اخبار

حماس : تفاجئ الوسطاء بامر غير متوقع 

حماس تفاجئ الوسطاء بامر غير متوقع

متابعات – السلطة نت

في خطوة وُصفت بالمفصلية في مسار المفاوضات، أبلغت حركة «حماس» الوسطاء في مصر وقطر استعدادها للقبول بالمقترح الأخير الخاص بوقف إطلاق النار، دون إجراء أي تعديلات على بنوده.

 

 

وجاء ذلك بعد جلسة مشحونة في القاهرة كشفت عن خلافات بين بعض الفصائل الفلسطينية والحركة، غير أن موقف «حماس» بدا أكثر مرونة، مع إصرارها على منع إسرائيل من تنفيذ خطتها الرامية إلى احتلال مدينة غزة وتهجير نحو مليون فلسطيني من جديد نحو الجنوب.

 

 

تفاصيل المقترح

المصادر الفلسطينية أوضحت أن وفد «حماس» المفاوض برئاسة خليل الحية، أعلن قبوله بالمقترح الذي ينص على وقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً، مع إعادة تموضع القوات الإسرائيلية في مناطق محددة، والإفراج عن 10 مختطفين إسرائيليين، على أن تبدأ فوراً مفاوضات جديدة حول المرحلة النهائية من الاتفاق. وبذلك، تكون الحركة قد تراجعت عن تعديلات سابقة طرحتها بشأن الانسحاب الكامل وبعض الملفات المتعلقة بالإفراج عن أسرى فلسطينيين.

 

 

دوافع الموقف الجديد

وأكدت المصادر أن هذا التحول في موقف «حماس» لم يكن نتيجة ضغوط من الفصائل الفلسطينية، وإنما نابع من إدراك الحركة لخطورة المخطط الإسرائيلي الذي يستهدف إفراغ غزة وشمالها من سكانها، وإعادة الاستيطان في إطار خطط واسعة تشمل الضفة الغربية، وفقاً لتوجهات وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش.

 

 

دور الوسطاء والتحركات الدولية

نقلت المصادر أن تركيا وقطر ومصر أبلغت الولايات المتحدة بالموقف الجديد للحركة، في وقت يسعى الوسطاء لإحياء مسار المفاوضات مجدداً، على أمل أن يقود ذلك إلى مرحلة ثانية يتم فيها وقف الحرب بشكل كامل عبر صفقة شاملة. غير أن مستقبل هذا المسار يبقى مرتبطاً بمدى تجاوب إسرائيل، خاصة في ظل موقفها المعلن مع واشنطن بضرورة التوصل إلى اتفاق شامل يتضمن الإفراج عن جميع المختطفين ونزع سلاح الفصائل، وإخراج «حماس» من المشهد السياسي بعد الحرب.

 

 

الموقف الإسرائيلي المنقسم

القناة العبرية «12» ذكرت أن وثيقة رسمية وضعت أمام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تكشف عن استعداد «حماس» لعقد صفقة جزئية فوراً. وأشارت القناة إلى أن قادة الأجهزة الأمنية وبعض الوزراء يفضلون هذا الخيار، نظراً للمخاطر التي قد تهدد حياة المختطفين في حال المضي بخطط عسكرية إضافية. وبحسب الوثيقة، فإن «حماس» تراجعت عن شروطها السابقة التي تسببت في انهيار المفاوضات قبل ثلاثة أسابيع.

 

 

خلافات داخل إسرائيل

صحيفة «يديعوت أحرونوت» أوضحت أن الوسطاء أرسلوا لإسرائيل رسالة مفادها أن «حماس» جاهزة لصفقة جزئية، داعين تل أبيب لاغتنام الفرصة. لكن المواقف داخل إسرائيل متباينة؛ فبينما يرى البعض أن الحركة تناور سياسياً لوقف خطة احتلال غزة، يؤكد آخرون ضرورة إنقاذ حياة 10 مختطفين عبر صفقة عاجلة. ويتبنى رئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي ورئيس «الموساد» ديدي برنياع هذا التوجه، فيما يعارضه رئيس وفد التفاوض وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، الذي ترددت أنباء عن احتمال استقالته من مهمته.

 

 

القرار بيد الكابنيت

تشير التقديرات في تل أبيب إلى أن المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابنيت) سيكون الجهة الحاسمة لاتخاذ القرار بشأن الاستجابة لعرض «حماس» الجزئي أو المضي في خطط أخرى.

 

الوضع الميداني في غزة

ميدانياً، واصلت القوات الإسرائيلية عملياتها العسكرية براً وجواً، متقدمة في مناطق جنوب وغرب حيي الزيتون والصبرة بمدينة غزة، حيث شملت العمليات تدمير منازل ومبانٍ واسعة. كما استمرت الغارات على وسط وجنوب القطاع، وصولاً إلى خان يونس. ومنذ فجر السبت وحتى ساعات الظهيرة، استشهد أكثر من 20 فلسطينياً في قصف استهدف مناطق سكنية وخياماً للنازحين، فيما قتل 9 آخرون أثناء انتظارهم المساعدات.

 

ضحايا وصحافيون

وتم انتشال جثمان الصحافية مروة مسلم بعد 44 يوماً من قصف منزلها في حي التفاح، إلى جانب جثامين خمسة من أشقائها. الحادثة سلطت الضوء مجدداً على حجم الخسائر البشرية المتزايدة بين المدنيين والعاملين في المجال الإعلامي.

 

أزمة إنسانية متفاقمة

إنسانياً، تتواصل معاناة سكان القطاع مع استمرار عمليات نهب المساعدات وصعوبة إيصالها بشكل آمن للمحتاجين. ووفق وزارة الصحة في غزة، فقد توفي خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية 11 شخصاً بينهم طفل، جراء المجاعة وسوء التغذية، ليرتفع العدد الإجمالي لضحايا الجوع إلى 251، بينهم 108 أطفال.

 

 

 

شارك هذا الموضوع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى