فيما أرى عادل الباز 21 يونيو 2011 سيدي الرئيس
عادل الباز
فيما أرى
21 يونيو 2011
سيدي الرئيس
1
….. يحدوني رجاء وأمل بلا حدود وهو وحده الذي يدفعني للكتابة إليك مباشرة ولم أفعلها من قبل وقد لا أفعلها ثانية. على أن رجائي ليس منبتاً، فمن قولك وفعلك استمددت الرجاء والأمل .
2
سيدي الرئيس
قد يقولون عنك أي شيء وكل شيء ولكنهم أبدا ما استطاعوا أن يشككوا في نظافة يديك ولا في براءة ذمتك ولا اقتربوا من أن يدمغوك بتهمة تسيء إليك، فكنت ولا زلت في نظرنا ونظر الشعب رمزا نظيفا لم تشبه شائبة فساد (حاشاك) وهو ما جعل الشعب يهديك أصواتا أكثر من أصوات الحزب الحاكم وتلك رسالة بلغية لمن يلقي السمع للشعب وهو شهيد!!!.
3
سيدي الرئيس
ظللت أنت ونائبك من تتصدران الدعوة لمكافحة الفساد، لا بل تحرضوننا على مكافحته وطلبتم شيئا واحداً: ألا نكتب هراءً بل أن نوثق ما نقول ونأتي بأدلتنا على ما ندعي أنه فساد، وها قد فعلنا وبسطنا وثائقنا بين أيديكم ولا نتوقع منكم من بعد سوى الاستجابة لنرى ما تفعلون …وعلى ثقة أنكم فاعلون.
قبل أن أدخل في الموضوع دعني سيدي الرئيس أقص عليك قصة (الثعلبين) ففيهما عبرة… الأولى ظريفة ودلالتها بائنة والثانية بها حكمة بالغة وتهب السالكين في دروب الحق درسا بلغيا في شح الأنفس التي تخدعها بريق الثروات فتنكص على أعقابها.
4
قالو إن الصحابي ثعلبة بن عبد الرحمن رضي الله عنه كان يخدم النبي صلي الله عليه وسلم، فبعثه ذات مرة في حاجة له، وفي الطريق صادفته امرأة جميلة فنظر إليها ملياً، المهم أن المرأه أثارتة ولفتت الصحابي ولكنه حين انتبه لما اقترف من ذنب فر إلى الجبال خشية أن يكون الوحي قد أعلم الرسول بما فعلت به تلك النظرات!!. فبعث النبي في إثره فلما وجدوه بين الجبال سألوه: ما بك تفر إلى الجبال؟ فقال(فارَ من جهنم) وحكى الحكاية. هذا الصحابي فر إلى الجبال ليفر من جهنم بسبب نظرة واحدة… والله يا سيدي الرئيس «أنا وقعتي سودا… أفر وين ما عارف»!!.
5
أما ثعلبة الآخر فهو الصحابي الجليل ثعلبة بن حاطب الأنصاري، كان حمامة مسجد لا يفارق النبي صلي الله عليه وسلم وذات يوم حدثته نفسه أن يسأل النبي ليدعو له الله أن يرزقه مالا فأشاح عنه الرسول فكرر طلبه فقال النبي « ويحك يا ثعلبة قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه». ولكن ثعلبة تعلقت نفسه بالثروات والعمولات ما فتئ يلح على الرسول والرسول يحاول أن يجنبه سوء المنزلق ولكن ثعلبة لا يسمع إلا نداء نفسه. ذات يوم أجلسه الرسول(ص) ليتحاور قائلا (يا ثعلبة أما ترضى أن تكون مثل نبي الله – فو الذي نفسي بيده لو شئت أن تصير الجبال معي ذهبا وفضة لصارت). ولكن ثعلبة لم يفهم الرسالة وخوف النبي عليه ودعوته ليقتدي به فواصل الإلحاح فقال للنبي (ص): (والذي بعثك بالحق لئن دعوت الله فرزقني مالا لأعطين كل ذي حق حقه). فاستجاب الرسول صلي الله عليه وسلم ودعا له (اللهم ارزق ثعلبة مالا). يحكي الرواة بعدها أن ثعلبة رزق مالأ وفيراً وأثرى ثراء فاحشا. قيل وقتها يصفون وضع ثعلبة نمت أغنامه مثل الدود، وبتعبير اليوم نمت عماراته وعمولاته وملياراته مثل الدود!!. لننظر سيدي الرئيس ماذا فعلت الثروة بالصحابي (لما ضاقت المدينة بأغنام ثعلبة نزل بها واديا (يمكننا أن نقول دبي) من أوديتها فغدا يصلي الظهر والعصرجمعا ثم نمت الأغنام أو الثروات فترك الصلاة كلية!!. كان الرسول يسأل عن أخبار ثعلبة فلما علم ما صار إليه قال (يا ويح ثعلبة… يا ويح ثعلبة!!). سيدي الرئيس بإمكانك الآن أن تقول (يا ويح فلان.. يا ويح فلان) وما أكثرهم!!.
