تمرد الدعم السريع علي الدولة… وانعكاساته علي مجتمع دارفور … إبراهيم مليك؛؛؛؛؛؛؛

تمرد الدعم السريع علي الدولة… وانعكاساته علي مجتمع دارفور … إبراهيم مليك؛؛؛؛؛؛؛
الإعلانات

تمرد الدعم السريع علي الدولة… وانعكاساته علي مجتمع دارفور …
إبراهيم مليك؛؛؛؛؛؛؛

مخطئ من ظنّ أن تمرد قوات الدعم السريع تمرداً عادياً مثل الحركات المتمردة في دارفور التي كانت تحلم فقط بالجلوس مع حكومة المركز والمشاركة في السلطة وقسمة الثروة كما هو مشاهد في كل اتفافيات السلام الموقعة منذ اتفاقية ( أبوجا…والدوحة…وأخيراً اتفاقية جوبا)…
تمرد الدعم السريع ارتبط بتغيير جذري لبنية الدولة السودانية(عسكرياً…وسياسياً…وفكرياً )حيث تبنى قادة مليشيا الدعم السريع تغيير الجيش باعتباره جيش كيزاني ذو طابع إسلامي ظاهرياً ولكنهم يرون أنه جيش جلابة يسيطر عليه نخب معينة ثم تبنوا تغيير سيطرة الجلابة علي مفاصل الدولة واستبدالهم بجلابة جدد مثل (عرمان وإبراهيم الميرغني وخالد سلك وطعموهم بيوسف عزت والتعايشي ونصرالدين عبدالباري ) …
بالنظر لشعارات قيادات مليشيا الدعم السريع الذين تمردوا علي الجيش نجدها شعارات متناقضة بصورة عجيبة!!
فهم يطلقون علي أنفسهم شعارات أشاوس الدعم السريع حرّاس الديمقراطية ثم يغلفونها بشعارات عنصرية ضد دولة الجلابة وممارساتهم علي أرض الواقع لا تفرق بين المواطنين فكل صاحب نعمة من الشعب السوداني بالنسبة لهم هدف مشروع يأخذون ماله غنيمة !!
تكمن خطورة تمرد الدعم السريع أنه أخذ طابع عنصري ضم مكونات محدودة ورأينا ذلك من خلال تصريحات نظار قبائل البقارة بجنوب دارفور والتي صرّح قادتها علانية أنهم مع الدعم السريع وهي ظاهرة لم تكن معهودة في تاريخ دارفور حيث تمردت حركات منسوبة لقبائل (فور …زغاوة…مساليت) ولكن ظلت قيادات هذه القبائل مع الدولة ومشاركة في مؤسساتها ولم تتعرض حواضر دارفور لاقتتال داخل المدن …
أما تمرد الدعم السريع فقد كلَّف الشعب السوداني بأكمله فاتورة باهظة في القتل والسلب والنهب والانقسام والتشظي المجتمعي حتي داخل القبيلة الواحدة….
تمرد الدعم السريع وممارساته البشعة لم تجد إدانة من القوى السياسية اليسارية المناصرة له والتي شكلت غطاء لجرائمه وكشفت عن وجهها الحقيقي في العمالة وتخريب الوطن مقابل أن تجلس في كرسي السلطة ولو علي أشلاء وجمام الشعب السوداني…
يعتبر تمرد الدعم السريع أخطر تمرد وأسوأ تمرد في تاريخ الدولة السودانية لأنه ناتج عن خيانة من الداخل …
مثلما خان حميدتي رئيسه البشير الآن خيانته شملت كل الشعب السوداني …
لم يسلم شركاء حميدتي من الغدر والخيانة فقد دفع والي غرب دارفور حياته ثمناً لثقته في حميدتي ومليشياته التي لا تفرق بين العدو والصديق …
بالأمس أجريتُ حواراً مطولاً مع أحد قيادات الدعم السريع في دارفور حيث وجهت له سؤالاً عن أهداف قتالهم للجيش فقال بكل بساطة أنهم يريدون حماية أنفسهم !!
لأنهم لا يأمنون مكر بعضهم ببعض ..
لن تعود دارفور لسيرتها وتماسكها الإجتماعي وأمنها مالم تحسم مليشيا الدعم السريع وإنهاء قوتها العسكرية ودمجها في المؤسسة العسكرية وإعادة تأهيلها نفسياً لتكون قوة منضبطة تحت إمرة الدولة …
الآن دارفور فقدت أي مظهر من مظاهر الدولة حيث اختفت بعد تمرد الدعم السريع فلم يعد هناك وجود لدولة ولا مؤسساتها المدنية فلا أمن ولا صحة ولا تعليم ولا قضاء أصبحت المدن أشباح يحوم فيها متفلتون يبحثون عن غنيمة ليظفروا بها …
القتل أصبح مثل شربة ماء المواطنون يتساقطون مثل صفق الشجر بسبب الفوضوى…
غابت المبادرات وصمت العقلاء وكادت الحياة أن تتوقف تماماً…
كل هذه المآسي بدارفور سببها تمرد الدعم السريع…

السؤال الذي يطرح نفسه إلي متى يتصالح الشعب السوداني مع الخائنين ويتجاوز عن جرائمهم إلي مالا نهاية ؟؟
هل تحلم قيادة الدعم السريع بعد أن خرّبت العاصمة والولايات وأدخلت الشعب السوداني في فتنة عظيمة أنها ستجلس في كرسي الحكم عنوة لتواصل خيانتها للدولة والشعب وترهن إرادة الدولة للخارج مقابل بقائها في السلطة؟!!
مهما حاولنا مقارنة تمرد الدعم السريع بأي تمرد في العالم فنجده الأسوأ علي الإطلاق.