مجموعة المناصرة من أجل السلام تعقد اجتماعاً في كينيا.. تفاصيل
رصد: السطلة
عقدت مجموعة المناصرة من أجل السلام AGPS، برئاسة الدكتور فرانسيس دينق والبروفيسور عبد الله النعيم، اجتماعا في نيروبي، كينيا، مؤخرا، حيث شارك فيه عدد من المفكرين وقادة المجتمع المدني. كان الهدف من هذا الاجتماع هو التشاور حول قضايا الحرب والسلام والعدالة الانتقالية، بالإضافة إلى وضع استراتيجية فعالة لأنشطة المناصرة التي تقوم بها المجموعة.
في سياق حديثه لراديو دبنقا، أشار الدكتور عصام عباس، عضو المجموعة، إلى أن الحرب التي بدأت في 15 أبريل 2023 قد وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، مما أدى إلى زيادة كبيرة في معدلات النزوح الداخلي واللجوء إلى الدول المجاورة. كما أشار إلى ارتفاع معدلات الوفيات والجرائم المرتبطة بالنزاع، مما يعكس المآسي التي يعاني منها الشعب السوداني في ظل هذه الظروف الصعبة.
وأكد الدكتور عصام عباس على أهمية دور المجتمع الدولي والإقليمي في معالجة هذه الأزمة، مشددا على ضرورة أن يكون للمجموعة دور فعال في الجهود المبذولة محليا وإقليميا ودوليا لإيجاد حلول لهذه الكارثة التي لم يسبق لها مثيل.
وأضاف أن كل ما سبق دفع مجموعة من الأكاديميين والنشطاء و المهتمين بحقوق الإنسان ومواطنين مؤمنين بضرورة إنهاء الحرب إلى التأكيد على أن النزاع يجب أن ينتهي وأن يعود المجتمع السوداني كما كان في السابق. في بداية شهر يوليو الماضي، اجتمعت هذه المجموعة من أصحاب الرؤى الأكاديمية القوية والخبرة العلمية الرفيعة الملتزمين بإيجاد حل للأزمة السودانية للانتظام في سلسلة من اللقاءات بهدف بناء إطار مفهومي يمكن الانطلاق منه في القضايا الأساسية.
أشار الدكتور عصام عباس في حديثه مع راديو دبنقا إلى أن القضايا الأساسية تتعلق بإنهاء الحرب وتحقيق السلام واستدامته، بالإضافة إلى المشاركة الفعالة في التخفيف من الآثار الإنسانية الناجمة عن هذه الحرب المؤلمة.
سرديات الحرب
وأبرز الدكتور عصام عباس أن النزاع قد بدأ بين طرفين يقدمان كل منهما روايات لتعزيز موقفه في استمرار الحرب.
وأضاف أن قوات الدعم السريع تركز هذه الروايات على تفكيك دولة 56 والمظالم التاريخية.
وأفاد عضو مجموعة “المناصرة من أجل السلام” بأنه لا يمكن إنكار وجود مظالم تاريخية وضرورة التصدي لها ودراستها، لكن لا يوجد مبرر لجعل هذه المظالم سببًا لتوسع الحرب والتمسك باستمرارها.
أشار الدكتور عصام عباس إلى أن البينة المقدمة من الجانب الآخر تتناول مفهوم الكرامة وتعتبر هذه الحرب صراعا وجوديا.
وأشارت مجموعة المناصرة من أجل السلام إلى أن رواية الكرامة ورواية تفكيك دولة 56 تشكلان أجندات عسكرية خاصة بالطرفين، وأن الحرب تستهدف المدنيين في منازلهم وسبل عيشهم، مما يعرض مستقبل السودان للخطر.
سردية ثالثة
وأفاد الدكتور عصام عباس في حديثه لراديو دبنقا بأنهم كمجموعة يعتبرون أن الحرب التي اندلعت في 15 أبريل تمثل استمراراً لصراعات طويلة الأمد بدأت من جنوب السودان ثم انتقلت إلى دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق، وصولاً إلى شرق السودان.
استنتجت المجموعة أن هذه النزاعات لا يمكن تسويتها من خلال الحلول العسكرية، لذا اعتمدت مجموعة المناصرة من أجل السلام رواية ثالثة تركز على مواجهة جذور المشكلة وفهمها بعمق وتحليلها، ومن ثم التوصل إلى رؤية منطقية تعكس أسباب المشكلة وطرق الوصول إلى حل.
حل شامل ومتكامل ومستدام
وقال الدكتور عصام عباس إن مجموعة المناصرة من أجل السلام تقدم رؤية شاملة لطريقة الوصول إلى حل كامل للأزمة السودانية، سواء من حيث إزالة المظالم التاريخية أو تعزيز المصالحات المجتمعية، والبحث في جذور المشكلة السودانية لوضع رؤية حل تؤدي إلى سلام دائم وليس مجرد هدوء مؤقت.
أضاف الدكتور عصام عباس أن السودانيين توصلوا في كثير من الأحيان إلى اتفاقيات لحل النزاعات، ولكن تلك الاتفاقيات إما تؤدي إلى علاقات بين النخب وتقاسم للسلطة مما يستمر معه الصراع، أو أنها تخمد نيران النزاع في منطقة معينة بينما تثيره في منطقة أخرى. ولذلك، فإن الرؤية تتطلب حلولاً شاملة ومتكاملة ومستدامة.