دعم شباب وحدة تنفيذ السدود للقوات المسلحة: مبادرة وطنية في أوقات الحرب.

رصد : السلطة

دعم شباب وحدة تنفيذ السدود للقوات المسلحة: مبادرة وطنية في أوقات الحرب.

– حاتم عبد المنعم مراد.

في خطوة غير مسبوقة، أطلق العاملون في وحدة تنفيذ السدود السودانية التابعة لوزارة الري مبادرة “دعم القوات المسلحة”، وهي أول مبادرة من نوعها في القطاع الحكومي. جاءت هذه المبادرة بدعم وتوجيه من “شباب السدود”، الذين آمنوا بأن الوطن يحتاجهم في هذه المرحلة العصيبة، فكانوا في الصفوف الأمامية لمساندة الجيش السوداني في معركة الكرامة. وقد انطلقت هذه المبادرة بتوفيق الله تعالى وبفكرة رائدة من هؤلاء الشباب، الذين أدركوا أن الوقوف مع القوات المسلحة هو واجبهم الوطني، وأنهم جزء من هذا الوطن الذي لا يمكن أن يتأخروا عن دعمه في محنته.

لقد وضعت المبادرة في طليعة أولوياتها تقديم الدعم المالي وتوفير المعونات التي تساهم بشكل مباشر في دعم القوات المسلحة في ساحة المعركة. ومن خلال منصات التواصل الاجتماعي، تم إطلاق الدعوة للمشاركة في هذه المبادرة، حيث فتحت المجال أمام جميع أبناء الشعب السوداني من كافة المؤسسات العامة والخاصة للمساهمة في دعم الجيش السوداني. هذا الدعم ليس فقط ماليًا، بل يشمل أيضًا إرسال المعونات التي لها تأثير مباشر على أرض المعركة، وهو ما يعكس ارتباط الشعب السوداني العميق بحماية أرضه وعرضه.

لقد قدمت وحدة تنفيذ السدود نموذجًا فريدًا في الدعم الوطني، حيث لم تقتصر مشاركتها على الدعم المادي فحسب، بل شملت أيضًا تقديم أعداد من الشباب المتطوعين الذين لبوا نداء القائد العام للقوات المسلحة، واستجابوا فورًا لتوجيهاته بالمشاركة في الدفاع عن الوطن. هؤلاء الشباب الذين نشأوا في بيئة العمل الهندسي وحقول السدود والمشروعات الوطنية الكبرى، يثبتون اليوم أنهم قادرون على العطاء ليس فقط في مجالاتهم المهنية، بل في كل ميدان يحتاج فيه الوطن إليهم.

ومن الجدير بالذكر أن وحدة تنفيذ السدود ليس فقط لها بصمة في مجال دعم الجيش، بل لها تاريخ طويل في نهضة السودان الحديثة. إذ يشهد لها التاريخ بإنجازاتها العظيمة في مشاريع السدود مثل سد مروي وسد الرصيرص، بالإضافة إلى مشاريع مجمع سدي أعالي عطبرة وسيتيت، إلى جانب مشروعات الطرق والجسور والمطارات التي انتشرت في مختلف أنحاء البلاد. هذه المشاريع التي تساهم بشكل كبير في تحسين البنية التحتية للسودان وتطويره، هي جزء من الجهد الكبير الذي بذله شباب السدود في إرساء أسس التنمية المستدامة في البلاد.

كما تواصل الوحدة دورها المهم في مشروعات حصاد المياه، حيث تمضي قدمًا في تنفيذ مشروع مياه القضارف الذي من المتوقع أن يكتمل في العام القادم، بعد أن قطع شوطًا كبيرًا في إنجازه بنسبة تقارب الـ 90%. هذه المشاريع تمثل دعامة قوية لرفاهية المواطن السوداني وتلبية احتياجاته من المياه النظيفة، وهو ما يعكس الدور الحيوي الذي تقوم به وحدة تنفيذ السدود في خدمة الشعب السوداني.

في خضم هذه الظروف العصيبة، يظهر شباب وحدة تنفيذ السدود كشريحة وطنية مميزة ، لا تدخر جهدًا في دعم قواتنا المسلحة، والعمل المستمر من أجل بناء السودان نهضويًا. إنهم يثبتون أن الجهاد في ميادين الحرب والقتال لا يقتصر على السلاح وحده، بل يشمل العمل الدؤوب في كافة مجالات التنمية والخدمة الوطنية.

ختامًا، ستظل المبادرات الوطنية لشباب وحدة تنفيذ السدود مستمرة في المستقبل، حيث يبقى الوطن في قلبهم وعقولهم وفي جميع اوقاتهم .

المجد والخلود لشهداء الوطن، والشفاء العاجل للجرحى، والعزة للجيش السوداني الذي يواصل معركة الشرف الباذخ والعطاء لاجل وحدة السودان.

المجد والخلود لشهدائنا، والعزة للجيش السوداني!
والسلام عليكم ورحمة الله.
الاحد 24 /11/ 2024م.

شاركها على