عبد الماجد إذا عرف السبب

 

¤ اضطر الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي للقيام بدور المترجم ، لغضبه من اختزال مترجمه تعليقاته كاملة من اللغة الاوكرانية إلى الإنجليزية.. خلال مؤتمر صحفي كبير جمعه بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قبل اشهر قلائل.. استدار زيلينسكي باتجاه المترجم وشرح له حديثه..وكان الغضب يبدو عليه.
¤ كسر الرئيس الاوكراني البرتوكول وتحدث بالانجليزية لا الاوكرانية كما اعتاد.. لاجل تجميل صورة اوكرانيا.. وضمان وصول فكرته بصورة دقيقة لاسيما وان بلاده تخوض حربا.. وهو ذات مافعله وزير الخارجبة السفير علي الصادق.. وقد انتشرت له صورة وهو يتوسط ضيف البلاد رئيس الوزراء الاثيوبي آبي احمد ومحمد حمدان حميدتي.. ويقوم بدور المترجم
¤ يستحق الصادق (التحية) لانقاذه الموقف.. لا (السخرية)، وقد لاحظت موجة التندر من خطوته..
رفع الصادق الحرج عن الرئاسة، فلا يعقل ان ينتظر ضيف البلاد المترجم، الذي تاخر قليلا.. ومؤكد قام الصادق بالمهمة على اكمل وجه.. خاصة وان حميدتي غير مامون الجانب ولا يتقيد بالحديث الدبلوماسي.
¤ تاخر المترجم لدقائق ليست حالة سودانية كما توهم البعض.. سبق وان تاخر مترجم زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ، بعض الشئ خلال مرافقته له في رحلته لفيتنام.. عندما وصلها لعقد قمه مع نظيره – حينها – الامريكي دونالد ترامب.. اضطر المترجم للركض بشكل لفت اليه الانتباة للوصول والوقوف الى جانب كيم.
¤ اكرر يستحق الوزير التحية وهو يضع المصلحة العليا للبلاد نصب عينه.. لا سيما وان الضيف الزائر جاء في مهمة كبيرة.. تتعلق بالمساهمة في استقرار البلاد.. تصدى الوزير لهذة المهمة من منطلق المسؤولية الوطنية.. وهو المعني بالشان الخارجي ، ومما قد يكون دفعه لمعالجة الموقف بتلك السرعة الفائقة ان الطرف السوداني لا يجيد الانجليزية.
¤ كما ان البرتوكول – على ما اعتقد – يقتضي ان يتحدث حميدتي باللغة العربية.. وسبق لوالي الخرطوم حينذاك د. عبد الحليم المتعافي القيام بدور المترجم للرئيس السابق المشير عمر البشير.. عند قدوم وفد اجنبي زائر.. مع العلم ان البشير يجيد الانجليزية.
¤ وشخصيا سجل لي سفير تركيا السابق بالخرطوم زيارة بمكتبي في منبر كل السودانيين صحيفة (آخر لحظة) وكنت رئيسا للتحرير.. جاء وبرفقته مترجم شاب رغم انه يتحدث ويفهم اللغة العربية.. وطيلة اللقاء ظل يتحدث معي بلغة بلده..ربما لأن المترجم يجعلك قي مأمن من الوقوع في خطأ.. واخطاء الترجمة قي احايين كثيرة لا تغتفر .. وتسببت في ازمات وحروب.
¤ سبق وان وقع الأمين العام للأمم المتحدة في ذلك الوقت، بان كي مون،في مازق في 2010، عندما أجرت وكالة (فرانس برس) مقابلة صحافية معه.. حول الاستفتاء في جنوب السودان
ونقلت عنه قوله (إننا نسعى جاهدين لتجنب انفصال محتمل لجنوب السودان عن شماله).. ما جعل سلفاكير يتهمه بالتدخل في تقرير مصير الجنوب.. وكتب له رسالة شديدة اللهجة.. بينما الحقيقة ان كي مون قال (إننا نسعى جاهدين لنجعل هذه الوحدة جذابة).
¤ في تقديري ان التركيز على وجود الوزير كمترجم فوت على الكثيرين فرصة ما دار بين الضيف الاثيوبي وحميدتي.. والبلاد تشهد حالة من التشظي السياسي.. والاستقواء بالاجنبي وبشكل سافر .. كما ارتفعت موجه الاقصاء للاخر بصورة غير مسبوقة.. ان محاولة التركيز على ماقام به وزير الخارجية من موقف يستحق منا ان نشد على يده لا عكسه بصورة سالبة.. ربما القصد من ذلك صرف الانظار عن جهود آبي احمد الذي اعلن دعمه وبقوة للحوار السوداني السوداني.
¤ ومهما يكن من أمر فان الترجمة التي يريدها كل اهل السودان ان تؤمنهم الحكومة وتوفر لهم لقمة العيش.. وتزيح عنهم صخرة الغلاء الضخمة التي جثمت على صدورهم.