شراكة أم بيع ؟ أسرار مذكرة السكر السعودية

شراكة أم بيع ؟ أسرار مذكرة السكر السعودية
متابعات- السلطة نت
قال جاد الرب خالد، مدير شركة السكر السودانية، إن مذكرة التفاهم التي جرى توقيعها مؤخرًا مع شركة “رانج” السعودية لا تنص على أي التزامات مالية أو تعاقدية ملزمة على الجانب السوداني، نافيًا أن تكون هذه الخطوة قد بلغت مستوى اتفاق شراكة رسمي.
وجاء هذا التوضيح في أعقاب تداول أنباء عن اتفاق مشترك بنسبة 50% بين الشركة السودانية والمستثمر السعودي، وهو ما فنّده مدير الشركة الحكومية مؤكدًا أن ما تم توقيعه لا يعدو كونه مذكرة تفاهم أولية.
مذكرة تفاهم محدودة المدة.. والباب مفتوح للانسحاب
وأشار خالد جاد الرب، في تصريحات نُشرت عبر وكالة السودان للأنباء يوم الإثنين 4 أغسطس 2025، إلى أن مذكرة التفاهم الموقعة تمتد لفترة تتراوح ما بين شهر إلى ثلاثة أشهر، ولا تُعتبر اتفاقًا نهائيًا، موضحًا أنها لا تزال بحاجة إلى ترتيبات تفصيلية ودراسة جدوى واضحة قبل الوصول إلى أي صيغة تنفيذية.
وأكد أن أي من الطرفين يملك الحق في إنهاء مذكرة التفاهم في حال لم تُحقق أهدافها الأساسية، ما يعني أن الاتفاق لا يُرتب أي التزامات قانونية أو مالية في الوقت الراهن.
دعم سعودي مشروط ومذكرة غير ملزمة
وأوضح مدير الشركة أن المذكرة تتضمن بنودًا مبدئية لاستكشاف فرص الشراكة في مصانع السكر الحكومية بالسودان، خاصة تلك التي تعرّضت للدمار أو التوقف بسبب الحرب الدائرة في البلاد أو الإهمال الإداري خلال السنوات الماضية.
كما تشمل المذكرة بندًا خاصًا بتوريد كميات من السكر إلى السوق السوداني من قبل شركة “رانج” السعودية، وذلك للمساهمة في تحقيق وفرة السلعة واستقرار الأسعار، إلى جانب السعي لبحث شراكة استراتيجية محتملة في المستقبل لتطوير بعض المصانع المتضررة.
الدعم السريع متهم بتدمير ممنهج لمصانع السكر
ولم تخلُ تصريحات مدير شركة السكر السودانية من اتهامات مباشرة لقوات الدعم السريع، حيث حمّلها مسؤولية تدمير ممنهج طال مصانع سكر الجنيد وسنار بوسط السودان، مؤكدًا أن البنية التحتية للشركة تعرّضت لأضرار جسيمة قد تصل كلفة إعادة تأهيلها إلى مئات الملايين من الدولارات.
وأشار إلى أن استمرار الحرب وامتدادها إلى مناطق الإنتاج الحيوي جعل من الضروري التفكير في حلول غير تقليدية لتجاوز الأزمة، منها نظام البوت BOT (البناء والتشغيل والتحويل)، والشراكات الذكية مع مستثمرين خارجيين.
مصانع متوقفة وإنتاج متراجع
وتعيش مصانع السكر الحكومية حالة من الشلل التام نتيجة تراكم الأزمات الاقتصادية والدمار جراء الحرب، إلى جانب تداعيات عقود من سوء الإدارة والإهمال الحكومي.
وشملت الأضرار مصانع سكر عسلاية والجنيد، اللذان توقفا عن الإنتاج لأكثر من عام، بالإضافة إلى مصنع حلفا الجديدة بولاية كسلا في شرق السودان، والذي لم يتعرض للحرب، لكنه تدهور بفعل الإهمال وتراجعت طاقته الإنتاجية من 60 ألف طن سنويًا إلى أقل من 30 ألف طن خلال السنوات الأخيرة.
الاستثمار الخارجي أمل في زمن الحرب
وقال خالد جاد الرب إن شركة السكر السودانية تبحث عن نوافذ أمل جديدة من خلال التعاون مع شركات خارجية تمتلك القدرات المالية والفنية، معتبرًا أن مذكرة التفاهم مع “رانج” السعودية تمثل خطوة أولى في هذا الاتجاه، دون أن تُشكّل في الوقت الحالي أي شراكة رسمية أو التزام مالي.
ونوّه إلى أن الاجتماعات التي جمعت الشركة السودانية بممثلي الشركة السعودية في نهاية يوليو 2025، ركزت على استكشاف فرص التعاون في النواحي التشغيلية والتوريد والإدارة، بما يخدم استعادة الإنتاج المحلي تدريجيًا.
شارك هذا الموضوع