عذابات عبيد افريقيا،تداعي الفنان محمود ميسره السراج

عذابات عبيد افريقيا،تداعي الفنان محمود ميسره السراج
الإعلانات

متابعات – السلطة نت

-عبيد إفريقيا تاريخ من العذابات

-كتب محمود ميسرة السراج

طول عمري وانا أتعامل مع كلمة (عبيد ) بالازدراء الذي تستحقه..

طول عمري وانا اتعامل مع وصف الآخرين لنا بتلك الكلمة بضبط النفس..

عندما كان اصدقائي يبعثون لي بصورهم من سواحل غرب افريقيا على المحيط الاطلسي، امام البوابة التي عبر منها اسلافنا مكبلين الى حيث لا عودة، كانوا يضحكون… كنت احس برغبة عارمة في ان احتضن ذلك الفراغ المهيب وأبكي.. أبكي اجدادي الذين عبروا من تلك البوابة الئ الظلمة..ثمة وداع اخير مؤجل دائما في تلك الكوة الى العدم..

في المغرب الشقيق كان صديقي (السينمائي الكبير) يسمعني اغاني (أهلي) العبيد الذين جاءوا من السودان الكبير ، اغانيهم الحزينة التي تحكي عن اشجانهم وعذاباتهم، ورغم ذلك ظل صديقي وظللت أدعو له بالصحة وطول العمر..

في امريكا اندمجت مع مجتمعهم، اسلافي الافارقة.. كنت اصلا مفتون بموسيقاهم، من قديم الازل، بالبلوز والجاز والآر ان بي، كان الهيب هوب جديدا وقتها، وكانت الشرطة تطاردهم من مكان الى آخر، كانوا منبوذين كما كان آباؤهم الاوائل ، ارباب الجاز ميوزيك ( ابرع من عزف على الترامبيت والساكسفون) ورغم ذلك لم يعترف الكونجرس الامريكي بموسيقاهم، كموسيقى امريكية ، الا في اواخر الخمسينات.. وفي رحلتي الوحيدة تلك في بلاد العم سام صادقت المؤسسين الاوائل للراب ميوزك وكان أحدهم يحكي لي بفخر بأنه أول من رقص امام الرئيس رونالد ريجان على اغنية راب..

في السنين الأخيرة ضعفت مقاومتي..يقولون ان الانسان عندما يتقدم في السن يصبخ اكثر عصبية، اكثر غضبا واكثر استجابة للاستفزاز..ويبدو ان هذا ما يحدث معي الآن..
شيئا فشيئا أصبح اكثر عدوانية.. شيئا فشيئا بستفزني اكثر وأكثر جموع اهلي عندما يوصفون بالعبيد..
شيئا فشيئا اصبح أكثر حزناً

 

 

شارك هذا الموضوع :

Verified by MonsterInsights