نتنياهو : يلوح بورقة الغاز – ومصر ترد لا تهاون في أمننا القومي

نتنياهو : يلوح بورقة الغاز – ومصر ترد لا تهاون في أمننا القومي
متابعات – السلطة نت
تصاعدت حدة التوتر بين مصر وإسرائيل بعد تسريبات تحدثت عن نية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقف تمديد اتفاق الغاز مع القاهرة، وهو ما أثار ردودًا قوية من الجانب المصري، اعتبرها مراقبون بمثابة تحذير من مغبة المساس باتفاق السلام التاريخي بين البلدين.
تحذيرات مصرية قوية لنتنياهو
رئيس الهيئة العامة للاستعلامات في مصر، ضياء رشوان، وجّه رسالة مباشرة إلى نتنياهو خلال لقاء تلفزيوني مساء الأربعاء، قال فيها: “أنصحه بعدم التلاعب باتفاق الغاز، لأن النتائج الاقتصادية ستكون وخيمة على إسرائيل، وليست فقط سياسية”، مشددًا على أن مصر لديها بدائل متعددة ولا تعتمد على مسار واحد للطاقة.
اختبار جديد لاتفاقية كامب ديفيد
خبراء استراتيجيون أكدوا أن خطوة نتنياهو المحتملة تُعد اختبارًا جديدًا لاتفاقية كامب ديفيد، مشيرين إلى أن محاولة ربط ملفات اقتصادية حساسة مثل الغاز بمسار السلام تمثل تجاوزًا للخطوط الحمراء. اللواء عادل العمدة، المستشار بالأكاديمية العسكرية، شدد على أن أي خروقات ستقابلها مصر برد قوي، مؤكداً أن “الخيار الأول لمصر هو السلام، لكن ذلك لا يعني الصمت على التهديدات”.
تهديد للأمن القومي المصري
المصادر المصرية ترى أن الخطوة الإسرائيلية ليست مجرد ورقة ضغط اقتصادية، بل محاولة للتأثير على الأمن القومي المصري، خصوصًا مع استمرار الحرب في غزة والضغوط على معبر رفح ومحور فيلادلفيا. مراقبون أشاروا إلى أن إسرائيل تسعى لدفع القاهرة للتراجع عن موقفها الرافض لمخططات التهجير وتصفية القضية الفلسطينية.
القاهرة: السلام لا يعني التهاون
مصر حرصت خلال العقود الماضية على الحفاظ على معاهدة السلام، لكن الأحداث الأخيرة أظهرت تصميمها على الرد على أي تجاوز. تصريحات لمحافظ شمال سيناء، خالد مجاور، الشهر الماضي، أكدت استعداد القوات المسلحة المصرية لحماية الحدود، وهو ما قرأه مراقبون كرسالة مباشرة لتل أبيب.
الإعلام العبري وتأجيج الأزمة
التقارير الإسرائيلية الأخيرة اتهمت مصر بارتكاب “خروقات للاتفاقية”، مثل بناء أنفاق في سيناء، وهو ما اعتبرته القاهرة أكاذيب متعمدة لتأليب الرأي العام الإسرائيلي. السفير عزت سعد، المدير التنفيذي للمجلس المصري للشؤون الخارجية، أكد أن مصر لا يمكن أن تُترك وحدها تتحمل تبعات أزمة الغاز، وأن أي تعاون اقتصادي يجب أن يكون متبادلًا.
البعد الإقليمي للصراع
العديد من الخبراء يرون أن الخلاف الحالي قد يمتد إلى موقف عربي أوسع، حيث تسعى عدة دول لتشكيل جبهة إقليمية في مواجهة “الأطماع الإسرائيلية”. تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ووزير خارجيته بدر عبد العاطي عن “الإبادة الممنهجة” في غزة أظهرت تصلب الموقف المصري، وربطه المباشر بين استمرار التعاون الاقتصادي ووقف جرائم الحرب.
إسرائيل والضغط على القاهرة
تحليلات أكاديمية أوضحت أن إسرائيل تستخدم ورقة الغاز كأداة لإجبار مصر على تغيير سياستها تجاه غزة. الدكتور أحمد فؤاد أنور، أستاذ اللغة العبرية بجامعة الإسكندرية، قال إن تل أبيب تراهن على الضغوط الاقتصادية، لكن مصر لن تنجر وراء هذه الخطط ولن تتكيف مع “الرؤية الإسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية”.
اتفاق الغاز بين الاقتصاد والسياسة
رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي كان قد أكد منتصف الشهر الماضي أن تمديد اتفاقية الغاز حتى 2040 لا يغير من موقف مصر الرافض لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين. هذا التصريح يعكس إصرار القاهرة على الفصل بين التعاون الاقتصادي ومبادئها الثابتة تجاه القضية الفلسطينية.
علاقات على صفيح ساخن
منذ توقيع معاهدة السلام عام 1979 لم تصل العلاقات بين مصر وإسرائيل إلى هذا المستوى من التوتر. الحرب في غزة، احتلال معبر رفح من الجانب الفلسطيني، ومخططات بناء مخيمات تهجير على الحدود المصرية، كلها ملفات ساهمت في تأجيج الأزمة، ما يجعل المرحلة المقبلة مفتوحة على كل الاحتمالات.
شارك هذا الموضوع