يمكنهم أن يقولوا لك إن فلاناً وفلاناً وفلاناً يصومون كل اثنين وخميس ويقيمون الليل ولكن ما بين أيدينا يؤكد أنهم يأكلون أموال الناس والدولة بالباطل ويقبضون العمولات و سيقدمون لك حججاً كثيره ليفلتوا من العقاب وليستمروا في غيهم وفسادهم ولكن حججهم الواهيه لا علاقة لها بالعدل وسيخلطون السياسية بالدين ليغطوا على فسادهم فلا تستمع لهم واسمع صوت الحق (ولا يجرمنكم شأن قوم على ألا تعدولوا اعدلوا هو أقرب للتقوى).
6
نخاطبك سيدي الرئيس اليوم في أمر سوداتل تلك الشركة التي تملك الحكومة من أسهمها 30% وهو أمر سار به الركبان . كانت شركة سوداتل نموذجاً للشركات الناجحة في السودان جاءت في أعقاب خصخصة قطاع الاتصالات بالسودان ، كانت مضرب المثل في نجاح سياسات الخصخصة التي طالما تباهت الحكومة بنجاعتها. الآن سيدي الرئيس صارت الشركة حطاما. كيف؟
7
لنبدأ من حيث انتهت الجمعيه العمومية الأخيرة لسوداتل لأنها سيدي الرئيس ببساطة ستوضح ما وصلت إليه الأحوال من تدهور داخل الشركة.
في تلك الجمعية قالت الحكومة نفسها إن سوداتل تحتاج لجراحات وإصلاح وأشارات إلى الفشل الذي تشهده استثمارات الشركة بالداخل والخارج والمحللون والاقتصاديون أثبتوا بالوقائع والأرقام الأداء المتردي للشركة والمستثمرون العرب وعلى رأسهم صالح الحميدان مدير أكبر شركة مساهمة عربية قالوا: إنها تستحق جائزة الأداء المالي المحبط!!. أما جمهور المساهمين فهتفوا ضد مجلس إدارة الشركة وطالبوه بالاستقالة ثم (بكوا). كان واضحا في تلك الليلة أن مجلس الإدارة وحده لم يقتنع بفشله وفشل إدارة الشركة التنفيذية رغم كل ما ذكر ، فواقع حال الشركة المتردي لم يدفعهم للاستقالة أو حتى الاعتراف بالأخطاء. انتهت الجمعية بمسرحية التصويت عند الفجر وعادت حليمة لفسادها القديم.
8
سيدي الرئيس… لي مع سوداتل تاريخ طويل، إذ كنت أرى بعيني ما يدور داخلها من فوضى ثم بدأت القضايا تتفجر في أعقاب بيع حصة سوداتل في موباتل وتلك كانت الكارثة الأولى التي ثبت أنها أودت بالشركة إلى هذا الوضع المزري.
9
بيع موباتل!!
كانت تلك بيعة فاسدة سيدي الرئيس من رأسها لأرجلها لعمولاتها!!.
