اخبار

رئيس المؤتمر الوطني يُرسل إشارات سياسية من وراء الستار 

رئيس المؤتمر الوطني يُرسل إشارات سياسية من وراء الستار

 

متابعة ـ السلطة نت

 

ـ في مقابلة لافتة أجراها الصحفي السوداني المتميز والحائز على جوائز دولية، خالد عبد العزيز، بعث القيادي في حزب المؤتمر الوطني المحلول، أحمد هارون، بجملة من الرسائل السياسية التي حملت دلالات استراتيجية تتجاوز الخطاب الحزبي التقليدي، ويمكن تلخيص أبرزها في خمس نقاط محورية:

 

1. حزب وطني لا يرتبط بالإسلام السياسي الدولي

شدّد هارون على أن المؤتمر الوطني حزب سوداني خالص، لا تربطه أي صلة تنظيمية أو فكرية بالتنظيمات الإسلامية العابرة للحدود، في محاولة لنفي المزاعم التي تروّج لها بعض الأطراف حول وجود “ارتباط أيديولوجي خارجي” بالحزب.

 

2. لا عودة إلا عبر صناديق الاقتراع

أكّد أن الحزب اتخذ قرارًا استراتيجيًا بعدم العودة إلى الحكم عبر الوسائل القسرية، بل عبر الوسائل الديمقراطية فقط، وعلى رأسها الانتخابات، رافضًا أي شكل من أشكال الاستيلاء على السلطة بالقوة.

 

3. مشاركة الإسلاميين في الحرب انطلقت من دوافع وطنية

أوضح أن انخراط شباب الحزب في القتال إلى جانب القوات المسلحة لم يكن مدفوعًا بمصالح ضيقة، بل استجابةً لنداء وطني لحماية الدولة من الانهيار، شأنهم في ذلك شأن غالبية من لبّوا نداء الواجب.

 

 

4. ضرورة تحديد دور المؤسسة العسكرية في السياسة

شدّد على أهمية التوصل إلى توافق وطني يحدد طبيعة العلاقة بين السياسيين والجيش، محذرًا من إقصاء المؤسسة العسكرية دون تصور واضح لدورها، قائلاً إن “خروج الجيش من الباب دون ترتيب سيجعله يعود من النافذة”.

 

5. طمأنة للمكون العسكري.. والانتخابات هي ساحة التنافس

بعث برسالة تطمين إلى قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان، مفادها أن بقاءه في السلطة خلال المرحلة الانتقالية وبعدها ممكن عبر آلية الاستفتاء الشعبي، مؤكدًا أن المعركة السياسية المقبلة ستكون محصورة بين القوى المدنية عبر صناديق الاقتراع.

 

 

 

 

قراءة أوسع: محاولة لإعادة التموضع السياسي

 

هذه الرسائل ليست مجرد تصريحات إعلامية، بل تعكس محاولة مدروسة لإعادة تموضع حزب المؤتمر الوطني في ظل مشهد سوداني معقّد يتسم بتعدد الفواعل وتشظي المشهد الوطني.

 

فالحزب، كما يظهر من خطاب هارون، يسعى إلى تقديم نفسه بصفته كيانًا سياسيًا وطنيًا، غير متورط في العنف، منفتح على المنافسة الديمقراطية، ومُدرك لتعقيدات العلاقة بين المدنيين والعسكريين.

 

 

وفي الوقت الذي تتصاعد فيه الدعوات لإقصاء الإسلاميين، وتتعالى الأصوات المطالبة بحصر دور الجيش، يحاول هارون نسج سردية بديلة عنوانها: لا إقصاء ولا عسكرة.. بل توافق وانتقال ديمقراطي بضمانات متبادلة.

 

شارك هذا الموضوع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى