روسيا : تبعث برسالة عاجلة الى السودان

روسيا : تبعث برسالة عاجلة الى السودان
بورتسودان – السلطة نت
جدد السفير الروسي لدى السودان، أندريا تشيرنوفول، موقف بلاده الداعم للحكومة السودانية في سعيها لتحقيق الأمن والاستقرار والحفاظ على وحدة البلاد وسيادتها، وذلك خلال لقائه اليوم الأحد، الثالث من أغسطس 2025، مع وزير الدولة بوزارة الخارجية والتعاون الدولي، السفير عمر صديق، بمكتبه بمدينة بورتسودان.
وقال السفير الروسي إن بلاده تقف إلى جانب السودان في مواجهة التحديات الحالية، مؤكداً دعم موسكو للجهود الهادفة إلى إحلال السلام وإنهاء النزاع المسلح على أسس تحفظ وحدة التراب السوداني واستقلال القرار الوطني.
فيتو روسي في مجلس الأمن: دفاع عن السودان أم صراع نفوذ؟
تحافظ روسيا على علاقات استراتيجية راسخة مع الخرطوم، حيث شكّل موقفها في مجلس الأمن مؤخرًا محور جدل دولي، عندما استخدمت حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار بريطاني يدعو إلى وقف الحرب وفرض خطة سلام على السودان.
واعتبرت موسكو القرار المقترح تدخلاً سافرًا لا يُراعي تعقيدات الوضع الداخلي، مؤكدة في ذات الوقت تمسكها بمبدأ السيادة الوطنية ورفض الإملاءات الخارجية، وهو ما اعتبرته الخرطوم دعمًا واضحًا في مواجهة الضغوط الغربية المتزايدة.
علاقات مزدوجة: دعم دبلوماسي للجيش.. وعلاقات غير معلنة مع الدعم السريع؟
رغم المواقف السياسية الواضحة، إلا أن تقارير مراقبين تشير إلى أن موسكو تحافظ على خيوط تواصل مع طرفي النزاع في السودان. وتُتهم روسيا، عبر شركة “فاغنر” الأمنية، بتقديم دعم عسكري وميداني لقوات الدعم السريع، خاصة من خلال قواعد خلفية في أفريقيا الوسطى وتشاد والنيجر.
وبحسب هذه التقارير، تُقدم “فاغنر” تدريبًا وتسليحًا لعناصر الدعم السريع مقابل امتيازات في تعدين الذهب بإقليم دارفور، في حين تواصل روسيا الرسمية دعم القوات المسلحة السودانية دبلوماسيًا في المحافل الدولية.
البحر الأحمر في صلب الطموحات الروسية
وتأتي هذه التحركات ضمن استراتيجية روسية أوسع لتعزيز وجودها الجيوسياسي في البحر الأحمر، إذ تسعى موسكو منذ سنوات لإعادة تفعيل مشروع إقامة قاعدة عسكرية دائمة على الساحل السوداني، ما يفتح أمامها بوابة استراتيجية لمراقبة الملاحة الدولية وتأمين مصالحها في شرق أفريقيا.
ويرى محللون أن موسكو تعتمد نهجًا براغماتيًا مرنًا في السودان، بما يضمن بقاءها فاعلًا رئيسيًا بغض النظر عن هوية الطرف المسيطر على الحكم في نهاية النزاع.
مباحثات ثنائية لتوسيع التعاون الاقتصادي والسياسي
وبحسب تعميم صحفي صادر عن وزارة الخارجية، ناقش اللقاء بين الجانبين آفاق التعاون الثنائي في المجالات السياسية والاقتصادية، حيث أكد الوزير السوداني عمر صديق أهمية تعزيز الشراكة مع موسكو، خاصة في المجالات التنموية، والبنية التحتية، والتبادل التجاري.
كما دعا إلى الاستفادة من الخبرات الروسية في مجالات الطاقة والتعدين والنقل، مشيرًا إلى أن المرحلة المقبلة تتطلب شراكات بناءة تسند جهود الإعمار وإعادة الاستقرار.
الخرطوم: العلاقات مع موسكو ركيزة للسلام والدبلوماسية المتوازنة
وأشاد وزير الدولة بالدور الروسي في دعم السلام الإقليمي والدولي، مؤكدًا أن السودان يثمّن علاقاته التاريخية مع موسكو، والتي ترتكز على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
كما شدد على أن مؤسسات الدولة السودانية ملتزمة بتحقيق الأمن وتقديم الدعم الإنساني للنازحين، مشيرًا إلى أن العلاقات مع روسيا تمثل أحد أعمدة السياسة الخارجية السودانية في ظل النظام العالمي المتغيّر.
شارك هذا الموضوع