الهادي اديس : حرب أبريل تكشف تحالف الحركة الإسلامية والنخب العسكرية

الهادي اديس : حرب أبريل تكشف تحالف الحركة الإسلامية والنخب العسكرية
السلطة نت – محمد اسماعيل
قال حاكم إقليم دارفور بحكومة تاسيس الهادي اديس ان انفجار حرب الخامس عشر من أبريل 2023 كاشفة، مرة أخرى، حقيقة السودان القديم، وهي إنه لا يمكن أن يبقى أو يستمر إلا بالعنف أو الحرب.
لم تكن هذه الحرب، وهي أمتداد لحروب الدولة السودانية غير العادلة، حرب الشعب السوداني، بل كانت حرب الحركة الإسلامية والنخب العسكرية التي أطاح بها الشعب بثورته العظيمة في ديسمبر، فسعت لإعادة إنتاج السودان القديم بكل أدواته القمعية.
دمرت الحرب الخرطوم وأحرقت مدناً وقرى في كردفان ودارفور والجزيرة وسنار، وشردت الملايين وأدخلت البلاد في دوامة جديدة من الدماء والمعاناة.
لكنها كذلك أسقطت آخر أقنعة النظام القديم وأكدت أنه لا يحمل لهذا الشعب سوى الموت والخراب، ولا يعرف للأسف سوى لغة الدم والنار.
من رحم هذه المأساة ولدت في نيروبي فكرة حكومة السلام. حكومة لا تعيد إنتاج الماضي، ولا تستسلم لهيمنة العسكر والإسلاميين، بل تضع الشعوب في قلب القرار، وتنطلق من تضحيات المناضلين، والام وصبر النازحين، ومعاناة المزارعين والرعاة، وتطلعات الشباب المثابرين.
إن ما تحقق في نيروبي إنجاز تاريخي غير مسبوق في تاريخ السودان. لقد اتفقنا هناك على وثيقتين عظيمتين: ميثاق السودان التأسيسي والدستور الانتقالي لجمهورية السودان لسنة 2025. هاتان الوثيقتان ليستا مجرد نصوص، بل هما بمثابة عقد اجتماعي جديد بين السودانيين.
عالجنا فيهما جذور الحرب التاريخية، ووضعنا أسسا لمستقبل جديد. حسمنا فيهما علاقة الدين بالدولة، وأقررنا أن الدولة السودانية الجديدة ستكون دولة ديمقراطية، تحترم التنوع وتحمي الحريات والحقوق. رسمنا فيهما ملامح جيش وطني جديد، جيش لا يرفع سلاحه على شعوبه كما في السودان القديم، بل يحمي الأرض والإنسان والمال دون أن يتدخل في السياسة.
اتفقنا على حل الحركة الإسلامية وحزب المؤتمر الوطني ومليشياتهما، وأقررنا مبادئ فوق دستورية لا يجوز تجاوزها في المستقبل.
إن ما ورد في هاتين الوثيقتين يمثل رؤيتنا للمستقبل. هذه الرؤية هي البوصلة التي ستوجه خطواتنا وهي الأساس الذي سنتفاوض على ضوئه مع كل القوى السياسية والاجتماعية. هذه الرؤية هي التي تحدد مدى قربنا أو بعدنا من أي مبادرة أو مشروع للحل الشامل.
شارك هذا الموضوع