و عاد الثقفي..!!* *الطاهر ساتي
*و عاد الثقفي..!!*
*الطاهر ساتي*
:: أسود هيئة العمليات.. ما أن سمعوا النداء؛ نهضوا و تراصوا في صفوف البذل و العطاء مع فرسان الجيش؛ و سارعوا – إلى ربهم – دفاعاً عن أرض البلد و عرض عازة.. وكالعهد بهم دائماً في أزمنةالوغى؛ كانوا خفافاً سراعاً عجالى ..!!
:: و فرسان الهيئة ليسوا مثل ابو محجن الثقفي في الكر فقط؛ بل في السيرة أيضاً.. نعم؛ سيرتهم ذات سيرة الفارس الثقفي.. كان سعد بن أبي وقاص قد حبس أبومحجن الثقفي بأمر الفاروق عمر..!!
:: ثم دارت معركة القادسية بقيادة سعد، و عرف الفارس الحبيس بأن قومه ينازلون الفُرس دفاعاً عن الأرض و العرض، فتوسل الى سلمى – زوجة سعد – بأن تحل قيده وتعطيه البلقاء – فرس سعد – ليُقاتل به ثم يعود إلى الحبس..!!
:: رفضت سلمى طلب الفارس، ثم وافقت بعد أن توسل اليها بالأشعار؛ فانطلق – متلثماً – على ظهر البلقاء الى ميدان معركة الكرامة.. وقاتل وأدهش الجيش و قائده سعد بفدائته، ولم يعرفه أحد..!!
:: ظل سعد يردد حائراً أمام المشاهد الفدائية : (الطعن طعن أبومحجن؛ الصبر صبر البلقاء، ولكن أبومحجن في الحبس).. وعندما توقف القتال؛ أوفى عاد الفارس الثقفي بوعده لسلمى وعاد إلى حبسه..!!
:: لاحقاً، أخبرت سلمى زوجها بما حدث، فعفى عنه و اطلق سراحه..ليس سهلاً أن يقاتل السجين تحت رأية السجان، ولكن الفارس الثقفي فعل ذلك؛ وفاءً لقومه وحباً لدياره ..!!
:: وكذلك فرسان جهاز الأمن و المخابرات (هيئة العمليات).. فالشاهد؛ لإرضاء زعيم المليشيا حميدتي؛ حلًت حكومة البرهان الهيئة و شرّدت فرسانها و سلّمت معسكراتها
– صُرة في خيط – للمليشيا؛ و.. و.. الحبس – بكل ظُلمه – كان ما عليه حال فرسان الهيئة؛ و مع ذلك لبوا النداء في معركة الكرامة؛ نداء الوطن و ليس البرهان..!!
:: إنها أخلاق الفرسان..بصدق الانتماء للوطن؛ و بكامل الوفاء للشعب؛ عاد فرسان الهيئة إلى مسارح العمليات؛ و رفعوا تمام الوعد لقائدهم الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل بلسان حال قائل : (لبيك يا وطني)..!!
:: عادوا؛ لتضج البيوت المحتلة بالبطولات.. و يُحدثك العُزّل من أهل الوجع بأن الغادر المحتل لبيتهم – بالسلاح – يُمسي ثملاً منتشياً متحدياً؛ ثم يصبّح هالكاً وقحاً؛ و يكون قد زاره فرسان الهيئة (بغتة)..!!
:: بذكائهم و شجاعتهم يقتحمون الأوكار؛ ليُصبّحوا أنذال المليشيا على حال ثم يُمسّونهم على (أبشع)..و انتشروا كالفرح في الأحياء؛ ليزيلوا عنها الأحزان و الآلام؛ و ذلك بنزع أورام المليشيا الخبيثة – من بيوت الناس – نزعاً..!!
:: وبشجاعته المعهودة؛ استقبلهم الفريق أول ياسر العطا قائلاً :(ندمنا ندماََ شديداََ على التفريط في هيئة العمليات؛ وتحجيم دور الجهاز، ورغماََ عن ذلك ما خذلتونا؛ والله خجلانين منكم)..شكراً العطا؛ كنت – وستظل – شجاعاً..!!
:: و صبراً أهل الوجع..فالوعد المرتجى هو دمج المتبقي من أوغاد آل دقلو في الهالكين منهم؛ و ليس في الجيش.. فالجيش في بلادنا أشرف من أن يُقاتل في صفه مغتصب و ناهب و عميل..!!