د.جلال يبادر لتخفيف معاناة المرضى العالقين بالهند ويناشد السلطات

فيما كانت رحلتهم بحثًا عن العلاج واسترداد العافية، تحوّلت رحلة مئات السودانيين في الهند إلى أزمة إنسانية مركبة، بعد أن تقطّعت بهم السبل في مدينة تشيناي، إثر توقف الرحلات الجوية المباشرة بين بورتسودان والهند، عبر الخطوط الإثيوبية، التي كانت تمثل المتنفس الوحيد للعودة بعد إتمام العلاج في مستشفيات كافيري.
المئات من المرضى ومرافقيهم قدموا إلى الهند لتلقي العلاج في تخصصات دقيقة بعضها غير متوفر في السودان حتى في أحواله العادية، فكيف في ظل واقع ما بعد الحرب. لكن الأقدار قادتهم إلى معاناة جديدة بعد إتمام العلاج، حيث كانوا يعتزمون العودة إلى البلاد عبر ذات الخط الجوي “بورتسودان – أديس أبابا – تشيناي”، قبل أن تعلن الخطوط الإثيوبية إيقاف رحلاتها إلى السودان، إثر التوترات الأمنية في بورتسودان واستهدافها بالطائرات المسيّرة.
وبحسب شهادات مرافقة للحدث، فإن المرضى وأسرهم ظلوا في انتظار عودة الرحلات لأسابيع، على أمل أن تنجلي الأزمة، لكن الجمود استمر، ولم يجدوا استجابة أو ترتيبات بديلة من قبل الناقل الإثيوبي.
ويقول بعض العالقين إن بعضهم يمتلك تأشيرة إثيوبيا، وكانوا يعتقدون أن بإمكانهم دخول أراضيها ومن ثم محاولة العودة برًا إلى السودان في حال تعذر الطيران، لكن الخطوط الإثيوبية رفضت حتى السماح لهم بالصعود إلى الطائرات المتجهة لأديس أبابا.
وسط هذه التعقيدات، برزت معاناة مضاعفة لدى الأسر التي قدمت بميزانيات محدودة بالكاد غطّت نفقات العلاج والسفر، ليجدوا أنفسهم فجأة في وضع غير محسوب الكلفة ولا المدة، ومع محدودية الخيارات وصعوبة إيجاد خطوط بديلة في ظل ارتفاع الأسعار وكثرة الأعداد، أصبحت الإقامة في الهند عبئًا ثقيلًا يتجاوز قدراتهم.
من داخل الأزمة، تحرك رجل الأعمال السوداني المقيم في الهند، د. جلال حامد، وهو سفير مستشفيات كافيري، عبر مبادرات شخصية ومجتمعية لمساعدة العالقين والتخفيف من معاناتهم، مشيرًا إلى أن الوضع يحتاج إلى تدخل رسمي عاجل من السلطات السودانية ومخاطبة الجانب الإثيوبي لإيجاد حل جذري.
وأكد د. جلال في منشور لاقى تفاعلًا واسعًا، أن العالقين يعيشون أوضاعًا صعبة، وبعضهم دون خطة أو مخزون مالي أو جدول واضح لمغادرة الهند، مناشدًا الجهات المختصة بتبني الملف بشكل رسمي وعاجل، وتقديم ما يمكن من تنسيق دبلوماسي مع السلطات الإثيوبية لضمان عودة السودانيين العالقين إلى أرض الوطن بكرامة وسلام.