*لماذا عنان يابرهان ؟* *اسامه عبد الماجد* *إذا عرف السبب*

*لماذا عنان يابرهان ؟* *اسامه عبد الماجد* *إذا عرف السبب*

 

*لماذا عنان يابرهان ؟*
*اسامه عبد الماجد*
*إذا عرف السبب*
*الخميس 16 فبراير 2023*

¤ لا اذكر ان رئيس مجلس السيادة الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان ، منح مسؤولا نجمة الانجاز عدا المدير العام للشرطة وزير الداخلية المكلف الفريق أول حقوقي عنان حامد ، وذلك نهاية الاسبوع الماضي.. وربما كذلك لم يمنح وساما لجهة سودانية او مواطنا الا لقلة محدودة جدا.. مايدل على ان الخطوة تتم بعناية ودقة.. مثل طلاب عسكريين (وسام التفوق) والشاعر المخصرم عبدالواحد عبدالله صاحب القصائد الخالدة ومنها الملحمة (اليوم نرفع راية إستقلالنا) الذي نال وسام الاداب والفنون الذهبي.
¤ مرت الشرطة منذ التغيير في 2019 ، بظروف قاسية للغاية، وبالغة التعقيد.. حيث شهدت عدم استقرار على مستوى القيادة بشكل مخيف .. بعد أخر مدير في حقبة الانقاذ الطيب بابكر .. تعاقب على المنصب خمسة قادة (بابكر احمد الحسين، عادل بشائر، عز الدين الشيخ ،خالد مهدي ثم عنان الذي تسنم موقعه بقرار من حمدوك في نوفمبر 2021.
¤ وهي حالة تكاد تكون الاولى من نوعها في العالم.. ان يتعرض المنصب الاول في المؤسسة الشرطية لهكذا تغييرات.. حتى كادت البلاد على اثرها ان تفقد الشرطة.. وقد سعت جهات وبتخطيط مدبر وبكثير من الخبث.. بتصوير الشرطة جبانة ومرتعبة.. فاقدة للهيبة والبسالة و(الرجالة).. وذلك بالترويج للمقولة المنحطة (كنداكة جات بوليس جرى).
¤ لذلك عندما كانت الشرطة تقوم بمسؤوليتها القانونية تجاة التظاهرات (نزل) عنان بنفسه للعمل الميداني وتحمل المسؤولية مع قواته.. ولعله من يومها بدأت الشرطة تسترد عافيتها.. وبدأ يعود اليها القها.. ولو لم يقم عنان بشئ لكفاه ان جعل رأس البوليس من يومها مرفوعا.
¤ القائد الحقيقي هو الذي يجده جنوده (قدامهم).. مثلما يقول الشهيد العميد عبد المتعم الطاهر (المكحل بالشطة) ، مخاطبا جنوده (مابنخذلكم يارجاله ح تلقونا قدامكم).. لذلك عندما قرر عضو السيادي مشرف ولايات كردفان الفريق اول شمس الدين كباشي حسم التفلتات الامنية بجنوب كردفان.. كان عنان (قدام).
¤ رافق كباشي الى كادوقلي.. وهناك رفع له (التمام) بتدشين مركبات جديدة للشرطة .. مع ارسال تعزيزات بشرية ولوجستية.. وشهد تدشين اضخم حملة لبسط هيبة الدولة، منذ ذهاب الانقاذ.. وتعود الروح القتالية لدى عنان الى قيادته قوات الاحتياطي المركزي قبل سنوات قلائل.
¤ كان بث الحماسة في نفوس البوليس بتحسين المرتبات – وان كانت لا تزال دون الطموح – بعد احكم الوحش الكاسر (السوق) والتهم وبشراهة المرتبات.. وان قلن ان ذلك هو صميم عمل عنان.. ولو لم يفعل ذلك فليغادر غير مأسوفا عليه.
¤ جاء الفارق في الترتيبات الادارية الصارمة داخل حوش البوليس.. عندما اوصى عنان وبشجاعة للبرهان بهيكلة الإدارات العامة والمتخصصة لإدارات الدفاع المدني، الحياة البرية والسجون وتبعيتها لوزارة الداخلية وقريبا منهم قوات الجمارك.. واوصى بذلك لدى البرهان الذي اصدر قرار الهيكلة التي ترددت الانقاذ كثيرا في اصداره.
¤ وهي خطوة تاخرت كثيرا وستحدث نقلة في الشرطة من خلال الصورة على ماكانت عليه تلك الإدارات فنيا وإداريا.. والاهم من ذلك ستتمكن من التعاون والتعامل مع المنظمات الأممية بسهولة.. ويتطابق مع ذلك التنسيق الأمني المشترك للشرطة السودانية مع المنظمات الدولية ومجلس وزراء الداخلية العرب.. بجانب التنسيق العالي مع الأجهزة الامنية الاخرى.
¤ ان المتابع لمسيرة الشرطة في الاونة الاخيرة يرى قبولها التحدي بالتصدي لتجارة المخدرات.. التي انتشرت لا لضعف الشرطة بل لضعف الارادة السياسية.. مع الاخذ في الاعتبار ان عنان حامد كان يوما ما مديرا للإدارة العامة لمكافحة المخدرات.. وفي هذا السياق تم قبل اشهر قلائل استيراد كلاب شرطية عالية التدريب من المجر لكشف المتفجرات والمخدرات
¤ اشفق على عنان في مهمة ترتيب البيت الداخلي .. بفك الاختناقات ، ويحسب له اصداره بشجاعة لقرار الترقيات والاحالات وهذة سنة العمل العام.. واجمالا لكل ذلك كافأت القيادة ، الشرطة لا عنان.. والذي نعيب عليه قبوله لمقترح زملائه باطلاق اسمه على مدينة طبية.
¤ اذكر قبل سنوات كتب الزميل الصديق / عبد الباقي الظافر منتقدا اطلاق اسم والي كسلا ادم جماع على مدرسة واسم مدير الشرطة هاشم الحسين على مجمع سكني شرطي.. قال الظافر – الذي نفتقد قلمه الطاعم – من المهم جداً أن تكون هنالك لائحة تنظم تسمية المؤسسات العامة بأسماء أفراد مهما كان وزنهم وحينما تغيب المعايير يسود المزاج الشخصي وينشط تكسير الثلج في موسم الشتاء.
¤ ومهما يكن من امر عنان مثله وهاشم الحسين.. لا يحتاجان تكسير الثلج ولو في فصل الصيف