شركة تملك أغلبية الأسهم تبيع أسهمها في شركة ناجحة مشتركوها بالملايين لأغراض مجهولة وأخرى اتضحت كارثيتها لاحقا. تم البيع لموباتل بمبلغ مليار ومائتي مليون دولار وتم دفع عمولة «لا بد يا سيدي أن تكون الأجهزة المختصة تعرفها أكثر مني وبإمكانك أن تطلب المعلومة منها». في ذات عام البيعة حققت موباتل أكثر من مائتي مليون دولار أرباح.!!. كان أستاذنا الطيب مصطفى ضد الصفقة والعبث في القطاع ولكنهم أجبروه على الاستقالة… ويا أسفي !!. انتهت حكاية موباتل ومضت سوداتل في تخبطها. في الجمعية العمومية سئل مجلس الإدارة: عن عائدات بيع موباتل وفيما وظفت؟، فلم يحصل أحد على إجابة واضحة. لا يزال السؤال معلقاً عن تلك الأموال وفيم وظفت؟. ألا يستدعي ذلك أن تعرف الدولة التي تملك24 % من أسهمها لتعرف أين ذهبت تلك الأموال؟. هذه مرحلة انتهت بشرها وعمولاتها وبدأت مرحلة جديدة بدأت فيها رائحة الشواء تتصاعد… بعبارتك البليغة بدأت مرحلة (النهب المصلح). هل لو كانت موبيتل ما تزال في عهدة هذه العصابة هل كانت ستستمر في نجاحها وتبلغ ما بلغته الآن؟ أترك لك الإجابه ويقيني أنها كانت ستنتهي حطاماً على أيديهم!
10
سيدي الرئيس نضع أمامك معلومات لا يعجزك أن تتحقق منها في يوم واحد. أثق بأنك بعد ساعة واحدة من تلقيك التقارير المؤكدة ستتخذ القرار الصحيح. فقط أرجو ألا تندهش فقد يتحول الأتقياء الصالحين بين ليلة وضحاها إلى عصابة، فثعلبة حضر زمن النبوة وصار إلى ما صار إليه!!. سيدي الرئيس سأعطيك فقط روؤس مواضيع وعلي أجهزتك المختصة التي بحوزتها كل الملفات أن تكمل لك الباقي.
كيبلات الفساد!!.
كتبنا عنها كثيرا وكتب غيرنا عن 7 مليون دولار ثمن الكيبلات التي أضحت بقدرة قادر 14 مليون دولار.. لا أحد يعرف ماذا جري ؟ . وقصة طويلة دارت رحاها بين الخرطوم والسعودية ودبي وتحويلات لملايين الدولارات مجهولة المستقر!!.
عمولات السنغال:
فاضت صحف السنغال بحكايا العمولات ونشرت هناك وثائق عن مبالغ تلك العمولات ولمن حولت ووثائق التحويل من بنوك سودانية وسمت الصحف هناك المسؤولين عن الصفقه وعمولاتها والمستفيدين منها. وما أعلمه يقينا أن رجل أعمال سوداني قد استلم عدا نقدا مبلغ مليوني دولار عمولة من حساب سوداتل بواسطه محكمة بدبي وكان يطالب بعشرة ملايين دولار!!. بطرفي الوثائق.
12
الشركات المدهشة!!
رئيس مجلس إدارة سوداتل ورئيس مجلس إدارة ام تي أن وابنه يشاركون سوداتل عبر شركة (لاري كوم) شركتهما المسجلة في المسجل التجاري بالرقم 19119).. وهي معلومة موثقة لدينا نشرناها من قبل….
وما خفي أعظم . لاري كوم أو أصحابها تشارك سوداتل الاستثمارات التالية:
* إكسبريسو نسبة 75% لصالح سوداتل …. 25% لاري كوم (كم قيمة اكسبرسو وبكم بيعت).
* انترسيليور نيجيريا 52 % لسوداتل 30% لصالح لاري كوم.
أما سودابل ف 60 % تمكلها سوداتل أما 40 % (فحمدو في بطنو) فالتقرير الأخير لم يوضح لمن تلك الـ40 %!!
