اخبار

شروط في الظل واستخبارات في الميناء – هل يكتب البرهان سيناريو جديداً للسودان؟

شروط في الظل واستخبارات في الميناء – هل يكتب البرهان سيناريو جديداً للسودان؟

رصد – السلطة نت

كشفت صحيفة “إفريقيا إنتليجنس”، المقربة من دوائر الاستخبارات الفرنسية، عن تطورات مثيرة في ملف العلاقات السودانية الأمريكية ، حيث وافق رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، على الانخراط في مبادرة الرباعية التي تقودها الولايات المتحدة بمشاركة مصر والسعودية والإمارات، لكنه اشترط ذلك بشروط محددة ، سلّمها شخصيًا إلى مسعد بولس، مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشؤون إفريقيا.

 

اللقاء الذي جمع البرهان ببولس في القاهرة يوم 15 أكتوبر، جاء بعد اجتماع سابق مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ، ويعد خطوة استراتيجية في ظل الجمود السياسي الذي يعيشه السودان.

 

 

الصحيفة أشارت إلى أن المسؤول الأمريكي أشاد بجهود بورتسودان في تقليص علاقاتها مع إيران، وحظر الجماعات الإسلامية المرتبطة بالإخوان المسلمين.

 

البرهان، خلال اللقاء، طالب الإدارة الأمريكية بتوجيه إنذار واضح لأبوظبي لوقف دعمها العسكري والمالي لقائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو “حميدتي”، وهو ما اعتبره شرطًا أساسيًا لفك الجمود السياسي. إلا أن بولس لا يملك صلاحية تقديم مثل هذا التعهد، ما يجعل الأمر مرهونًا بتدخل مباشر من البيت الأبيض.

 

في الوقت ذاته، جدّدت بورتسودان رفضها الدخول في مفاوضات مباشرة مع قوات الدعم السريع، في ظل توتر متصاعد بين حميدتي والمبعوث الأمريكي، خاصة بعد فشل الأخير في تأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى مدينة الفاشر المحاصرة، رغم وعود سابقة.

 

اللافت أن مجلس السيادة السوداني سمح مؤخرًا بنشر عناصر من الاستخبارات الأمريكية في مدينة بورتسودان، في خطوة تعكس تغيرًا في مستوى التنسيق الأمني بين الجانبين. البرهان، من جانبه، يتوقع خطوات أكبر من واشنطن، خاصة بعد الحديث عن احتمال رفع العقوبات، ويأمل أن تُترجم هذه التحركات إلى مكاسب اقتصادية ملموسة.

 

وكان بولس قد اقترح منذ أغسطس إرسال وفد من رجال الأعمال، يضم شركات تعدين، إلى ساحل البحر الأحمر، لكن الخطة لا تزال معلقة، ما أثار استياء داخل مجلس السيادة. البرهان يرى أن هذه الزيارة يمكن أن تُسهم في تهدئة الأصوات المشككة داخل الجيش بشأن نوايا واشنطن.

 

في اجتماع القاهرة، عبّر مدير جهاز المخابرات العامة السوداني، الفريق أحمد إبراهيم مفضل، عن انزعاجه من تباطؤ الجانب الأمريكي، مطالبًا بتحديد أسماء الوفد ومواعيد زيارته إلى بورتسودان، لكن دون نتائج ملموسة حتى الآن. وتشير مصادر إلى أن السلطة الحاكمة لا تزال متوجسة من الخطة الأمريكية للسلام، خشية تكرار سيناريوهات دول مثل رواندا والكونغو الديمقراطية، حيث لم تنجح الاتفاقات الهشة في وقف القتال رغم الجهود الدبلوماسية.

 

 

شارك هذا الموضوع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى