الأحزاب السودانية والديمقراطية… تفاصيل حوار مع x

الأحزاب السودانية والديمقراطية… تفاصيل حوار مع x
الإعلانات

متابعات – السلطة نت

اتكاءات الخميس – حوار مع ود دفع السيد.

إبراهيم شقلاوي.

بالأمس، وبعد أن انفضت ندوة سياسية في المكان ” X “، قررت أن أتجاذب أطراف الحديث مع بلدياتنا قياداي باحد الأحزاب ، دعونا نرمز له بـ”ود دفع السيد” . إليكم ما دار بيننا في هذا الحوار، ولكم أن تتخيلوا:

أنا: يا ود دفع السيد، بالله عليك، ألا ترى أن الأحزاب دي بقت زي “القطاطي”؟ كل يوم طالع لينا حزب جديد، وكل حزب عامل فيها “أبو العريف”.
ود دفع السيد: (بابتسامة باهتة) يا بني، دي الديمقراطية في أبهى صورها… يعني… كل زول حر…
أنا: حر في شنو يا عمنا ؟ ما عندكم غير “الوطن” و”الشعب”؟ كأنها “مانفيستو” محفوظ عن ظهر قلب. لكن لما نجي للانتخابات ، تهربوا زي “الفئران من القط”.
ود دفع السيد: (بتلعثم) يا بني، الظروف غير مواتية… يعني… الوضع الأمني…ووووالخ.

أنا: ظروف؟ أم خوف من كشف المستور؟ يا ود دفع السيد، أحزابكم أصبحت أشبه بـ”خلايا نحل متناحرة”، كل فصيل يريد أن يسيطر على الخلية، ولا أحد يهتم بالعسل. ولاحماية الملكة.
ود دفع السيد: (بصوت خافت) يا بني، هذه خلافات طبيعية… يعني… تحدث في كل الأحزاب…
أنا: طبيعية ؟ أم مميتة ؟ يا ود دفع السيد، أحزابكم تنقسم وتنشطر كـ”الأميبا”، وكل يوم يظهر فصيل جديد، وكل فصيل يدعي أنه الوريث الشرعي .
ود دفع السيد: (بتوتر) يا بني، نحن نعمل على توحيد الصفوف.. ولكن الأمر يحتاج إلى وقت.

أنا: وقت؟ أم إلى مصارحة ومراجعة؟ يا ود دفع السيد، أحزابكم لا تختلف فقط داخلها، بل تختلف فيما بينها كـ”القط والفار”، لا تحتمل بعضها البعض، وتعيش في صراعات صفرية طاحنة.
ودفع السيد: (صمت مطبق، ثم يتمتم) يعني… نحن… نحاول… والله كريم.
أنا: يا ود دفع السيد، ألا ترى أن أحزابكم لا تقدم أي برامج إصلاحية؟ لا سياسية، ولا اجتماعية، ولا اقتصادية؟ كأنكم تعيشون في “عالم موازٍ”، لا علاقة له بواقع الناس. فقط تتحدثون عن اقتسام السلطة دون تفويض شعبي.
ود دفع السيد: (بصوت يائس ومحبط ) يا بني، نحن لدينا رؤى وبرامج… ولكن الظروف… صعبة؟! والحكم مهم.
أنا: الظروف؟ أم الارتباطات الخارجية؟ يا ود دفع السيد، بعض أحزابكم أصبحت أشبه بـ”عملاء سفارات”، يتلقون الأوامر من الخارج، وينفذون أجندات لا تخدم مصلحة الوطن ولا المواطن.
ود دفع السيد: (بغضب وتمتمة ) يا بني، هذا اتهام باطل.. نحن نعمل من أجل ال………؟!
أنا:؟؟؟ ، مصلحة الوطن؟ أم مصلحة السفارات؟ يا ود دفع السيد، أحزابكم لم تتعلم من دروس الحرب طلعت ملوص ، لم تستوعب حجم الدمار الذي خلفته، لم تدرك أن الشعب السوداني لم يعد يثق بكم.
ود دفع السيد: (صمت مطبق، ثم يتمتم) يعني… الحرب… كانت…
أنا: سمعت أنكم تتصارعون على المناصب والكراسي أكثر من أي شيء آخر.
ود دفع السيد : (بتوتر) هذه مجرد شائعات مغرضة! نحن نسعى فقط لخدمة الشعب، وتوزيع الثروة بعدالة… طبعًا، مع ضمان حصة عادلة لأعضاء حزبنا.
أنا: وماذا عن برامجكم الانتخابية؟ تبدو متشابهة إلى حد كبير. ود دفع السيد : (بفخر) نحن نركز على القضايا الجوهرية: الوحدة الوطنية، والعدالة الاجتماعية، ومكافحة الفساد… وغيرها من الشعارات التي نكررها منذ الاستقلال.
أنا: ولكن، هل لديكم خطط ملموسة لتحقيق هذه الأهداف؟
ود دفع السيد : (بتلعثم) بالتأكيد! لدينا لجان وفرق عمل تدرس هذه القضايا بعمق… وسنقدم حلولاً مبتكرة في الوقت المناسب… ربما في الانتخابات القادمة، أو التي تليها.