هل تدري سيدي الرئيس كم من العمولات دفعت لعجيب زمانه الذي سمسر في صفقات شراء رخص غرب إفريقيا (موريتانيا – السنغال- غانا- نيجيريا)؟
هل تدري سيدي الرئيس ما هي الشركات التي تحوذ على معظم الاعمال والخدمات والتوكيلات بشركات سوداتل بغرب إفريقيا؟. بإمكانك أن تفعل بسؤال الوزير المختص.
هل تصدق سيدي الرئيس أنهم بدأوا إجراءات ودفعوا مبالغ مقدماً لشراء رخصه في إحدى الجزر قرب أستراليا؟ نعم أستراليا!!
هل عرفت سيدي الرئيس لماذا بيعت موبيتل ولماذا كان التسابق المحموم نحو غرب إفريقيا»
ألم تقرأ سيدي الرئيس ما خطه الأستاذ عبد القادر محمد أحمد المدير الأسبق لديوان الضرائب وعضو مجلس إدارة سوداتل ورئيس اللجنه التنفيذية للمجلس عن شركات العصابة؟ وكيف كانت تمتص أموال المساهمين وأموال الحكومة،… نضرب لك مثلاً واحداً بشركه سودابل التي انشأوها لتوزيع فواتير سوداتل وتحصيل مديونيتها هل تعلم أنهم أخذوا باسمها مبالغ تساوي قيمة المديونية المراد تحصيلها ثم بعد ذلك باعوا هذه الشركه لسوداتل بالقيمة التي حددوها فهم البائع والمشتري!!.
سيدي الرئيس إني أسألك بالله هل يستقيم دينا وأخلاقا أن يستأمن شخص على شركة فيتاجر معها ويقاسمها أرباحها ويأخذ عمولاتها؟، في أي شرعة أو دين أو أخلاق يجوز ذلك؟.
13
انظر سيدي الرئيس لما آلت إليه أوضاع الشركة الآن نتيجة لعدم الكفاءة وتلك الممارسات.
في العام 2009 باعت مداخيل سوداتل 665 مليون دولار.. هذا المبلغ حقق أرباحا فقط ((اثنين مليون دولار ونصف)) بينما حققت زين في ذات العام 350 مليون دولار أرباحا من عوائد 950 مليون دولار!!
شركة بلا عوائد لا للحكومة ولا للمساهمين فلم توزع أرباحا نقديه لمساهميها خلال العام المنصرم.
ما زالت استثمارات الشركه في موريتانيا والسنغال وغانا ونيجيريا خاسرة ولا ينتظر أن تحقق أي أرباح تساوي أو تقترب من أرباح شركه زين التي باعوها ليقبضو عمولة البيع !!.
حققت الشركه خسائر في استثماراتها الخارجيه في السنغال مورتانا ونيجيريا وغانا. تدني سهمها في الأسواق المالية إلى أدنى مستوياته، سعر السهم في 17/5/2011م في الخرطوم للأوراق الماليه بلغ 1.78 جنيه (0.55 دولار) بسعر الصرف الموازي وهو سعر تعامل القطاع الخاص وفي سوق أبوظبي للأوراق المالية بتاريخ 19/5/2011م بلغ 1.95 درهم(1.71 جنيه) وهو يعادل 0.53 دولار علماً بأن القيمة الاسمية للسهم هي دولار كامل!!!
لم تحقق أرباحا إلا في شهادات شهامة وليس في عملياتها التشغيلية. والتي هي أساي الشركة
هذه الشركة أصبحت مزرعة خاصة يرعون فيها بلا رقيب أو حسيب . المضحك والمبكي يا سيدي الرئيس إنه على الرغم من أوضاع الشركة المتردية بلغت الحوافز والمكافآت لكبار موظفيها أربعة ملايين من الدولارات بينما يأخذ السادة الموقرون في مجلس الإدارة مكافآت تصل إلى خمسمائة ألف دولار !!. هل تصدق ياسيدي أن العبث وصل إلى هذا المدي وذلك قليل من كثير.
14
هنالك يا سيدي الرئيس حكايات عن الشركات التي تتعامل معها سوداتل بالداخل والخارج، صدِّق سيدي الرئيس قد أسسوا شركات تتعامل مع سوداتيل في كل احتياجاتها من الأثاث والشبكات حتى الدبوس، وهي شركات أو أسماء أعمال يملكونها بالأصالة أو بالوكالة، وهذا ما سنكشفه تباعا خلال الفترة القادمة!!.
