صحفي سوداني يستعيد ملفاته في لحظة خارقة بالقاهرة

صحفي السوداني يستعيد ملفاته في لحظة خارقة بالقاهرة
متابعات – السلطة نت
في واقعة إنسانية حظيت بتفاعل واسع، روى الكاتب الصحفي السوداني محمد عبدالقادر، رئيس تحرير صحيفة “الكرامة”، تفاصيل مثيرة عن استعادة أوراقه الثبوتية التي سُرقت في شارع فيصل – محطة التعاون بالقاهرة، في الساعات الأولى من فجر الجمعة الماضية، بعد تعرضه لحادثة سطو على حقيبته الخاصة.
سرقة مفاجئة وعودة غير متوقعة
قال عبدالقادر إنه بينما كان في طريقه لاستلام أوراقه التي فُقدت ضمن مقتنيات الحقيبة، ظل يردد مقطعًا من مدحة الشيخ البرعي الشهيرة “مصر المؤمنة”:
“أكملت علاجك غير حقنة ومشرحة، بالعافية افرحا ولي ديارك امرحا”،
وكأنها كانت تمهد لمعجزة حقيقية تمثلت في استعادة أوراقه دون فتح بلاغ أو الخوض في إجراءات معقدة.
الأيادي البيضاء.. شاب سوداني يصنع الفارق
وتكشف القصة عن موقف إنساني نادر، حيث صادف شاب سوداني يُدعى خالد محمد عثمان (أبو فارس) تلك الأوراق المسروقة، وهو في طريقه إلى السودان. وبسبب خطأ في الإرشاد، توقف في مكان غير الذي قصده، ليجد صبيًا مصريًا يعرض أوراقًا على المارة، باعتبارها تخص سودانيًا، لثقته أن السودانيين لا يتركون أبناء وطنهم.
حينها، تقدم أبو فارس بسرعة واطلع على الأوراق، ثم قال للصبي: “ده أخوي”، ومنحه مبلغًا من المال، واستلم الوثائق بكل احترام ونخوة.
مبادرة إنسانية ومكالمة من بعيد
لم يكتفِ أبو فارس بالعثور على الوثائق، بل بدأ في البحث عن صاحبها عبر اتصالات عديدة مع الأصدقاء المشتركين ومتابعة منشورات الصفحة الشخصية للكاتب. وفي لحظة مؤثرة، تلقى عبدالقادر مكالمة من “أبو فارس” عبر ماسنجر، أبكت الأسرة من الفرح، حيث بشّرهم بعودة الوثائق المفقودة.
زيارة لمنزل أبو فارس.. كرم سوداني أصيل
سافر أبو فارس إلى السودان وترك الأوراق مع أسرته في القاهرة، وهناك زارهم عبدالقادر بمعية السيدة “أم حباب”، في بيت وصفه بأنه “سوداني خالص يتسيده الاحترام وتغمره المودة”، ليجد نفسه وسط حفاوة لا توصف من والدة أبو فارس وأفراد الأسرة كافة.
وأكد أن كرمهم أعاد إليه أجواء الحلة السودانية رغم الغربة، وأنه استعاد وثائقه وقبلها استعاد دفء القيم السودانية الخالدة.
الرسالة لمن دعوا والشكر لمن ساعد
أوضح عبدالقادر أن دعوات السودانيين الصادقين كانت سببًا مباشرًا في تيسير استعادة وثائقه، موجّهًا إليهم عبارات الامتنان الخالص، حيث قال:
“دعواتكم بلغت السماء، واستجاب الله، فلكم مني خالص التحايا والتقدير”.
كما لم ينس أن يخص بالشكر كل من ساهم أو تفاعل أو تضامن، ووجّه رسالة مقتضبة إلى من شمتوا قائلاً:
“أسأل الله أن يشفيهم، وهو بهم كفيل”.
النهاية.. الله إذا أراد شيئًا أن يقول له “كن”
اختتم الصحفي السوداني منشوره بتأكيد أن البحث عن الأوراق في القاهرة كان كمن يبحث عن إبرة في كومة قش، ولكنها عادت بفضل الله، ثم دعوات الناس ونخوة السودانيين، وخاصة أبو فارس، الذي قدّم نموذجًا للمروءة والمواطنة رغم أنه لم يسبق له لقاء عبدالقادر من قبل.
شارك هذا الموضوع