السودان قصة وطن من ركام الحرب الي آفاق

رصد السلطة

بقلم دريسسسسسسة

 

الحرب الاهلية الطاحنة التي راح ضحيتها مئات الالآف من السودانيين وآثارها المحطمة التي دمرت الاقتصاد والبنية التحتية و أدت الي غياب الاستقرار السياسي وعدم القدرة علي استغلال الموارد الهائلة حتي اصبح السودان يعرف بالدولة المصابة بلعنة الموارد …خلفت أسئلة وتحديات جسام تبدو في خضم الاسئلة التالية هل يمكن نخطط ونعمل لتخطي هذا الآثار ؟؟ كيف نعالج تعميق الانقسامات الإجتماعية الحادة التي افرزتها الحرب ؟؟ ايمكننا ان نتجاوز خطاب الكراهية والتفرقة العنصرية والتمييز العرقي ؟؟؟ متي نحقق المصالحة ونبذ الخلافات والانقسامات ونبدأ في التعاون من أجل النهوض وتحقيق التنمية المستدامة والسلام والعدالة الإجتماعية والتحول الديمقراطي ..كل معطيات الحكم الراشد ؟؟؟؟
ان خطورة الحرب الاهلية إنها تحدث انقسامات خطيرة تهدد المجتمع يصعب معالجتها بل تودي الي حروج عميقة وقاسيةو نتائج كارثية تفضي لانتشار العنف الذي يقود إلي سيناريوهات الطامة.. كان السودان وما يزال في نزاعات لا تجدي بل بات مرتعا للحروب يخرج من حرب ليواجه حربا اخري ..في هذا البلد المتنوع الاثنيات والثقافات والمناخات وحتي الامزجة والاهواء التي كان ينبغي ان تنشأ علي حب الوطن والسعي لرفعته وامنه واستقراره ولكن دوما ثمة ردة الي الحرب ..
ثورات وهبات شعبية عديدة كلها خرجت ضد الانظمة الدكتاتورية والتي ظلت تمارس العنف والقتل الممنهج ضد شعوب الأطراف..اخرها واعظمها هي هبة ديسمبر 2019م ثورة الشباب التي رفعت شعارات الحرية والسلام والعدالة وهي ثورة تعد من اميز الثورات الإنسانية بعد الثورة الفرنسية ثورة ماضية لتحطم اصنام الحرب وربما للأبد.
فالثورة باهدافها المذكورة آنفا تسعي لتحقيق بناء المشروع المدني القائم علي التحول الديمقراطي والسلام العادل وان يتحول السودان من دولة ظلت تشهد ابشع وافظع الحروب الاهلية لدولة تحقق الاستقرار السياسي عن طريق تعزيز المشاركة السياسية واحترام حقوق الانسان بالمساواة أمام القانون عبر مفهوم المواطنة كأساس للحقوق والواجبات ومعلوم ان هنالك ثلاثة انماط للتحولات التي تحدث من انظمة سلطوية لانظمة ديمقراطية التحول الاصلاحي وهو تحول من اعلي ويسمي بالتحول الداخلي من السلطة بمنح الحريات كما حدث في اسبانيا أما تحول تعاوني بين الحكومة والمعارضة لتحقيق اصلاحات سياسية كما حدث في بولندا .. أو التحول من خلال الشعب وياتي إثر صراعات عنيفة من جانب القوي الإجتماعية الرافضة عن الضغط الشعبوي للمطالبة بالتحول نحو الديمقراطية عن طريق خلق مؤسسات قومية فاعلة واصلاح المؤسسات القديمة وجود اطاري دستوري يعالج مشاكل الهوية شكل الحكم ووضع الجيش والعلاقات الخارجية وغيرها من القضايا الدستورية.
للاجابة علي الاسئلة التي تعرضنا لها آنفا والتحديات الجسام التي واجهت بناء الدولة في السودان هنالك ضرورة ملحة لخلق حوارات عميقة جدا بين الفرقاء السودانيين لتحقيق إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية … اهمها المصالحة الوطنية الشاملة من خلال اعادة تعريف وبناء الهوية السودانية وهذا يحقق هدف إنهاء صراع الهوية والانتقال لبناء الدولة وفي هذا الصدد يجب انشاء مفوضيات أو لجان للقومية والوحدة الوطنية والحقيقة والمصالحة تعزز من البناء القومي والوحدة الوطنية.. وضرورة اصدار قوانين تجرم التمييز وتعاقب علي خطاب الكراهية والتفرقة العنصرية والسيادة تكون ملك الشعب يمارسها عن طريق التوافق والتراضي والعمل علي اعادة بناء علاقات بين أفراد المجتمع وضرورة اصلاح وتقوية المؤسسات العسكرية والامنية وادخال برامج لاعادة صياغة الانسان السوداني يقوم علي منهجية تعليم إعلاء قيم التسامح والوطنية ويتم دمج أفراد المجتمع في مشروعات قومية انتاجية تعزز من ارساء دعائم البناء الوطني هذا بالاضافة الي تحقيق العدالة الانتقالية والعدالة الترميمية لانصاف ضحايا الحروب وخلق نماذج للتعايش الوطني القومي بعيدا عن الانقسامات الإجتماعية الحادة والانتماءات الضيقة والعمل علي تمكين القوة الناهضة المرأة والشباب وتعزيز مشاركتهم السياسية ففي روندا حظيت المراة بما يقارب ال 60 في المئة من اجمالي مقاعد البرلمان … وعلي صعيد متصل العمل علي الاصلاحات الاقتصادية بالاهتمام بالقطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني وذلك عن طريق الاستعانة بالخبراء واستخدام التقنية الحديثة وتوفير التمويل اللازم .. والعمل علي جذب الاستثمارات الخارجية بخلق قوانين وتسهيل الاجراءات عن طريق وضع خريطة استثمارية وادخال نظام النافذة الواحدة وخلق مجلس للاستثمار والتطوير واي تسهيلات اخري تشجع الاستثمار وفي المجال الخدمي الاجتماعي ضرورة الاهتمام بالصحة والتعليم جيد النوعية الذي يناسب مع سوق العمل هنالك ضرورة قصوي في زيادة الانفاق علي التعليم وتوفير التعليم المجاني للتعليم العام
الاصلاحات التي يمكن تبنيها في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والامنية ان تمت وفقا لخطط واستراتيجيات مدروسة مؤكد ستقود السودان الي دولة رائدة وقائدة وتنهض بها من ركام الحروب الي آفاق النهضة والتقدم