السريحة جرحي الذي لن يبرأه الزمن
رصد : السلطة
كما أرى ..
بقلم : عبدالسلام عبدالرحمن أحمد
السريحة جرحي الذي لن يبرأه الزمن ..
========
جئتها نازحا من بعد نزوح فرضته علي عاديات الزمن و مدلهمات الليالي ..
خرجت من الخرطوم الى رفاعه ثم مدني و الحصاحيصا ..
رمانا الدهر بالارزاء و دهمتتا المليشيا المتمردة علي الدولة و الاخلاق و القيم ..لم اجد واسرتي من ملجأ غير السريحة التي فتح لي أهلوها الطيبون قلوبهم قبل بيوتهم و آوتني و مدت نحوي أيادي جسام و طوقوا اعناقي بكريم تعاملهم و نبيل أصلهم و جميل كرمهم و عميق انسانيتهم ..
وجدت في السريحة ما لم أجده – علي طول تطوافي داخل و خارج السودان – على الاطلاق من معان سامية خلتها تلاشت و مبادئ سامقة شاهقة ظننتها اندثرت .. خرجت منها و تركت أسرتي بها و انا ممتلئ بالثقة انها في كنف من اعرف موقنا أنها في منتهى الأمن و غاية الأمان حيث الشهامة و الرجولة و الاباء و العزة القعساء ..
أبت الايام الا ان ترميني في من أحب ..
وارتكبت عصابات الجنجويد مذبحة ليست غريبة على تاريخهم الدموي وما زالت متواصلة ..
كان الجرح اعمق من ان تحتويه الجوانح و الفاجعة أكبر من أن تستوعبها الأفئدة ..
فقدمت خلالها رجالا عرفتهم و عاشرتهم ، خطوا بدمائهم ملحمة يرويها التاريح و تتناقلها الاجيال .. جيل بعد جيل ..ملحمة عنوانها الثبات و صفحاتها التضحية و الفداء .. ( في وش المكن رقدوا التقول نايمين ..بالصفا و اليقين حقيقة انصار دين ) ..
هي دمعة متأخرة أخرها عظم الهول و عميق الأسى .. وأملتها علي وشائج الأخوة الحقة و ( العشرة ) و طيب مقام افسدته الليالي الحالكة والقسوة الضاربة ومرارة الذل والانتهاكات التي مارستها مليشيا الخذي والعار والدمار وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا .. لكن تظل السريحة جرحا غائرا لن يبرأه الزمن و لا احسبه مندملا ما مرت الايام او تعاقبت السنون (ولا نقول الا ما يرضى الله ).
* تقبل الله شهداء السريحة وجميع شهداء أهلنا في قري السودان ..
شاركها على