السيسي : يدعو البرهان لزيارة مصر ومسؤول سوداني رفيع يصل القاهرة

تطورات متسارعة.. السيسي يدعو البرهان لزيارة مصر ومسؤول سوداني رفيع يصل القاهرة
متابعات- السلطة نت
تسلم رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول الركن عبدالفتاح البرهان، دعوة رسمية من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، لزيارة مصر في الأول من نوفمبر المقبل للمشاركة في افتتاح المتحف المصري الكبير ولقاء السيسي.
إلى ذلك وصل عمر صديق وزير الدولة بوزارة الخارجية السودانية إلى القاهرة وكان في استقباله د. بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري، لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين والتطورات في السودان.
وسلم السفير المصري لدى السودان هاني صلاح، رسالة خطية من رئيس جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسي، تتعلق بمسار العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها وتقويتها في كافة المجالات.
وقال السفير في تصريح صحفي، إن اللقاء كان إيجابياً تطرق إلى أهمية دفع وتعزيز العلاقات المتميزة بين البلدين، بجانب القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأشار السفير هاني إلى أن اللقاء تطرق إلى جهود مصر لعودة الأمن والاستقرار إلى السودان، ودور القيادة المصرية من تحركات ومساعى إقليمية ودولية لنقل الصورة الصحيحة عن ما يحدث في السودان والدفاع عن مصالحه والحفاظ على سيادة واستقلال أراضيه وحماية المؤسسات في السودان.
وأوضح السفير المصري أن اللقاء بحث سبل التنسيق المشترك بين البلدين في ملف مياه النيل، لافتاً إلى استضافة بلاده لاجتماعات آلية 2+2 بين السادة وزيري الخارجية والري في البلدين
وأضاف السفير هاني أن الرئيس البرهان شدد على أهمية الدور المصري في دعم السودان والدفاع عن مصالحه وعودة الأمن والاستقرار ، وضرورة البدء في مشروعات إعادة الإعمار والبناء.
ونوه السفير صلاح إلى وصول الفريق الفني المصري إلى الخرطوم لإعادة تأهيل وصيانة عدد من الكباري، مؤكداً استمرار جهود بلاده لحل الأزمة السودانية والتنسيق المشترك مع السودان، وزاد قائلا ” هو محور أساسي للسياسة الخارجية المصرية التي تعتبر الأمن السوداني هو خط أحمر وإمتداد طبيعي وحيوي للأمن المصري.
في الأثناء عقدت بمقر وزارة الخارجية اجتماع آلية 2+2 التشاورية لوزراء الخارجية والري في جمهورية مصر العربية وجمهورية السودان، وترأس الوفد المصري كل من د. بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج ود. هاني سويلم وزير الموارد المائية والري، وترأس الوفد السوداني كل من السيد عُمر صديق وزير الدولة بوزارة الخارجية والتعاون الدولي، والبروفيسور عصمت قرشي وزير الزراعة والري.
وبحسب بيان مشترك أن المباحثات جرت في جو ودي وإيجابي اتسم بالتفاهم المشترك وعزم من الجانبين على فتح مجالات أرحب للتعاون بين البلدين الشقيقين المترابطين بوشائج الأخوة والتاريخ والجغرافيا عبر نهر النيل الأزلي.
تناولت المباحثات التطورات الراهنة بملف نهر النيل، وتم الوقوف على النتائج المُحققة لتنفيذ ما اتفق عليه البلدان في الجولة الأولى لاجتماعات ألية 2+2 الذي عُقد في فبراير 2025، وقد استعرض الجانبان مجالات التعاون المائي وسبل تعزيزها بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين، حيث اتفقا على ضرورة تأمين الأمن المائي لدولتي مصب نهر النيل، والعمل المشترك للحفاظ على حقوق واستخدامات البلدين المائية كاملة، وفقا للنظام القانوني الحاكم لنهر النيل في إطار مبدأ مجتمع المصالح المشتركة والمساواة في الحقوق، طبقاً للقانون الدولي واتفاقية عام 1959 المُبرمة بين البلدين، وتنسيق وتطابق المواقف التام في مختلف المحافل الإقليمية والدولية لاسيما المرتبطة بالحقوق المائية للبلدين.
