بايدن بحاجة للضغط على الإمارات للمساعدة في إنهاء حـ رب السودان

بايدن بحاجة للضغط على الإمارات للمساعدة في إنهاء حـ رب السودان
الإعلانات

بايدن بحاجة للضغط على الإمارات للمساعدة في إنهاء الحـ رب الأهلية في السودان

 

#واشنطن بوست ـ السلطة

 

ـ تعتبر الولايات المتحدة الإمارات «شريكًا دفاعيًا رئيسيًا» رغم دورها في تأجيج الصراع في السودان.

 

زار رئيس الإمارات العربية المتحدة، محمد بن زايد آل نهيان، البيت الأبيض يوم الاثنين، في زيارة هي الأولى من نوعها لزعيم إماراتي.

 

وأبرز هذا الاهتمام العالي المستوى تعمق العلاقات بين الولايات المتحدة وحليف رئيسي في الخليج العربي في ظل الحروب المستمرة في غزة وعبر الحدود الإسرائيلية-اللبنانية. وأعلنت إدارة بايدن عن مجموعة جديدة من مجالات التعاون مع الإمارات، تشمل الذكاء الاصطناعي واستكشاف الفضاء وتكنولوجيا الطاقة النظيفة والدفاع. وعيّن الرئيس جو بايدن الإمارات «شريكًا دفاعيًا رئيسيًا». والهند هي الدولة الوحيدة الأخرى التي حصلت على هذا التصنيف، مما يسمح بتعاون عسكري أوثق، بما في ذلك التدريب والتمارين المشتركة.

 

أما بخصوص موضوع آخر، وهو الحرب الأهلية في السودان ودور الإمارات في تأجيجها، فقد قدم الاجتماع رسالة متناقضة، إذ خصص البيان المشترك أقل من 250 كلمة من بين ما يقرب من 4000 كلمة للموضوع.

 

وهذا ليس كثيرًا بالنظر إلى الصراع الذي أدى إلى مقتل ما يصل إلى 20,000 شخص، معظمهم من المدنيين، وتحويل أجزاء من العاصمة الخرطوم إلى أنقاض. وقد فرّ حوالي 10 ملايين شخص من منازلهم، بينما يواجه 26 مليون آخرون خطر المجاعة، وهناك تحذيرات من حدوث إبادة جماعية محتملة في منطقة دارفور.

 

من المؤكد أن الولايات المتحدة والإمارات أعربتا عن «قلق عميق» و«قلق بالغ» تجاه الوضع، وأكدتا على «موقفهما الثابت وغير المتغير» لصالح إنهاء فوري للقتال. وقال البيان: «أعاد الزعيمان تأكيد التزامهما المشترك بخفض التصعيد». ومع ذلك، كان الغائب بشكل ملحوظ هو الإشارة المحددة لدور الإمارات في تقديم الأسلحة والتمويل والاستخبارات لأحد الأطراف: قوات الدعم السريـ ع شبه العسكرية، التي اتهمت قواتها بالتطهـ ير العرقي ضد شعب المساليت غير العربي الأسود في دارفور.الإمارات هي الداعم الرئيسي لقوات الدعم السـ ريع التي يقودها الجنرال محمد حمدان «حميدتي» دقلو.

 

وباستخدام منطقة انطلاق في تشاد المجاورة، قامت الإمارات بتمرير أسلحة متقدمة إلى قوات الدعم السريـ ع واستخدام طائرات مسيرة من طراز «وينغ لونغ 2» الصينية الصنع، التي يصل مداها إلى 1000 ميل وزمن طيرانها 32 ساعة، لتوفير المعلومات الاستخباراتية الميدانية، وقد نفت الإمارات هذا، قائلة إن وجودها في تشاد يهدف إلى مساعدة اللاجئين السودانيين وعلاج الجرحى في مستشفى ميداني.

 

ولكن التحقيقات المستقلة، بما في ذلك من قبل صحيفة «نيويورك تايمز»، كشفت أن المهمة الإنسانية للإمارات تعمل جزئيًا كغطاء لدعم عسكري لقوات دقلو.قوات الدعم السريـ ع بقيادة دقلو – التي تُعتبر فرعًا من ميليشيات الجنجويد العربية – مسؤولة عن الفظائع المستمرة في دارفور، والتي تشبه بشكل مقلق العنف الذي شهدته المنطقة في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

 

كما حدث في دارفور آنذاك، تم الإبلاغ عن حالات إعدام جماعي للرجال والأولاد، وخضوع نساء المساليت لأعمال عنف جنـ ـسي مروعة، بما في ذلك العبودية الجنـ ـسية والاغتـ ـصاب.

 

الإمارات ليست القوة الخارجية الوحيدة التي تتدخل في الحـ رب التي استمرت 18 شهرًا، والتي تجمع قوات الدعم السريـ ع بقيادة دقلو ضد ما تبقى من القوات المسلحة السودانية بقيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان.في الواقع، كما كان الحال مع العديد من الحروب الداخلية في إفريقيا على مر التاريخ، تحول هذا الصراع إلى معركة بالوكالة بين منافسين جيوسياسيين.

 

إيران، المنافسة القديمة للإمارات في الشرق الأوسط، تدعم البرهان؛ وقد زودته بطائرات مسيرة ساعدته في استعادة أراضٍ من قوات الدعم السريع.

 

كانت روسيـ ـا تدعم قوات الدعم السريـ ع، لكنها الآن تدعم البرهان.تسعى موسكو وطهران للحصول على منفذ مستقبلي إلى الموانئ السودانية الاستراتيجية على طول الساحل الممتد على 530 ميلًا على البحر الأحمر – وكذلك الإمارات.

 

تبدو الولايات المتحدة، هي الأخرى، وكأنها ترى السودان من خلال عدسة الجيوسياسة.

 

قد يكون التحالف مع الإمارات كدولة عربية معتدلة منطقيًا في سياق استراتيجي أوسع؛ إذ يمكن أن تعمل هذه الدولة كقوة موازنة إقليمية ضد إيـ ران، وتُنظر إليها لدور مستقبلي في إعادة بناء غزة الممزقة جراء الحـ رب.دور الإمارات في السودان يجعلها عدوًا لروسيـ ـا أيضًا، ومن هنا ينبع التوتر الضمني بين كلمات بايدن الودية لرئيس الإمارات في واشنطن، والخطاب الختامي الذي ألقاه في الأمم المتحدة في اليوم التالي.

 

قال الرئيس: «العالم بحاجة إلى التوقف عن تسليح الجنرالات» وأضاف: «على العالم أن يتحدث بصوت واحد ويقول لهم: توقفوا عن تمزيق بلادكم».

 

 

 

في الوقت الحالي، على الأقل، يتجلى موقف الإدارة الأمريكية في التنديد بالتكاليف البشرية لحرب السودان بعبارات عامة، بينما تسعى إلى تعزيز العلاقات مع الإمارات، دون مطالبتها بالتوقف الواضح عن دعم فصيل مسؤول عن بعض من أسوأ الفظائع في هذا الصراع. إذا بدا أن هذا يتناقض مع أسمى مبادئ الولايات المتحدة، فذلك لأنه كذلك بالفعل.