الجامعة العربية توضح ثلاثة محاور رئيسية لمعالجة الأزمة السودانية

الجامعة العربية توضح ثلاثة محاور رئيسية لمعالجة الأزمة السودانية

رصد – السلطة

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن الاجتماع التشاوري الذي دعت إليه الأمانة العامة لجامعة الدول العربية حول تعزيز تنسيق مبادرات السلام لصالح السودان، يهدف إلى تبادل وجهات النظر واستخلاص الدروس من مبادرات السلام والمساعي الحميدة والوساطات المبذولة، وكذلك مناقشة السبل المبتكرة لتعزيز آليات التنسيق وتناغم الجهود للتغلب على الصعوبات والتحديات الرئيسية.

وقال أبو الغيط، خلال كلمته في أعمال الجلسة الافتتاحية للاجتماع التشاوري حول تعزيز التنسيق فيما بين مبادرات وجهود السلام لصالح السودان، إنه سيتم العمل من خلال ثلاثة محاور رئيسية، أولها يتناول تقييم المشاركين لجهود مساعيهم الحميدة ومبادرات السلام التي يرعونها، وكذلك يتناول الاستماع إلى أفكار لتعزيز آليات التنسيق يطرحها المبعوث الشخصي لأمين عام الأمم المتحدة إلى السودان، ومناقشة لمجالات التكامل فيما بين أنشطتنا، والقيمة المضافة لدور الدول، وإنشاء أدوات تنسيقية عملية تعزز التنسيق والتكامل.

وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن إنهاء الأزمة في السودان مسؤولية النخب السودانية، كما أن المجتمع الدولي، بمنظماته الدولية والإقليمية، عليه مسؤولية كبيرة تمليها قراراته ومواثيقه بضرورة بذل كل المساعي لاستعادة الاستقرار والحفاظ على السلم والأمن الإقليمي، والحيلولة دون سقوط الدولة السودانية ومؤسساتها.

وأعرب أبو الغيط -في بداية كلمته- عن شكره لممثلي المنظمات الإقليمية والدولية على تلبية الدعوة للمشاركة في اجتماع اليوم من أجل مناقشة سبل تنسيق جهودنا المبذولة لصالح استعادة السلم والاستقرار في السودان.

وقال إن اجتماع اليوم يعقد في ظل حرب غير مسبوقة في تاريخ السودان الحديث تدور أحداثها منذ أربعة عشر شهرا بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، راح ضحيتها في أقل تقدير حوالي 15 ألف شخص حتى الآن، وعشرة ملايين تشردوا بعيدا عن مساكنهم ومدنهم وقراهم، مع إسقاط واستهداف متعمد لمؤسسات الدولة وبخاصة في العاصمة الخرطوم، وعمليات تطهير عرقية بشعة عادت لتطل برأسها من جديد في دارفور وكردفان.

بالإضافة إلى انتهاكات حقوق الإنسان الأساسية وصلت إلى حد ارتكاب مجازر يندى لها الجبين كما حدث في ولاية الجزيرة الأسبوع الماضي، ومجاعة توشك أن تفتك بشعب هذا البلد الذي اشتهر بكونه سلة خبز إفريقيا والوطن العربي.

وأضاف أبو الغيط أن الوضع السوداني قد يحتمل كثيرا من التحليل حول جذور الأزمة وأسباب انحداره إلى هذا المستوى غير المسبوق، ولكننا لا ينبغي أن نسمح بأي تأخير في المعالجة، فالوقت ليس في صالح الشعب السوداني والدولة السودانية.

وذكر أن استمرار هذه الحرب يعني تواصل تآكل قدرات الدولة السودانية على أداء مسؤولياتها، وإجبار الأجيال السودانية الحالية والقادمة على التشرد فرارا من أتون الصراع.

ونوه إلى انه “ليس من الحكمة أن تظل جهودنا مبعثرة، وليس من الصواب أن تمضي مساعينا دون تنسيق كاف يضمن تناغمها ويوحد الرسالة الدولية والإقليمية لإنهاء الأزمة السودانية، وليس من المقبول أن نسمح بأن يكون قادم الأمور في السودان هو الأسوأ”.

ولفت أبو الغيط إلى أن القرارات العربية والإفريقية والدولية حثت بشكل واضح على ضرورة التنسيق والتعاون فيما بين المنظمات الإقليمية، لدعم جهود وقف إطلاق النار بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، وتنفيذ الاتفاقات الموقعة فيما بينهما في جدة، وتسهيل إطلاق عملية سياسية شاملة بقيادة سودانية.

واستطرد قائلا: “هدفنا واحد، ونهجنا متقارب، وتناغم وسائلنا هو ما نحتاجه أكثر من أي وقت مضى كي تكون رسالتنا واحدة لا تقبل تأويلا أو تأخيرا”، متمنيا أن يكون اجتماعنا اليوم خطوة جادة إلى الأمام لتحقيق موائمة فيما بين محادثات منبر جدة، ومبادرة دول الجوار، ومساعي لجنة الاتحاد الإفريقي عالية المستوى، والإيجاد، والتفويض الذي منحه مجلس الأمن للمبعوث الشخصي لسكرتير عام الأمم المتحدة، والمساعي الحميدة والاتصالات التي تقوم بها جامعة الدول العربية، وقراراتنا ذات الصلة.

وقال الأمين العام للجامعة العربية إن أهداف اجتماعنا حسب الورقة هي تبادل وجهات النظر واستخلاص الدروس من مبادرات السلام والمساعي الحميدة والوساطات المبذولة، ومناقشة السبل المبتكرة لتعزيز آليات التنسيق وتناغم الجهود للتغلب على الصعوبات والتحديات الرئيسية.

وتابع أن الاجتماع سيعمل من خلال ثلاثة محاور رئيسية، حيث يتناول تقييم المشاركين لجهود مساعيهم الحميدة ومبادرات السلام التي يرعونها، ويتناول الاستماع إلى أفكار لتعزيز آليات التنسيق يطرحها المبعوث الشخصي لأمين عام الأمم المتحدة إلى السودان، ويعقب ذلك محور ثالث ويناقش مجالات التكامل بين الأنشطة المختلفة، والقيمة المضافة لدور الدول، وإنشاء أدوات تنسيقية عملية تعزز التنسيق والتكامل.. مختتما: “سنعمل على أن نخرج ببيان عام يشرح نقاط توافقنا”.

شارك