شمس الدين ضو البيت..يكتب:(بعد الجنوب، دارفور وكردفان على طريق الانفصال..)
رصد_ السلطة
شمس الدين ضو البيت… بعد الجنوب، دارفور وكردفان على طريق الانفصال.
ربما يذكر من عايشوا فترات ما قبل دولة الإخوان المسلمين أن المطالبة بحق تقرير المصير والانفصال لم يكونا جزءاً من الأجندة السياسية للحركة الشعبية لتحرير السودان، أكبر الفصائل السياسية والعسكرية المناضلة من أجل حقوق السودانيين المهمشين في الجنوب وخارج السودان النيلي الأوسط، وقتها..
كان سقف مطالب الحركة الشعبية في اتفاقية الميرغني قرنق 1988، هو مؤتمر دستوري يؤسس لسودان جديد قائم على المواطنة المتساوية والتنمية المتوازنة والهوية الجامعة..
استبق الإخوان المسلمون موعد انعقاد المؤتمر الدستوري بانقلاب 1989، وفور وصولهم للحكم أعلنوا الجهاد الحربي على أهل جنوب السودان، ليفرضوا عليهم مشروعهم لـ(الأسلمة والتعريب) المسمى (المشروع الحضاري)..
لما فشل الجهاد الحربي لعشرين عاماً من تحقيق أي هدف أمام صمود أهل الجنوب، فصلت الحركة الإسلامية جنوب السودان، بحجة أنه كان “أبعد مما يمكن استيعابه في النصوص النفسية والفكرية والسياسية لبقية السودانيين”، على حد كلمات نائب أمين عام الحركة الإسلامية وقتها..
قبل فصل الجنوب كانت الحركة الإسلامية قد طورت أيضاً استراتيجيتها للحكم لبقية السودان، وذلك في وثيقة شهيرة عرفت بـ(مثلث حمدي).. مضمون هذه الاستراتيجية أن (حواضن) الحركة الإسلامية (الحقيقيين) موجودون في مثلث جغرافي رأسه مدينة دنقلا وتمتد أضلاعه معها إلى الأبيض وسنار.. وإن على الحركة أن تركز دعوتها وجهدها التنموي على هذا المثلث ولا تبدد طاقاتها خارجه، بل وأن تتخلص منهم إن أصبحوا عبئاً عليها.. وهو ما تحقق مع جنوب السودان..
اليوم، وبرغم كل الحجج التي تدعي العكس، يعود الإخوان المسلمون لنفض الغبار عن استراتيجة (مثلث حمدي)، بعد أن أصبحت دارفور، في تصورهم، عبئاً على مشروعهم للعودة إلى السلطة والحكم الأبدي.. وكما يعلم الجميع نشطت دوائرهم الإعلامية قبل زمن في خطاب يومي وعنصري لإخراج دارفور من الملة، فحواه ما قالوه من قبل عن الجنوب: (إن دارفور أبعد مما يمكن استيعابه في النصوص النفسية والفكرية والسياسية لبقية السودانيين)..
مع ذلك لم ينقضِ كل أمل في تدارك الأمور والحؤول دون فصل دارفور وكردفان، والطريق لمواجهة هذا المخطط هو وحدة القوة المدنية وعلى رأسها ثوار ديسمبر، من أجل وقف الحرب عاجلاً وذلك بنزع كل مشروعية أخلاقية وسياسية واجتماعية عن أطرافها، وعدم السماح لهم بتقرير مصير ومستقبل بلادنا من دوننا..