نبذ الكراهية.. مفتاح لبناء سودان جديد

نبذ الكراهية.. مفتاح لبناء سودان جديد
الإعلانات

رصد : السلطة

شئ للوطن

م.صلاح غريبة – مصر

Ghariba2013@gmail.com

 

نبذ الكراهية.. مفتاح لبناء سودان جديد

 

لا شك أن السودان يعيش أزمة عميقة تتطلب من أبنائه التكاتف والتعاون لبناء مستقبل زاهر. لقد أرهقنا الماضي وصراعاته وانقساماته، وحان الوقت لفتح صفحة جديدة نكتب فيها قصة نجاح جديدة. إن بناء سودان جديد قوي ومتماسك يتطلب منا جميعًا أن نتجاوز الخلافات والانقسامات، وأن نعمل يداً بيد من أجل تحقيق الوحدة الوطنية والتسامح.

إن خطاب الكراهية الذي ينتشر في مجتمعنا هو سمٌّ قاتل يقوض النسيج الاجتماعي ويؤجج الصراعات. هذا الخطاب، الذي غالبًا ما يُغذى بأسباب تاريخية وسياسية واجتماعية متراكمة، التفاوتات الاجتماعية والاقتصادية والتهميش والتحريض الإعلامي، له آثار مدمرة على الفرد والمجتمع. فهو يؤدي إلى تآكل الثقة بين المكونات الاجتماعية، ويقويض الأمن والاستقرار، يعطل عجلة التنمية.

من أسباب انتشار خطاب الكراهية، التفاوتات الاجتماعية والاقتصادية الشاسعة في الثروة والسلطة إلى شعور بالظلم والحرمان لدى فئات واسعة من المجتمع، مما سهل انتشار خطاب الكراهية، بجانب التهميش والعنصرية، فلقد تعرضت بعض المجموعات الاجتماعية للتهميش والعنصرية، مما زاد من حدة الشعور بالغبن والاستياء، مع ملاحظة التحريض الإعلامي ووسائل التواصل الاجتماعي التي ساهمت في نشر خطاب الكراهية وتضخيم الخلافات، وغياب الحوار البناء والاحترام المتبادل بين مختلف الأطراف ساهم في تفاقم الأزمة.

من آثار خطاب الكراهية المدمرة، تآكل النسيج الاجتماعي وتآكل الثقة بين أفراد المجتمع، مما يجعل من الصعب تحقيق التماسك الاجتماعي، مع تدهور الأمن والاستقرار، فيشجع خطاب الكراهية على العنف والتصعيد، مما يؤدي إلى تدهور الأمن والاستقرار، ويشتت خطاب الكراهية جهود المجتمع نحو البناء والتنمية، ويحولها إلى صراعات لا نهاية لها، ويضر خطاب الكراهية بسمعة السودان ويجعله هدفًا للتدخلات الخارجية.

إننا بحاجة إلى سودان جديد يرتكز على مبادئ العدل والمساواة وحكم القانون. سودان يحترم فيه الجميع، ويضمن فيه لكل فرد حرياته وحقوقه. إن بناء هذا السودان يتطلب منا جميعًا أن نعمل على بناء الثقة من خلال الحوار البناء والاحترام المتبادل، وبناء علاقات قائمة على الشراكة، وتعزيز المواطنة من خلال غرس قيم المواطنة الصالحة، والعمل من أجل الصالح العام، و مكافحة خطاب الكراهية من خلال نشر الوعي بأخطاره، ودعم الخطاب الإيجابي والبناء، وتشريع قوانين تجرم خطاب الكراهية، مع تمكين الشباب من خلال توفير فرص التعليم والتدريب، وإشراكهم في صنع القرار، ودعم المؤسسات المدنية من خلال تمكين المؤسسات المدنية التي تعمل على تعزيز التسامح والتعايش السلمي.

الشباب هم عماد المستقبل، وهم القوة الدافعة للتغيير. إنهم قادرون على بناء سودان جديد، إذا ما تم تزويدهم بالمعرفة والمهارات اللازمة، وتمكينهم من المشاركة الفاعلة في الحياة العامة.

تلعب المؤسسات المختلفة، والإعلام والمؤسسات الدينية والمنظمات الأهلية، دورًا حاسمًا في مكافحة خطاب الكراهية ونشر قيم التسامح والتعايش السلمي.

إن بناء السودان الجديد يواجه العديد من التحديات، مثل التحديات الاقتصادية والأمنية والسياسية. ولكن، من خلال الحوار الوطني الشامل، والعدالة الانتقالية، وبناء الثقة، يمكننا التغلب على هذه التحديات وبناء مستقبل أفضل لأجيالنا القادمة.

إننا ندعو جميع السودانيين إلى نبذ الكراهية والعمل من أجل بناء سودان جديد قوي ومتماسك. إننا قادرون على تحقيق ذلك إذا ما توحدنا وتعاوننا. لنجعل من السودان نموذجًا يحتذى به في التسامح والتعايش السلمي.

 

شاركها على