شدد الجانبان على ارتباط الأمن المائي السوداني والمصري كجزء واحد لا يتجزأ، وأعادا تأكيد رفضهما التام لأية تحركات أحادية في حوض النيل الشرقي من شأنها إيقاع الضرر بمصالحهما المائية، كما أكدا على تعزيز التشاور والتنسيق واستمرار سعيهما المشترك للعمل مع دول مبادرة حوض النيل لاستعادة التوافق وإعادة مبادرة حوض النيل إلى قواعدها التوافقية التي قامت عليها، والحفاظ عليها باعتبارها آلية التعاون الشاملة التي تضم جميع دول الحوض، وتمثل ركيزة التعاون المائي الذي يُحقق المنفعة لجميع دول حوض نهر النيل.
تطرقت المشاورات إلى تطورات ملف السد الإثيوبي، وقد اتفق الطرفان على أن السد الإثيوبي المخالف للقانون الدولي يترتب عنه آثار جسيمة على دولتي المصب ويمثل تهديداً مستمراً لاستقرار الوضع في حوض النيل الشرقي طبقاً للقانون الدولي، لاسيما ما يتعلق بالمخاطر الجدية المترتبة على الخطوات الأحادية الأثيوبية لملء وتشغيل السد، وتلك المتعلقة بأمان السد، والتصريفات المائية غير المنضبطة ومواجهة حالات الجفاف، ولا بد أن تُعدل إثيوبيا من سياستها في حوض النيل الشرقي لاستعادة التعاون بين دول الحوض، كما أكد الجانبان على أن قضية السد الأثيوبي تظل مشكلة بين الدول الثلاث (مصر- السودان -اثيوبيا) ورفضت الدولتان أية مساعي لإقحام باقي دول الحوض في هذه القضية الخلافية.
أعاد الطرفان التأكيد على تطابق مواقفهما في الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وبصفة خاصة مبادرة حوض النيل وآليتها التشاورية للدول غير المنضمة للاتفاق الإطاري، وأكد الطرفان الدور المتميز التي تضطلع به الهيئة الفنية الدائمة المشتركة لمياه النيل وفق اتفاقية 1959 وهي الجهة المنوطة بدراسة وصياغة الرأي الموحد الذي تتبناه الدولتان في الشئون المتعلقة بمياه النيل، والحرص على انتظام عمل الهيئة ودعمها فيناً ولوجيستياً للتمكن من أداء مهامها على النحو المرجو، والعمل على انعقاد الاجتماع القادم للهيئة خلال شهر أكتوبر القادم على هامش أسبوع القاهرة الدولي للمياه.
تطرقت المباحثات كذلك إلى مُجمل العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، حيث أكد الطرفان على حرصهما على تعزيز وتعميق العلاقات الأزلية التي تربط بين شعبي البلدين، واتفقا على أهمية استمرار الزيارات الرسمية المتبادلة على مختلف المستويات.
كما أكد الجانبان على رفضهما لأية تهديد لوحدة وسلامة أراضي السودان وأكدا عزمهما على تعزيز التنسيق المشترك من أجل استعادة الاستقرار في السودان الشقيق.
تباحث الجانبان حول سبل تعزيز المشروعات التنموية بين البلدين بما ينعكس إيجاباً على التعاون القطاعي ومساعي ترقيته، حيث قدم الجانب السوداني شرحاً حول أولويات وموجهات الدولة السودانية في عملية إعادة الإعمار.
وفي هذا الصدد، عبر الجانب المصري عن دعمه لكافة جهود حكومة الأمل بالدولة السودانية في عملية إعادة الإعمار، مؤكداً ترحيبه بالعمل المشترك لدعم القطاعات المختلفة في السودان بما يحقق المصلحة المشتركة وعلى رأسها الاستقرار في السودان وقد ثمن الجانب السوداني التسهيلات التي تقدمها مصر إلى الأشقاء في السودان اتصالا بتسهيلات العودة الطوعية للسودانيين، كما قدّر اللقاءات المُستمرة على المستوى الرسمي لتعزيز العلاقات الثنائية في المجالات المختلفة.
اتفق الجانبان على استمرار التنسيق والتشاور اللصيق وتعزيز برامج التعاون التدريبي في شتى المجالات، بما في ذلك بين وزاراتي الموارد المائية والري المصرية ووزارة الزراعة والري السودانية، ورحب الجانب المصري بتلبية الاحتياجات التدريبية العاجلة لكوادر وزارة الزراعة والري السودانية لارتباطها الوثيق بمساعي إعادة الإعمار في ضوء ما ستسفر عنه اجتماعات الفريق المشترك المعني بإعادة الإعمار.
شارك هذا الموضوع