حتى جعل الشيطان الحكمة عسكرية
رصد _ السلطة
حتى جعل الشيطان الحكمة عسكرية
من أين أتى يا ترى ؟
بعد أن كان ( يَسكر ) و يفتعل المشاكل و يخرب الحفلات، سافر إلى السعودية مغتربا و هناك أعلن توبته و أطلق ذقنه، و أعتنق دينا غير دين أهل البلد ، لما عاد .
قابلته ( الحاجه) في زقاق ،فهشت به و أرادت أن تحمد له العودة من الغربه، فقال مانعا يده منها
( انا لا اصافح النساء) .
فردت ( الحاجه ) بلسانها الحكيم :
_ يا فلان يا ولدي ، زمان سكرك شين و أسى دينك كعب .
و حكمة المرأة ان السودانيين ( سكرهم ) سمح و ( دينهم ) سمح .
لان السوداني كان حين يسكر يكون شهما و كريما و طربا .
كان الشباب على ضفاف النيل في ( المرسى ) تسمع صدى الحانهم مع النسمات .
اذكري ايام صفانا و اذكري عهد اللقاء .
يغنون بشجن حقيقي و هم صغار لا عهد لهم باللقاء و لا ايام صفا
إنما يستلفون من صدق مشاعرهم عاطفة الشاعر و المغني ، و هذا صدق لا يضاهى متوفر في أرواح السودانيين .
كان السكير السوداني كريما و سكرو سمح .
و قد شهدت بنفسي سكرانا بنى جامع ؟
حيث كان صديقي سكرانا وسمع نداءا من مسجد الحاره ، يطلب العون لبناء ( مظله ) فرد صديقي :
_كييييف الجامع ناقص و نحن عايشين هيع.
فجعلني احسب تكاليف الاسمنت و الطوب و دفعها محرما على أن لا يعرف احد.
فكنا نصلي تحت المظلة و لا يعرف أحد أن من بناها سكران.
كان دين السوداني سمح .
اننا من شدة ثقتنا بالاحسان و الصدق ،نسالم نسائنا ( مُقالده) ، لا يحرك فينا شعرة سوء واحده.
حين هجموا علينا في عام ٨٩
ارسل جون قرنق عيونه يسأل من هم الحكام الجدد ؟
فردت عليه العيون :
_لقد ذهب الجلابي اب عمه ، و جاء الجلابي اب عمه و ( شال )
فطمس كيزان الشيطان حياة الشعب المسلم بالفطره ،و غيروا كل ما كان حسنا إلى ( شين )
دخلوا بفرية الدين حتى أنهم قالوا ( من خدعكم بالدين فنخدعوا له ؟ )
لكن دينهم شين و كعب.
إنه دين النذير لا التبشير .
دين العقاب لا الثواب .
دين الفضيحة لا النصيحه ؟
فسنو قوانين النظام العام ،يهاجمون الناس في بيوتهم و ينشرون في الجرائد اسرارهم.
و سرقوا و وزعوا المال العام فيما بينهم بغير حق جعلوه غنيمة حكمهم.
قتلوا الأبرياء و اغتصبوا النساء و الرجال ، و أحرقوا الاطفال و اذوا البلاد أذية لم يفعلها بشري منذ ميلاد الكون.
اصبح التجسس مهنة ، فلا جار يثق في جاره ، انتشر غنى الفجاءة ، فتجد الفقير المعدم الذي كان يبادلك المودة في الشارع بين ليلة و ضحاها ، يهدم بيته و يبنى على راسك عمارة و يغلق شارعك بالتراب و لا يحيك ولا يجاملك في المناسبات.
تجد القبيح الطبع الرويبضه و الشاذ ، بين ليلة و ضحاها آمرا ناهيا في امورك العامه.
قلبوا أسفل البلد عاليها ،و قدموا الفساد و ابعدوا الصالحين
هجروا المثقفين و عينوا البلداء الاغبياء.
حتى صرنا في أمور واضحة كالشمس نختصم بلا منطق.
صارت كلمة الرحمة و السلام ( خيانه )
و دعوة القتل و التدمير ( وطنيه )
صرنا نسمع من الاغبياء أنهم دكاتره و الفساق أنهم شيوخ.
صار العسكر هم أهل الحكمة.
هل تصدق ؟
ماذا يفعل العسكري إذا امسك مقاليد الأمور ؟
بالطبع سيشعل حربا كما ترى.
و الله انها لحكمة.
_طريق_المدنيه