متي ينتهي العنف في السودان ؟

متي ينتهي العنف في السودان ؟
الإعلانات

رصد – السلطة نت

متي ينتهي العنف في السودانين؟

-بقلم – دينق الينق

لم تعرف السودان شمال وجنوب الاستقرار منذ الاستقلال عن بريطانيا عام ١٩٥٦م الا لفترات قليلة فقط. خاصة وان معظم فترات حكم السودان كان للعسكر عن طريق الانقلابات العسكرية.

ابتداء من انقلاب الجنرال إبراهيم عبود عام ١٩٥٨م .. ثم انقلاب الجنرال جعفر نميري عام ١٩٦٩م .. مرورا بانقلاب الجنرال عمر البشير عام ١٩٨٩م انتهاء بانقلاب الجنرال عبدالفتاح البرهان عام ٢٠٢١م .

كل هذه الحكومات الانقلابية كان التوجه الإسلامي القاسم المشترك بينهم. عبود حاول جاهدا فرض العروبة والاسلمة علي الجنوب والذي أعلن فيه لبس الجلابية الشمالية لبسة رسمية في الجنوب وتغيير يوم العطلة ليوم الجمعة بدلا عن الأحد. مع فتح الخلاوي لتعليم القرآن، الذي الذي أدي الي اشتعال حرب انيانيا في الجنوب.

حكومة نميري مع انها أتت باتفاقية أديس أبابا عام ١٩٧٢م الا ان الاتفاقية ألغيت في عام ١٩٨٣م حين أعلن الجنرال نميري انها ليست قرآن ولا إنجيل مما اسفر عن نشوف حرب أهلية اخري وميلاد الحركة الشعبية لتحرير السودان. أعلن نميري قبل ذلك قوانين الشريعة الإسلامية مما صب الزيت علي النار.

فترة حكومة الحركة الإسلامية بقيادة عمر البشير كانت أشد الفترات صعوبة في حكومة السودان حيث أعلن الجهاد علي الجنوبيين بدعوي انهم كفار واستنفر المسلمين من كل بقاع السودان للجهاد في الجنوب لدخول الجنة. كل ذلك هندسه حسن الترابي عراب الحركة الإسلامية السودانية. كل ذلك انتهي بتوقيع اتفاقية السلام الشامل عام ٢٠٠٥م.

وكان قبل ذلك بعامين قد نشب حرب ضروس في دارفور بقيادة عبدالواحد محمد نور ومني اركو مناوي عن حركة تحرير السودان. حرب دارفور لم تتوقف حتي اليوم.

توقع الكثيرين ان يتوقف العنف بعد ذهاب الجنوب، لأن الإسلاميين اعتقدوا خطأ ان المشكلة كانت في الجنوب. لتوجهه المسيحي والافريقي. الا انهم كانوا علي خطأ، فالعنف لم يتوقف والعنصرية زادت مع اشتعال الحرب في جنوب كردفان والنيل الأزرق وتصاعد الظلم في شرق السودان مع زيادة مطالب جبهة الشرق.

بعد انقلاب البرهان حميدتي علي حكومة حمدوك المدنية اخذت الأمور طابعا اخر في السودان لانه سرعان ما اختلف القوات المسلحة مع قوات الدعم السريع، الشي الذي عجل بنشوب حرب اخري في قلب الخرطوم ووصوله لمناطق عرفت تاريخيا انها آمنة في السودان. من بينها ولاية الجزيرة التي سقطت في يد قوات الدعم السريع بالإضافة الي ولاية الخرطوم، مروي وكل دارفور.

هذه الحرب اخرجت مجددا أسوأ ما في نفوس السودانيين من كراهية لبعضهم البعض. لم يتوقف الأمر علي الشماليين فقط بل طال الأمر الجنوبيين المقيمين في الشمال حيث تم قتلهم والتنكيل بهم مما أدي الي اندلاع أعمال عنف في الجنوب تجاه المواطنين السودانيين.

يا تري متي يتوقف عجلة العنف السودانية هذه؟ متي يتم ترك العنصرية والكراهية وتحقيق الرفاه للشعب السوداني المغلوب علي امره والذي يجول لاجئا منكسرا في دول الجوار؟

العنف لن تؤتي اي نتيجة إيجابية سوي المزيد من التدمير والمآسي.
امل ان يتوقف هذا الجنون ويتحقق سلام دائم في السودانين.

 

شارك هذا الموضوع :