بالأرقام _ تحويلات مالية خارجية مهولة لأموال الشعب السوداني في خدمة حرب الفلول

بالأرقام _ تحويلات مالية خارجية مهولة لأموال الشعب السوداني في خدمة حرب الفلول
الإعلانات

رصد _ السلطة

بالأرقام .. تحويلات مالية خارجية مهولة لأموال الشعب السوداني في خدمة حرب الفلول

تقرير : عبد الرحمن الكلس- الراكوبة

كشفت مستندات وتقارير مالية أطلعنا عليها من مصادر مالية سودانية داخلية وخارجية عن تحويلات مالية ضخمة لأموال تخص الشعب السوداني لتمويل الجيش والكتائب الاسلامية التي تخوض الحرب ضد قوات الدعم السريع منذ 15 ابريل من العام الماضي، من أجل عودة النظام الشمولي السابق إلى الحكم مرة أخرى.

وبعد جدال طويل في أوساط المتخصصين والخبراء عن حجم الأموال التي تؤخذ من جيوب الفقراء ودافعي الضرائب لخدمة مليشيات البرهان وعناصر النظام البائد لاستعادة الحكم لصفقات السلاح وتجنيد المستنفرين ومنح الرشاوى للسياسيين وما يعرف بـ “شلة بنكك” والغرف الإعلامية في الدول المجاورة وبورتسودان لمحاولة استعادة سلطتهم مرة أخرى، وتثبيت عرشهم المهتز.

وطوال ثلاثون عاماً ظل الحبل السري متصلاً بين خزينة الدولة والجيش، والمراجع العام يصدر تقريره كل عام عن فساد الجيش تحت قبة البرلمان، ولا أحد يستطيع أو يجرؤ على محاسبة الدولة الفاسدة على اختلاس أموال الشعب لصالح عناصر حزب المؤتمر الوطني في قيادة القوات المسلحة.

وكشفت حرب 15أبريل عن حقائق صادمة للشعب السوداني، بأن الجيش الذي يغ_تصب 82 في المئة من ميزانية الدولة، يحرم جنوده لأربع سنوات ويزيد من زي رسمي وسلاح فعال وتدريب يضاهي أضعف الجيوش في العالم.

حرب الـ 15 من أبريل فتحت الباب واسعاً لعمليات الفساد والتهام أموال الشعب الجائع في معسكرات النزوح باسم “حرب الكرامة” المزعومة.

وكشفت التحويلات المالية من حسابات بنك السودان المركزي إلى شركات الجيش السوداني بعد حرب أبريل، مبالغ طائلة من حسابات الدولة بالداخل والخارج لصالح الجيش وذلك بعد اسناد أمر بنك السودان المركزي الى الفريق ياسر العطا الذي تعاونه شبكة من رجال الأعمال الفاسدين.

وأظهرت هذه التحويلات تورط شركات معروفة في إشعال الحرب يقف على إدارتها قيادات عناصر من النظام البائد، كما أظهرت التقارير عن تورط تجار ورجال أعمال باسمائهم وشركاتهم في دعم الحرب، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر: عمر النمير ، هشام السوباط ، أشرف الكاردينال ، صديق ودعة ، محمد العليقي، أسعد كرتي وبشارة سليمان القيادي بحركة العدل والمساواة ومسؤول ماليتها واستثماراتها.

_أرقام صادمة :

أطلعنا على مستندات عن التحويلات المالية بالأرقام، حيث أظهرت عمليات فساد واسعة بتحويل :

_مبلغ (160.000.000 (مائة وستون مليون دولار) بتاريخ 16 مايو 2023 من حساب بنك السودان المركزي طرف بنك النيلين (ابوظبي) إلى شركة الاتجاهات المتعددة التابعة لـ “منظومة الصناعات الدفاعية التابعة للجيش السوداني”.

_وقبله بيوم كان قد تم تحويل : مبلغ 165.195.000
(مائة خمسة وستون مليون دولار) بتاريخ 22 مايو من حساب بنك السودان المركزي طرف بنك السلام (البحرين) الى حساب شركة الاتجاهات المتعددة ، والتي تقوم بنشاطات استيرادات مشبوهة متصلة بالأسلحة والذخائر وشبكات (المرتزقة) لصالح الجيش السوداني والميليشيات الإسلامية المتحالفة معه.

_كما تم بتاريخ 8 يوليو 2023 تحويل مبلغ 7.057.370
(سبعة مليون دولار) من حساب بنك السودان المركزي الى حساب شركة (CRANE CURRENCY – MALTA) بغرض طباعة عملة محلية لتمويل الحرب وشراء ذمم السياسيين لحشدهم لحرب (الكرامة) المزعومة، بحسب ما أسماها القيادي الاسلامي أحمد هارون، المطلوب للعدالة الدولية لاتهامه بارتكاب جرائم حرب وجرائم إبادة جماعية.

