حرب الزغاوة والرزيقات …حُلُم الاستخبارات _ بقلم:محمد صالح البشر تريكو
رصد _ السلطة
حرب الزغاوة والرزيقات … حُلُم الاستخبارات
بقلم:محمد صالح البشر تريكو
ما أعلمه علم يقين إن قيادات قبيلة الرزيقات الأهلية وشبابها متفقين على عدم الدخول في حرب ما أي جهة قبلية في دارفور أو كردفان .
على درب الأربعين قُتِلَ ما يقل عن عشرين من أبناء الرزيقات في ديار البرتي ، في شهر اغسطس قتل شاب رزيقي أثناء وجبة فطور في سوق أم سعونة بواسطة مسلحين من البرتي ، وقع القتل باستفزاز في سوق مشترك بين الرزيقات والبرتي ، على الفور تجتمع مقاتلو الرزيقات بهدف محاربة البرتي قائلين( الحلال لازم تنتش ) جمع حلة ، في اللحظة المناسبة أرسل وكيل الناظر الفاضل محمود مادبو وفداً من عمد القبيلة لتفريغ المقاتلين ووفد آخر لمقابلة ناظر البرتي في الطويشة ،لتجنب الحرب بين القبيلتين .
ذكر ناظر البرتي عباس ضؤالبيت ان هنالك مجموعات خارجة عن القبيلة وعلى تنسيق مع استخبارات الجيش تريد خلق أزمة قبلية .
في ديار حمر تجاوز قتلى الرزيقات الخمسين شخصاً داخل مناطق حمر ، أيضاً تجمع الرزيقات لمحاربة حمر قبل أن يتدخل وكيل الناظر بارسال وفد آخر برئاسة العمدة عمر خالد لمقابلة ناظر الحمر في النهود وبكل وضوح قال أمير قبائل دار حمر لا توجد مشكلة بين الرزيقات والحمر ، لا نزاع في حاكورة ولا ثأر قديم ، وما يحدث عمل جهات عسكرية ويقصد قوات الاحتياط المؤسسة حديثاً من الاستخبارات العسكرية ، حيث تم توزيعها داخل دار حمر على طول الطريق الترابي بين الخرطوم والضعين .
بعد فشل كل خطط الاستخبارات العسكرية التي تهدف الى اشعال الحرب بين الرزيقات وعدة قبائل لتشتيت المقاتلين من القبيلة وتخفيف الضغط على حاميات الجيش في الابيض والخرطوم ،فكروا في خلق حرب قبلية بين الزغاوة والرزيقات
وهو الخيار الأخير .
العلاقة بين الزغاوة والرزيقات أزلية ، زادت من قوة حبالها الزيجات والصداقات بين الأفراد
في لحظات المزاح يتهم الرزيقات قبيلة الزغاوة بأنها مَن علمت الرزيقات النهب المسلح ، مع مبالغة و تأويل معتمد للآية زوقوا لن نزيدكم إلا عذاباً ، يرد الزغاوة إن الاعراب أشد كفراً ونفاقاً وان الزغاوة هي التي تأثرت بعد مخالطة الرزيقات ، بممارسات العرب التالدة وأول هذه الممارسات الهمبتة اسم الدلع للنهب .
هذه العلاقة المتينة حاولت قيادة حركة مناوي تضعيف حبلها بخلق مشكلات في شرق دارفور في البدء منعت الحركة التحصيل الحكومي في منطقة لبدو ومهاجرية بولاية شرق دارفور ، قبل أن تفرض رسوم موزاية لصالح الحركة ، بالاضافة الى مضايقات للبادية في تلك الأسواق ،هذه الأنشطة من الحركة ، دفعت قبيلة البرقد صاحبت الحاكورة بالتذمر وتضرب أكابد السيارات ذهاباً واياباً بين الضعين ومدينة شعيرية ، مقابلة حكومة ولاية شرق دارفور بالتدخل لمعالجة القضية باليد قبل التفكير في الحل بالسنون ، كذلك بادية الرزيقات في تلك المناطق تعرضت لمضايقات (سين وجيم) عند دخول لبدو أو مهاجرية لتضامن البادية مع قبيلة البرقد .
في هذه الأجواء المحتقنة ارتكبت حركة مناوي في مارس الماضي مجزرة ،راح ضحيتها 13 شخص -نصف القتلى – من قبيلة المعاليا ، ليرتفع مستوى الاحتقان وسط القبائل الثلاث تجاه الزغاوة في منطقتي لبدو مهاجرية و خزان جديد ، تلك السحابة عبرت عندما تمكنت قوات الدعم السريع من القبض على العربة منفذة الحادث وبداخلها متهم وعند تفتيشها وجدوا أمر تحرك عسكري صادر من قيادة مناوي .