15
سيدي الرئيس بإمكاني أن أحكى لك قصصا من الآن وحتى مطلع الفجر وكنت قد قصصت طرفا منها منذ العام 2005 وما زلت أحكي قبل الجمعية العمومية الأخيرة وبعدها. وأعِدك سيدي الرئيس بمزيد من الحكايات خلال هذا الأسبوع وما بعده . هذا مسلسل لم يشهد له السودان مثيلا في تاريخه.
16
سيدي الرئيس قد تسأل وقد يسأل كثيرون ما غرضي في شن هذه الحملة بهذه الكثافة؟ والله يشهد ويدي على المصحف الإلكتروني الذي أهداني له مدير زين السيد الفاتح عروة (جزاه الله كل خير الفيهو اتعرفت). أنه ليس لدي أدنى مصلحة شخصية ولا أستهدف أشخاصا، فلا علاقة لي بأي شخص منهم ولم تجمعني بهم مصلحة ولا علاقه لي بهم بل لا أكاد أعرف أشخاصهم بما يكفي ولست منافسا لأي منهم في أي مجال. ما أردت إلا الإصلاح. الدين يفرض علينا ألا نسكت حين نرى باطلا يزهر وحقا يذوي لنصبح شياطين خرساً.!!. المهنة وأخلاقها تفرض علينا أن نسعى للإصلاح ما استطعنا.
17
سيدي الرئيس هنالك همس يقلقني سعى كثيرون لإيصاله لأسماعنا…
قالوا إن أولئك يفعلون ما يفعلون في سوداتل باسم الحزب أو التنظيم وأن لهم مصلحة من عوائد تلك الاستثمارات!! سيدي الرئيس هب أن ذلك صحيحا فبأي حق يأخذ التنظيم أموال المساهمين بالباطل ويجيرها لمصلحته؟ . سيدي الرئيس إنك آتيه يوم القيامة فردا.
الحقيقة التي تقصيتها وتأكدت منها أن ليس هنالك تنظيما ولا يحزنون وإنما يفعلون ما يفعلون باسمه (درقة) للحماية وإخافة الناس بسلطة ليس لها أدنى علاقة بما يجري من عبث في دهاليز الاتصالات . لا يمكنني أن أصدق ولا أتخيل أن تحمي الدولة ولا قادتها عصابة النهب المصلح تلك!!.
وإذا صح ذلك فإن هذا التنظيم أو الحزب إنما يأكل في جوفه ناراً من جهنم وإنما هو مال سحت لا يرضاه الله ولن تقبله الفطرة السليمة ناهيك أن يأتيه ويفعله مسلمون يرفعون شعارات إسلامية ويريدون إقامة دولة إسلامية إن الله طيب ولا يقبل إلا طيبا ، إن الأهداف والمقاصد النبيلة لا تخدمها الوسائل الفاسدة.
نعم من حق أي حزب أو تنظيم أو جماعة إقامه أعمال تجارية والاستثمار ولكن يجب أن يكون ذلك بشرف وأمانة وهي مطلوبة من أي حزب أو مجموعة أكثر مما هي مطلوبة من الأفراد، قد نغفر لفرد جنوحه للفساد أو الكسب غير المشروع ولكن ماذا نقول إذا فعل ذلك الحزب أو التنظيم ؟ إنه باختصار فساد مع سبق الإصرار والترصد وإنه دعوى للتعاون على الإثم والعدوان وليس على البر والتقوى وإنهم بذلك يدمغون ويلوثون ويجرمون الأبرياء ممن يؤيدون هذا الحزب أو ذلك التنظيم.
هذا إذا كان ما يحدث هو للحزب أو التنظيم ولكن يقيني أن هذه مظلة لتبرير فسادهم وحمايته.
وفي أحسن الأحوال فإن الفتات الذي ربما يتبرعون به للحزب لا يساوي هذه الجرائم والمظالم المرتكبة.