_تحويلات مشبوهة :

حركة التحويلات المشبوهة من حسابات الدولة الرسمية في البنوك الخارجية إلى شركات ذات علاقة مباشرة مع الجيش، تعكس مدى قوة الحبل السري الرابط بين الدولة والجيش وإدارة عمليات الفساد الذي يجعل انقطاع هذا الحبل أمر في غاية الصعوبة ويشعل الحروب ويحرق السودان بمن فيه لصالح هذه العصابة الفاسدة.

_وتواصلت العمليات المشبوهة بنهب أموال الشعب السوداني بتحويل مبلغ :
183.625.000 دولار (مائة وثلاثة وثمانون مليون دولار) بتاريخ 5 سبتمبر 2023 إلى حساب شركة أي دي جي قولد تريدينغ التابعة للقوات المسلحة، وهي واحدة من الشركات التي يدور حولها لغط كثيف حول عمليات الفساد داخل الجيش.

_وتواصلت عمليات الفساد وسرقة أموال الشعب السوداني بتحويل :
66.675.884.72 دولار ستة وستون مليون دولار من بنك الخرطوم فرع أبوظبي الى حساب بنك السودان المركزي بتاريخ 27/9/2023.

_كما جرت عمليات تحويل متزامنة شملت :
مبلغ 92.500.000 دولار اثنين وتسعون مليون دولار بتاريخ 27/9/2023.

_وكذلك تحويل مبلغ 40.000.000 دولار أربعون مليون دولار. إلى شركة أي دي جي قولد تريدينغ التي تدير ضمن شركات الجيش عمليات تحويل الأموال من خزينة الدولة لصالح القوات المسلحة.

إن عمليات تمويل الحرب وتشوين المال من خزينة الدولة عبر حساباتها الخارجية ثم تحويلها ثانية إلى صالح شركات الجيش، يعكس حجم الفساد وتجنيب أموال الدولة لصالح القوات المسلحة بحجة الصرف على (حرب الكرامة).

_تورط شركات :

وتواصلت عمليات تشوين أموال الدولة في الحسابات الخارجية وإعادة تحويله إلى شركات القوات المسلحة، حيث تم تحويل: _مبلغ 32.762.500 اثنين وثلاثون مليون دولار بتاريخ 2 اكتوبر 2023 إلى حساب الشركة المشبوهة (أي دي جي قولد تريدينغ).

_فساد الجيش :

هذه الأموال التي هي ملك للشعب السوداني، يتلاعب بها قادة القوات المسلحة الفاسدين مسنودين بعناصر النظام البائد.

حيث واصل قادة حكومة الأمر الواقع ببورتسودان في عمليات فساد الأموال بتحويل :
_مبلغ 36.756.109.14 ستة وثلاثون مليون دولار من حساب بنك السودان ببنك الخرطوم (فرع ابوظبي) بتاريخ الثلاثين من أكتوبر 2023.

_وأيضًا تحويل مبلغ 18.362.500 ثمانية عشر مليون دولار من نفس الحساب والبنك في أبو ظبي بتاريخ 13 نوفمبر 2023،

_كما تحويل مبلغ 120.000.000 دولار إلى حساب بنك السودان المركزي ببنك السلام البحرين بتاريخ الثلاثين من نوفمبر 2023،

حيث تمت هذه العمليات بالتزامن مع زيارات سرية متكررة لشقيق مدير جهاز المخابرات العامة ويدعى (علي ابراهيم مفضل) الذي حضر خصيصاً من الولايات المتحدة الى البحرين، كما زار البحرين ايضاً الفريق شمس الدين الكباشي.

وتشير المعلومات أن شقيق مدير المخابرات ينشط هو الاخر في عمليات شراء السلاح والذخائر لصالح الجيش وجاءت مشاركته بعد التضييق على مدير منظومة الصناعات الدفاعية الفريق (ميرغني ادريس) الذي عاقبت الولايات المتحدة عدد من الشركات التي يديرها ضمن ما يعرف بمنظومة الصناعات الدفاعية وبعد القبض على القيادي الإسلامي عبد الباسط حمزة.

خاتمة:
هنالك الكثير من العمليات المشبوهة التي تدار في الخفاء من طرف قيادات الجيش الفاسدين الذين استغلوا ظروف الحرب للهجوم على أموال الشعب السوداني حيث تكشف عمليات التلاعب الكبيرة وحركة الأموال الضخمة التي تتحرك دون حسيب او رقيب حجم الفساد الذي تقوم به قيادات القوات المسلحة السودانية والتي تنشط في عمليات غسل الأموال وشراء السلاح والرشاوي وغيرها من العمليات التي تدار في الظلام.