حرب السودان خلفت ورائها “قنابل موقوتة من الفتن الإجتماعية” أخطر من الحرب نفسها

حرب السودان خلفت ورائها “قنابل موقوتة من الفتن الإجتماعية” أخطر من الحرب نفسها
الإعلانات

حرب السودان خلفت ورائها “قنابل موقوتة من الفتن الإجتماعية” أخطر من الحرب نفسها

متابعات – السلطة نت

حرب السودان وإن بدت وكأنها انتهت في بعض المناطق ولكنها خلفت من ورائها “قنابل موقوتة من الفتن الإجتماعية” قد تكون أكثر خطورة على الإنسان والموارد من الحرب نفسها وإذا انفجرت نيران هذه الفتن حتما لن تنتهي بنهاية الحرب خاصة في تلك المناطق التي لها تأريخ من الصراعات القبلية أو تعتبر مناطق تماس أو مناطق ذات خصوصية ديموغرافية تتشارك أراضيها ومواردها وخدماتها مكونات قبلية متباينة لها مواقف متضاربة من قضايا وأطراف الحرب.

 

الحرب التي تعددت ويلاتها وتمددت انتهاكاتها مع تمدد أمدها ما استدعى مزيد من التحشيد والتحشيد المضاد الذي تَسربت إليه بعض الأصوات النشاز، أصوات تتبني خطاب عاطفي تتستر من وراءه كثير من الفتن الجهوية والعنصرية البغيضة.

 

وغالبا ما يغذي هذا الخطاب أصحاب الأغراض السياسية والشخصية وبعض التنظيمات السياسية العنصرية التي ظهرت للعلن مع هذه الحرب وساعدها على ذلك نهج الاستقطاب القبلي الذي اتبعته بعض الحركات المسلحة من قبل وتبناه الدعم السريع باكرا بعمليات استقطاب حادة طالت غالب الإدارات الأهلية وتجنيد نوعي استهدف القبائل العربية خاصة وسط قبائل جهينة العربية أكثر من غيرها.

ونتيجة لويلات هذه الحرب اللعينة وفي ظل الضعف الذي أصاب منظومة الدولة الرسمية قد تتجه بعض المكونات في مرحلة ما نحو عمليات تحشيد وتسليح تمليه عليهم ضرورة إحداث توازن في القوى بين مكونات المنطقة الواحدة وإدارة هذا التحشيد تعتبر واحدة من أخطر عمليات إدارة المخاطر تتطلب أعلى درجات الحذر والحرص على حصرها في دائرة هدفها الرئيس هو “توازن القوة داخل المنطقة المعنية والتأمين اللازم لصيانة السلم الإجتماعي فيها” على أن تقوم به مؤسسات الدولة النظامية تحت ضوابطها المهنية وبإشراف ميداني مباشر من ذوي الاختصاص من العسكريين الذين تغلب عليهم النزعة الوطنية والمهنية وتخلو سيرتهم الذاتية من التشدد الحزبي والقبلي والفساد المالي والأخلاقي.

 

أما عمليات تفكيك تلك القنابل الموقوتة والفتن الإجتماعية المحيطة بها هي الأخرى تحتاج مجموعات عمل خاصة يتقدمها ويُقدم لها رجال حكماء وطنيين قادرين على ترجيح الحكمة والعقل على الاندفاع العاطفي والعمل بعيداً عن نزوات السياسة وأهلها … رجال لهم الرغبة والقدرة على التضحية من أجل الوطن والسلم الإجتماعي وقادرين على الصمود أمام المغريات والمهددات وضربات الخطاب العاطفي الجارف الذي لازم الحرب وما زال يغذي رغبات الانتقام المبرر بسبب تلك المرارات التي عشعشت في الأذهان وسكنت القلوب نتيجة تلك الانتهاكات الوحشية البغيضة التي طالت غالب أهل السودان وكثر الطرق الاعلامي المغروض عليها.

 

باشمهندس : أمير أحمد الأمير

 

شارك هذا الموضوع :

Verified by MonsterInsights