18
ما يدهشني سيدي الرئيس أن هؤلاء الذين أثروا من المتاجرة مع سوداتل ومن عمولاتها لا يزالون يصرون على مواصلة بقائهم على سدة الشركة ولم يكفهم ما كسبوا…. ولا أعرف كيف ولا أين سينفقون هذه المليارات وهل في العمر ما يكفي لكنز المزيد من الذهب والفضة وماذا سيفعلون بها فليس للكفن جيوب… يقول صلاح أحمد إبراهيم:
آخر العمر طويل أم قصير
كفن من طرف السوق
وشبر في المقابر.
19
سيدي الرئيس إن فساد هذه العصابة أصبح إفسادا في الأرض ودونك شركاؤهم من مسؤولي الدوله الذين ورطوهم معهم بالعطايا والمنح والعمولات وإيجار العمارات، إنهم ليسو وحدهم بل لهم شركاء يسهلون لهم ويدافعون عنهم فالمال الحرام يغذي الكثيرين. عندما يأتوك سيدي الرئيس يتشفعون لك في هذه العصابة تذكر حديث المرأة المخزومية وتذكر رد الرسول (ص) عليهم (( والله لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطع محمد يدها)).
20
لعلك لا تدري مقدار الضرر الذي أصاب مناخ الاستثمار من جراء ممارسات هذه العصابة وأمثالها ليتك استمعت للمساهمين العرب في سوداتل وهم يتحدثون في اجتماع الجمعية العمومية الأخيرة، إنها مرافعة تغني عن أي شكوى أو تظلم (سننشر نص ما قالوه لاحقاً) .. ثم لعلك لا تدري كيف أصبحت (أيقونة) الاستثمار في السودان في نظر أشقائنا العرب!!
ودعك من هذا ربما لا يوافيك مستشاروك وسفراؤك بالخارج بما يحدث من هذه العصابة ودونك صحف ومحاكم داكار ونواكشوط ومحاكم دبي وتحقيقات الكسب غير المشروع بمصر بعد الثوره عن هذه العصابة وإفسادها بهذه الدول.
21
سيدي الرئيس
نعلم أنك تصر على أن تغادر الحكم بانتهاء فترتكم الحالية ولكن هذه العصابة لا تريد أن تغادر وأن مطلبنا الآن إيقاف هذا الفساد وإرجاع حقوق الشعب والحكومة وفي مقدمتهم مساهمي سوداتل المستضعفين.
عندما تغادر سيدي الرئيس قد يختلف الناس حول سياساتك وقراراتك طوال العشرين عاما الماضية وهذا طبيعي وحقهم ولكن أعتقد أن الغالبية الساحقة ستحمد لك أنك كنت نظيف اليد وأنك ستغادر كما أتيت بسيطاً ومرتاح الضمير ولا نريد أن يسجل التاريخ أنك تركت (عصابه) تعيث فساداً وتأكل اموال الناس بالباطل. أن التاريخ لا يرحم
وإن من حقنا أن نحلم إنك لن تخذلنا ولن تخذل هذا الشعب ولن تكون الحرب على الفساد التي أعلنتها مجرد شعارات للإلهاء أو خوف من ربيع الثورات وإنما هي سيرتك التي نعلم والتي نريد لها أن تظل بيضاء.
سيدي الرئيس…… أخيرا ها أنا أنهي رسالتي إليك وكل الحقائق بين يديك….
وليس لدي أدنى شك أنك ستفعل ما يشبهك ويليق بمكانتك ويعطي مصداقية لكلمتك… والله من وراء القصد.
22
قال المتنبئ:
تصفو الحياةُ لجاهلٍ أو غافلٍ
عمَّا مضى فيها وما يتوقعُ
ولمن يغالِطُ في الحقائقِ نفسَه
ويسومَها طلب المحال فتطمعُ
أينَ الذي الهرمانُ من بنيانه
ما قومُه ما يومُه ما المصرعُ
تتخلَّفُ الآثار عن أصحابهِا
حيناً، ويدرِكُها الفناءُ فتتْبَعُ
ما زِلْتَ تخلَعُها على مَنْ شاءها
حتى لبستَ اليومَ ما لا تَخْلعُ.