بينما يمضي الوقت أمل أبوالقاسم خاب فألكم..(حا تودوا وشكم وين
بينما يمضي الوقت
أمل أبوالقاسم
خاب فألكم..(حا تودوا وشكم وين
كما اسلفنا وكما هو واضح ان ما يجرى في الساحة الآن ينطوى على أكثر من هدف وأكثر من وجه للحرب الدائرة وتجلى ذلك في كثير من اوجهها، وحيث ان التخطيط والمؤامرة كبيرتين وتجري ترتيباتهما على قدم وساق، وحيث ان كل ما خطط له فشل فشلا ذريعا، إلا ان الفئة الباغية لم تيأس وظلت تبحث عن بدائل عبثا تحاول من خلالها ان تصبو إلى ما يحقق ولو النذر القليل من طموحها العريض.
قلت فشلت كل المخططات وما زال الفشل حليف كل خطة ببركة رب العالمين وجيش السودان وجنده الاشاوس وعظمة شعبه الذي ما زال بحمد الله يحتفظ جله بمكارم الأخلاق والنخوة، والوطنية التي وان لم يفصحوا عنها تجرى في عروقهم، تتجلى (ساعة الحارة) لم تدنسها الأيادي العابثة في التركيبة السودانية التي تسعى لحلحلتها وتبديلها، اللهم إلا فئة قليلة من الهشاشة بمكان باعت نفسها رخيصة في سوق النخاسة وحصدت وستحصد السراب إلى ما شاءالله.
فبعد فشل كل الخطط وبعد الهزائم المتتالية التي منيت بها مليشيا الدعم السريع والرؤوس التي تقودها واذنابها، فكرت وقدرت ووصلت إلى ان الحل في استنفار القبائل سيما في اقليم دارفور عسى ولعل ان تتمكن من رقع ما اهترى وما تفرق ايدى سبا، وربما مجاراة لقوات الشعب المسلحة التي أعلن قائدها التعبئة العامة لكل من هو قادر على حمل السلاح دفاعا عن أرضه وعرضه، لكن شتان ما بين هذا وذاك.. وهيهات.
عندما دعا القائد العام للجيش السوداني واعلن عن التعبئة والتطوع تداعى الآلاف من كل ربوع وولايات السودان معلنين الولاء التام للوطن والأرض والعرض بعد ما استفزتهم تصرفات المليشيا التي لم تكتفى بالسرقة والنهب والترويع واحتلال المشافى والمرافق العامة للدولة بل بلغ بها الأمر إلى اغتصاب حرائر ومهيرات السودان وليس هناك اغلى من الشرف. وبالمقابل دعت الإدارة الأهلية بجنوب دارفور وعبر عدد من زعماء القبائل للاستنفار والتحشيد لصالح قوات الدعم السريع المتمردة ضد الجيش السوداني (القومي) فانقلب السحر على الساحر عندما قابلت القبائل هذه الدعوة بالرفض التام وانهالت البيانات تترى تؤكد ان رأي ودعوة زعمائها لا تمثلهم بل جاءتهم الطامة بدعوة ابنائهم المنخرطين في قوات الدعم السريع للإنسلاخ فورا، وزادوا عليها بدعمهم اللامحدود للقوات المسلحة.
اي درك هذا والإدارات الأهلية المنوط بها حفظ النسيج الاجتماعي والأمن المجتمعى تعمل على حلحلة هذا النسيج بالدعوة الى القبلية ونشر خطاب الكراهية بين المكونات العرقية، وبدلا من ان تعترف بما اقترفته القوات المتمردة من انتهاكات في حق البشرية تعمل على تعزيز ذلك من خلال الدعم للمزيد منها دون الالتفات للاعراف والتقاليد المجتمعية. لكنا نعود ونقول ان لا غرو في ذلك إذ طالما ظلت هذه الإدارات وعلى مر التأريخ ومنذ، الاستعمار تستخدم أداة طيعة للمستعمر مقابل امتيازات معروفة، واستمر الحال هكذا على مر الحقب التأريخية والتأريخ السياسي في البلاد، كل يستخدمها كيفما اتفق بعد ان انحرفت عن مهامها المجتمعية إلى السياسية ( وكلو بتمنو) فحادت عن الحكمة المفترضة وغلبت المصلحة الخاصة على العامة.
خاب فأل الإدارات الأهلية وخابت معها امنيات اولئك وتكسرت عند صخرة أبناء السودان الصلدة ولسان حال الجميع (كل اجزائه لنا وطن…)، ولا يفوتنا الذين يدعون (عينك عينك) ومن منطلق توهمات التفرقة العنصرية إلى التهديد بغزو مناطق بعينها في السودان كل هذا وذاك سيرتد عليهم حسرة وندامة في القربب العاجل.
حتما ستنتهى الحرب التي باتت بوادر النصر تلوح في الأفق، والمؤكد ان ذلك لصالح قوات الشعب المسلحة التي ابلت بلاء حسنا، وصبرت وصابرت، وقطعت العهد بتنظيف البلاد من رجس المتمرين وبالتالي العملاء الذين باعوا ارضهم وعرضهم بابخس الاثمان. ستنجلي الحرب وقد سقطت اقنعة الكثيرين ممن عاثوا خلالها خذى وعارا. ترى كيف سيعيش بعدها هؤلاء وسط اهليهم الذين ذاقوا الأمرين خلال الحرب، وفقدوا اعز ما يملكون، بعد كانوا وقودا لها؟ (ح يودوا وشهم وين) من ومن ومن….؟
نعود ونقول ان لا ضير فكل أمر لهو خير، والأكيد ان القادم سودان جديد خالى من الأمراض والاوغاد، والاحقاد. ولا عزاء للبائع والمشتري.