أنا: وماذا عن الشباب؟ يبدو أنهم فقدوا الثقة فيكم جميعآ وفي الأحزاب الطائفية .
ود دفع السيد : (بأسف مصطنع) الشباب هم عماد المستقبل، ونحن نقدر حماسهم وتطلعاتهم… ولكنهم بحاجة إلى الخبرة والحكمة التي نملكها.

أنا: يعني أنتم تعتبرون أنفسكم حكماء؟ ود دفع السيد : (بثقة) بالتأكيد! نحن ورثة تاريخ طويل من النضال والتضحيات… ونعرف مصلحة الوطن أكثر من أي شخص آخر.
أنا: ولكن، ألا ترون أنكم جزء من المشكلة؟ ود دفع السيد : (بغضب) هذا اتهام باطل! نحن نعمل جاهدين لإيجاد حلول للأزمات التي تواجه البلاد… ولكن الظروف الإقليمية والدولية تعيق جهودنا.

أنا: يعني أنتم ضحايا الظروف؟ : يا ود دفع السيد، بالله عليك، ألا ترى أن أحزابكم أصبحت عبئًا على الوطن؟ كأنكم “أشباح” الماضي، تعيقون تقدم الحاضر، وتدمرون مستقبل الأجيال القادمة؟
ود دفع السيد: (بصوت يائس ومحبط ) يا بني، نحن لا نعرف ماذا نفعل… يعني…؟!
أنا: لا تعرفون؟ أم لا تريدون أن تعرفوا؟ يا ود دفع السيد، أحزابكم تحتاج إلى ثورة اصلاح داخلية، إلى مراجعة شاملة، إلى تغيير جذري في نمط التفكير ، وإلا فإنها ستختفي من المشهد السياسي، وستحل محلها قوى جديدة، قوى وطنية، قوى تعبر عن تطلعات الشعب السوداني.. وعن حقه في العيش الكريم.

ود دفع السيد: (بصمت مطبق، ثم يتمتم) يعني… نحن… نحاول… ونشوف وووو….. الخ.
أنا: يا ود دفع السيد، بالله عليك، ألا ترى أن أحزابكم أصبحت أشبه بـ”المومياوات”؟ لا حياة فيها، لا روح، لا أمل؟
ود دفع السيد: (بصوت خافت) يا بني، نحن نحاول أن نعيش… يعني… ونسترزق.
أنا: تعيشون؟ أم تتطفلون على حياة الناس؟ يا ود دفع السيد، أحزابكم أصبحت لعنة على هذا الوطن. أن الشعب السوداني لم يعد يثق بكم، وكأنكم في غيبوبة جماعية، أو كأنكم تتنافسون على جائزة “اكثر احزاب تتجاهل دروس التاريخ”.
انتهت جلستنا ومازال ود دفع السيد تهزمه كثير من الإجابات .
دمتم بخير وعافية.
الخميس 13 مارس 2025 م

 

 

شارك هذا الموضوع :

Verified by MonsterInsights