اخبار

نحو تحقيق السلامٍ : وفدا الجيش والدعم السريع يلتقيان في واشنطن

نحو تحقيق السلامٍ : وفدا الجيش والدعم السريع يلتقيان في واشنطن

متابعات – السلطة نت

في لحظةٍ فارقة من تاريخ السودان، يتحرّك وفدا الجيش والدعم السريع إلى واشنطن ، لا لحربٍ جديدة، بل لبدء مفاوضاتٍ مباشرة يُراد منها وضع حدٍّ لمأساةٍ طالت، وفتح نافذةٍ نحو مستقبلٍ مختلف.

 

ومهما تعدّدت القراءات، فإن الحقيقة الأوضح اليوم هي أنّ السودانيين أنهكهم صوت البندقية، وأنّ كل صوتٍ ينادي بالسلام صار اليوم أكثر وطنيةً من كل من يصرخ بالحرب.

 

لقد اعتاد النظام البائد، في كل محطةٍ تفاوضية، أن يتحرّك من وراء ستار ليُجهض أي فرصةٍ لسلامٍ حقيقي.

 

يُحرّك واجهاته الإعلامية والسياسية لنشر الأكاذيب، وتأليب الرأي العام، وشيطنة كل خطوةٍ تُقرّب السودانيين من بعضهم.

 

فهو يدرك تمامًا أن السلام يعني نهايته، وأن عودة الاستقرار تعني سقوط آخر حصونه في مؤسسات الدولة والمجتمع.

 

لكن هذه المرة مختلفة.

الظروف تغيّرت، والمجتمع السوداني تغيّر، والوعي العام صار أوسع من أن يُخدع بشعارات الحرب أو بخطابات “الكرامة الزائفة”.

الشعب الذي خرج في ديسمبر مطالبًا بالحرية والسلام والعدالة، لا يمكن أن يقبل بأن يُساق مرةً أخرى إلى المقابر من أجل مصالح قِلةٍ فاسدة.

 

اليوم، يتحمّل الطرفان — الجيش والدعم السريع — مسؤولية تاريخية أمام شعبٍ أنهكته الحرب، وشتّتته النزاعات، وجوّعته المعارك.

كلاهما مدعوٌّ لأن يثبت أن السودان أكبر من السلاح، وأن الشجاعة الحقيقية ليست في خوض الحرب، بل في إنهائها بشجاعةٍ وصدق.

 

وعلينا نحن السودانيين أن نقف جميعًا مع أي خطوةٍ نحو السلام، مهما كانت صغيرة أو مترددة.

فكل جهدٍ يُبذل في سبيل إيقاف الحرب يجب أن يُقابَل بالثناء والدعم، لا بالاتهام والتخوين.

فالسودان لا يحتاج إلى مزيدٍ من أبطال الحرب، بل إلى صُنّاع سلامٍ يعيدون إليه روحه.

 

قد يختلف الناس في التفاصيل، لكن السلام لا يُختلف عليه.

فهو الطريق الوحيد الذي يضمن لنا وطناً يعيش فيه الجميع بلا خوف، بلا إقصاء، وبلا دماء.

ولن ينكسر هذا الأمل طالما ظل في السودان من يؤمن أن المدخل إلى المستقبل يمر عبر باب السلام، لا عبر فوهة البندقية.

 

 

شارك هذا الموضوع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى