م : أحمد حسن الأمير : يكتب _العدالة الاجتماعية وأهميتها في بناء الدولة السودانية

م : أحمد حسن الأمير : يكتب _العدالة الاجتماعية وأهميتها في بناء الدولة السودانية

رصد _ السلطة

باشمهندس : أحمد حسن الأمير

_العدالة الاجتماعية وأهميتها في بناء الدولة السودانية:

العدالة الاجتماعية تعني العدالة من حيث توزيع الثروة، والفرص، والامتيازات داخل المجتمع، وهي حق جميع الأفراد في المساواة في كل شيء، كالحرية، والكرامة، والعمل، وفي التوزيع العادل للثروات، والاشتراك في تحمل التكاليف والأعباء العامة.

الدين الإسلامي أهتم بالعدالة الإجتماعية لأنها مشروع حضاري ذو أبعاد أخلاقية وإنسانية ولن يتحقق هذا المشروع الحضاري إلا من منطلق العدالة التي خلقت الإنسانية لتحقيقها بين جميع أفراد مكوناتها البشرية قال تعالي : (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ).

صدق الله العظيم

قال صلي الله عليه وسلم :
” من ظلم قيد شبر طوقه من سبع أرضين”
وفي رواية ” خسف به يوم القيامة إلى سبع أرضين”

صدق رسول الله

من صور تحقيق العدالة الاجتماعية في الإسلام أن وضع مبدأ التكافل الاجتماعي ركنا من أركانه كما في الزكاة المفروضة أو من خلال الترغيب بالبذل والإنفاق كقربة من القربات، وذلك ليتحقق الأمان الاجتماعي لأفراد المجتمع بتحقق العيش الكريم لكل فئاته، فينظر الإسلام أن من العدالة أن يعين القوي الضعيف .

أهتمت الأمم المتحدة بالعدالة الإجتماعية وحددت لها يوم 20 من شهر فبراير من كل عام كيوم عالمي للعدالة الاجتماعية وهو يوم دولي يحتفي بالحاجة إلى تعزيز العدالة الاجتماعية، والتي تشمل الجهود المبذولة لمعالجة قضايا مثل الفقر والاستبعاد والمساواة والبطالة وحقوق الإنسان والحماية.

أنظمة الحكم التي حكمت جمهورية السودان منذ الاستقلال سوي كانت حكومات مدنية أو حكومات عسكرية لم تهتم وتراعي مبدأ العدالة الإجتماعية في توزيع وتقسيم السلطة والثروة وتوزيع التنمية بعدالة بين أقاليم السودان المختلفة إهتمت بالتنمية في العاصمة المثلثةمن حيث المظهر العام ومركزت الخدمات بالمدن الثلاثة المكونة للعاصمة القومية.

أهتمت بسفلتت الطرق وتشييد المواقع السياحية والخدمات الصحية والمصانع وترحيل المواد الخام لها من مناطق الانتاج بالولايات بغرض تصنيعها وإضافة قيمة لهاوتصنيعها بالعاصمة
خصما علي مناطق الانتاج بالولايات.

تمركز هذه الخدمات بالعاصمة وعدم العدالة الاجتماعية في توزيعها أدى لهجرة كثير من الأسر من مواقع الانتاج بالولايات للعاصمة القومية بحثا للعمل بهذه المصانع والاستقرار بالعاصمة القومية فظهر السكن العشوائي والاكتظاظ السكاني والتنافس في الخدمات والهجرة للعاصمة علي حساب مناطق الانتاج في الولايات التي ينقصها الكثير.

قامت الحرب ودمرت معظم المصانع بالعاصمة القومية وأصبحت خارج الخدمة وبدأ النزوح من العاصمة للولايات التي ينقصها كثير من الخدمات الاساسية والتنموية فظهرت البطالة في الولايات والحوجة للعمل وظهرت النتائج والآثار السالبة لعدم إهتمام الحكومات بالعدالة الإجتماعية.

أيضا لم يتم مراعاة حقوق الأفراد في المساواة في الحريات ، والكرامة، والعمل، وفي التوزيع العادل للثروات، والاشتراك في تحمل التكاليف والأعباء العامة ،مما إدي للغبن والاحساس بالدونية وظهرت الفوارق الاجتماعية وعلت الأصوات وخرجت الشوارع في ثورات تنادي بالحريات وبالعدالة الإجتماعية وظهرت الصراعات حول السلطة والثروة وقادت لحروب أضرت بالعباد والبلاد.

هذه دروس مستفادة تتطلب الفهم الصحيح لمفهوم العدالة الاجتماعية وتوزيع التنمية مع العمل الجاد لتحقيقها ،وهناك عدة مقومات أساسية تساعد في تحقيق ذلك نذكرمنها علي سبيل المثال لا الحصر :

– نشر الوعي بأهمية قضايا العدالة ومفاهيمها، من خلال التربية والتعليم ووسائل الإعلام المختلفة، فالوعي هو الخطوة الأولى نحو تحقيق أي تغيير إجتماعي.

– مناهضة جميع أشكال التمييز والعنصرية، سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات والتشريعات.

– تحسين إدارة العمل الشاملة الفعالة.

– إتاحة فرص العمل والتعلم مدى الحياة.

– إصلاح المؤسسات لتحقيق نتائج أكثر عدالة في سوق العمل.

– توسيع نطاق الحماية الاجتماعية في معاش الناس. والترويج لنهج متكامل في كافة هذه المجالات.

– لا بد من تغيير ثقافة التعالي وخلق ثقافة كلنا متساوين و لا تفاضل بيننا في الهوية و الانتماء للسودان .

-كل عام وانتم بخير وربنا يصلح حال البلاد والعباد وتنعم البلاد بالاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي والاجتماعي.

الجمعة :
12/ابريل
2024م