تجمع مسلحون من هذه القبائل مهددين بتنفيذ هجوم على لبدو ومهاجرية ، السحابة عبرت بعد ان تمكنت قوات الدعم السريع من العربة منفذة الهجوم على المسافرين وبداخلها أحد المتهمين وعند تفتيش العربة عثروا على امر تحرك عسكري يحتوي على أسماء جميع المتهمين ، تحت ضغط الادارة الأهلية بشرق دارفور ومحاورة شقيقتها قيادة الزغاوة في كيفية الحل ، بعد نقاش مع قيادة القوة المشتركة ، تم تسليم سبعة من المتهمين ،مع تلكؤ في تسليم ثلاثة متهمين لا يزالون أحرار رغم شناعة الجرم .
المثقف .. الرزيقي
في مواقع التواصل الاجتماعي، سَوٌد كثير من الرواد الداعمين للجيش باستحياء ، كي بوردتات هواتفهم بسخرية من الدكتور الوليد مادبو ،بأنه مجرد رزيقي مثقف .
جذور ثقافة آباء الاستقلال في السودان ، مستمدة من العروبة أما بسبب الدراسة في جامعات مصر أو معهدها – الأزهر- أو بالتأثر من كتابات المثقفين المصريين ، لم يكن مدهش انحياز اولئك الآباء الى العروبة ، قبل أن يطلبوا الانضمام الى جامعة الدول العربية ، قوبل الطلب برفض علني من دولة لبنان ورفض خفي من دول الخليج ،بلطف استسفرت الدول عن أي وجود مظاهر للعروبة وثقافتها الاقتصادية في السودان ، ليرد آباء الاستقلال : نعم نحن عرب ويمكن أن نقيم زفة على الطريقية البدوية في السودان لتأكيد زعمنا .
طلب المركز من قبيلة الرزيقات الاستعداد لزفة في ديار الرزيقات على شرف زيارة الرئيس جمال عبدالناصر .
حشد الرزيقات أكثر من 25 ألف حصان على ظهورها فرسان ، قدموا عروض في سباق وركوب الخيل أزهلت الأجانب المشاهدين من الدول العربية – توجد فديوهات لذلك في قناة يوتوب – لمن أراد التأكيد ، كما قدموا للضيوف أحواض من اللبن والعسل في بحيرة سبدو الواقعة جنوب الضعين .
السخرية والتهكم من البداوة ، أمر لا يصدر إلا من رجل مطعون بالشفونية الزائفة ، لأن الرعي ثقافة نبوية قديمة ولم يرسل الله قط نبي لقوم من حلة أو أبوه لدية حواشة في مشروع زراعي سُمِيَ مشروع أبو فامة أو الجزيرة ، بينما جميع الانبياء المرسلين من الله خلفيتهم رعوية ، بل مارسوا المهنة بالفعل .
يسخر أهلنا من مهنة التجارة بقولهم شغال أم شطيطة أي تاجر مواد تموينية ، كما يحتقرون الزراعة حيث يقول شاعرهم في مدح شقرة جقر
انا بعرف القووول وحتى الحديث وازرتا، بلجن بأبي فال يا شقرة ول جقر جميلك ما هملتا ، اللحم البهارج النار يا شقرة ود جقر فوق الجموع قسمتا والعب البجك مع الكورى يا خباز فوق الجلوس ناهمتا ما دقيت جراية كرتا بيها التراب نخرتا ، ما قالوا لى زراعى ما قالوا خباز بغلتا، يا الجدع الدعاس كافة خصيم عشرتا التأمكك ياشقرة حمارة رقد بغرتا وكافة خواجي عاداك دفترة نزلتا السلهة والقرين فوقكن بدوك دقلتا شقرة شقيت الدور كافة أجير نهزرته رافع رأسك جاي وجاي مرسال ام تور كشكرتة .
للناطقين بغيرها أي – لهجة البقارة- يعدد الشاعر صفات الممدوح منها الكرم لدرجة تقسيم اللحم المشوي للجموع وبالشجاعة أي خصيم له يتحول عند المواجهة ، زلول كما البهيمة الشبقة وبانه يمتلك أبقار تغطي الساحة ولم يكن مزراع يحرث الأرض
خارباً تسويتها الطبيعية أو قولوا عنه لديه غلة (دخن) .