اتفاقية 1959 تعود للحياة بين القاهرة والخرطوم
اتفاقية 1959 تعود للحياة بين القاهرة والخرطوم
متابعات – السلطة نت
أعلنت مصر والسودان في ختام زيارة رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس إلى القاهرة، عن تفعيل اللجان الفنية المشتركة الخاصة باتفاقية 1959 بشأن مياه النيل، في خطوة تمثل تحولاً دبلوماسيًا حادًا تجاه النهج الأحادي الذي تتبناه إثيوبيا في إدارة ملف سد النهضة.
وفي مؤتمر صحفي جمع رئيسي وزراء البلدين، أكد مصطفى مدبولي أن العلاقة بين مصر والسودان تتجاوز الجغرافيا والسياسة إلى مستوى المصير المشترك، مشددًا على أن “البلدين يرفضان رفضًا قاطعًا أية خطوات أحادية على النيل الأزرق”.
إعادة تفعيل الهيئة الفنية المشتركة لمياه النيل
أعاد الجانبان التأكيد على دور الهيئة الفنية الدائمة المشتركة لمياه النيل، باعتبارها الجهة المسؤولة عن صياغة موقف موحد لمصر والسودان، وهو ما يعيد إلى الواجهة اتفاقية 1959، التي طالما كانت محل جدل إقليمي.
وتشدد القاهرة والخرطوم على أن الاتفاقية لا تزال المرجعية القانونية الوحيدة الملزمة للطرفين في توزيع حصص مياه النيل، خاصة في ظل عدم توقيع البلدين على “اتفاقية عنتيبي” التي طرحتها دول المنبع عام 2010.
رسائل ضمنية لإثيوبيا ومبادرة لاحتواء التوتر
قالت الحكومة المصرية إن هناك توافقًا مع السودان على ضرورة إعطاء مساحة كافية لمبادرة حوض النيل بوصفها آلية إقليمية لإدارة الخلافات وتعزيز التعاون، لكن في الوقت ذاته أبدى الطرفان تحفظًا شديدًا تجاه فرض واقع مائي جديد عبر إجراءات فردية.
وفي هذا السياق، شدد مدبولي على أن “مصر لن تقبل المساس بحصتها التاريخية”، مضيفًا أن استقرار السودان ضرورة لحفظ الأمن المائي وأمن الإقليم ككل.
الاتفاقية المثيرة للجدل تعود من بوابة التنسيق
اتفاقية عام 1959 التي تم توقيعها بعد الاستقلال الثنائي لمصر والسودان، منحت 55.5 مليار متر مكعب لمصر و18.5 مليار متر مكعب للسودان.
لكن مصر والسودان لا تزالان تعتبران الاتفاقية مرتكزًا قانونيًا أساسيا لأي مفاوضات مستقبلية حول إدارة النهر.
أول زيارة خارجية لكامل إدريس تحمل طابعًا استراتيجيًا
اختار كامل الطيب إدريس، رئيس الوزراء الانتقالي في السودان، القاهرة لتكون محطته الخارجية الأولى منذ توليه منصبه في مايو الماضي، في دلالة رمزية على أولوية العلاقات المصرية السودانية في أجندة حكومته، ولتأكيد الانسجام السياسي في ملفات الأمن والتنمية والمياه.
شارك هذا الموضوع
