الوقود : اصبح سلعة لا يحصل عليها إلا من يملك المال أو النفوذ

الوقود : اصبح سلعة لا يحصل عليها إلا من يملك المال أو النفوذ
متابعات – السلطة نت
في شوارع المدن السودانية، لم يعد البحث عن البنزين أو الجازولين مجرد مشهد من مشاهد الأزمة الاقتصادية، بل تحول إلى معركة يومية تزداد ضراوة مع استمرار الحرب.
الطوابير الطويلة أمام المحطات، والبيع في السوق السوداء بأسعار خيالية، جعلت الوقود سلعة لا يحصل عليها إلا من يملك المال أو النفوذ، بينما يواجه المواطن العادي شللاً شبه تام في حياته اليومية
أسعار تعانق السماء
تضاعفت أسعار الوقود في السوق السوداء إلى مستويات تفوق قدرة معظم السودانيين. لتر البنزين الذي كان في متناول الجميع، أصبح اليوم حلمًا بعيد المنال، حيث يتراوح سعره بين أرقام فلكية في العاصمة والمناطق البعيدة.
الارتفاع الحاد في التكاليف انعكس على أسعار النقل والسلع الأساسية، ما فاقم معاناة الأسر التي تعيش أصلًا تحت ضغط الغلاء
سوق سوداء محمية بالصمت
رغم الوعود الرسمية بتوفير الوقود وضبط التوزيع، يظل السوق الموازي هو المتحكم الفعلي.
شاحنات النقل الكبيرة تحصل على حصتها عبر قنوات خاصة، بينما يضطر سائقو المركبات الصغيرة لشراء ما تيسر بأسعار السوق السوداء. الاتهامات تتصاعد حول تورط بعض الجهات في إدارة هذا السوق وحمايته، في ظل غياب رقابة حقيقية
أثر مباشر على حياة الناس
أزمة الوقود لم تقتصر على تعطيل وسائل النقل فحسب، بل طالت قطاعات أساسية مثل الزراعة والصناعة.
في الريف، تراجعت المساحات المزروعة بسبب عجز المزارعين عن تشغيل آلياتهم، بينما ارتفعت تكلفة تشغيل المصانع، ما أدى إلى تقليص الإنتاج وتسريح العمال النتيجة كانت مزيدًا من البطالة وارتفاع أسعار الغذاء
وقود الحرب يطيل أمد المعاناة
يرى مراقبون أن استمرار أزمة الوقود لا ينفصل عن مسار الحرب الدائرة، حيث تستخدم بعض الأطراف التحكم في الإمدادات كسلاح ضغط اقتصادي.
وفي ظل غياب حلول عاجلة، تبقى الحركة في البلاد رهينة للمال، فيما يزداد الفقراء عزلة وتهميشًا
شارك هذا الموضوع