اخبار

البيت الأبيض : المزحة تتحول إلى أزمة دبلوماسية

البيت الأبيض : المزحة تتحول إلى أزمة دبلوماسية

السلطة نت – واشنطن

أثارت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفت جدلًا واسعًا بعد رد غير متوقع على أحد مراسلي موقع HuffPost خلال مؤتمر صحفي رسمي في واشنطن، وذلك عندما طُرح عليها سؤال حول اختيار مدينة بودابست في هنغاريا كموقع محتمل للقاء المرتقب بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب.

 

ردّت ليفت بعبارة ساخرة قالت فيها: “أمك”، ما تسبب في صدمة داخل قاعة المؤتمر وأثار موجة من الغضب على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر كثيرون الرد غير لائق بمسؤولة تمثل الإدارة الأمريكية أمام الإعلام العالمي.

 

لاحقًا، وعند سؤالها عمّا إذا كانت ترى ردها مناسبًا أو مضحكًا، أكدت ليفت أنها تعتبر الأمر “مضحكًا”، مشيرة إلى أن موقع HuffPost “يعتبر نفسه مجلة”، ووصفت الصحفي الذي طرح السؤال بأنه “كاتب يساري متطرف لا يأخذه أحد على محمل الجد”، معلنة أنها لن تقبل أي أسئلة مستقبلية من مراسلي الموقع في المؤتمرات القادمة.

 

حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم يصدر أي تعليق رسمي من البيت الأبيض بشأن الحادثة، رغم محاولات الصحفيين استيضاح ما إذا كانت تصريحات ليفت تعبر عن موقف رسمي أو مجرد رد فعل شخصي غير منضبط. وتأتي هذه الواقعة في وقت حساس تشهد فيه العلاقات بين واشنطن وموسكو توترًا متزايدًا، خاصة مع استمرار الحرب في أوكرانيا.

 

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد صرّح سابقًا بأن محادثاته الهاتفية مع بوتين تضمنت بحث ترتيبات مبدئية لعقد اجتماع في هنغاريا، بمشاركة مستشارين رفيعي المستوى من الجانبين، ما فتح الباب أمام تكهنات حول طبيعة اللقاء وما إذا كان سيتم بدعم رسمي من الإدارة الأمريكية أو بصفة شخصية.

 

انتشر رد ليفت بسرعة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث عبّر عدد كبير من النشطاء والصحفيين عن صدمتهم من اللهجة المستخدمة، بينما دافع البعض عنها معتبرين أن ردها كان “مزحة ساخرة خرجت عن السيطرة”. واعتبر مراقبون أن الحادثة تُعد من أكثر المواقف إحراجًا للبيت الأبيض في الأشهر الأخيرة.

 

ويرى محللون أن ما جرى خلال المؤتمر الصحفي يعكس تراجع مستوى الحوار بين المسؤولين الأمريكيين ووسائل الإعلام المستقلة، خصوصًا في ظل تصاعد الانتقادات التي توجهها بعض المؤسسات الصحفية لإدارة بايدن بشأن ملفات السياسة الخارجية والداخلية.

 

وتضيف هذه الواقعة عبئًا جديدًا على فريق الاتصالات في البيت الأبيض، الذي يسعى إلى ضبط الصورة العامة للإدارة الأمريكية وسط الانتقادات المتكررة حول طريقة تعامل مسؤوليها مع الصحافة، وهو ما قد يدفع المتحدثة كارولاين ليفت إلى مواجهة مساءلات داخلية أو إصدار توضيح رسمي لتخفيف تداعيات الموقف.

 

ويرجّح مراقبون أن يكون اللقاء المحتمل بين بوتين وترامب في بودابست مناسبة مثيرة للاهتمام السياسي والإعلامي، خصوصًا في ظل التوتر الأمريكي الروسي المتصاعد، وما يحمله الاجتماع من رمزية قوية إذا ما تم فعلاً، سواء بصفة رسمية أو غير رسمية.

 

 

شارك هذا الموضوع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى