إقتصاد

مطارات السودان : بين غياب الرؤية وحتمية التغيير

مطارات السودان : بين غياب الرؤية وحتمية التغيير

رصد – السلطة نت

– محمد حمد أبو عول

ليست مشكلتنا في السودان نقص الإمكانيات أو ضعف الموارد، بل في محدودية الفكر وضيق الأفق. فالأمم لا ترتقي إلا حين ترسم رؤيتها البعيدة وتخطط لأجيالها، أما من ينظر تحت قدميه فلن يبارح مكانه مهما امتلك من وسائل.

وعند النظر إلى شركة مطارات السودان المحدودة، فإن إعادة التأهيل لم يكن ينبغي أن تبدأ بخطوات متفرقة، بل بخطة شاملة تُعيد صياغة هوية المطار. البداية بصالة الحج والعمرة مقبولة، لكن الأجدر أن يوازيها إنشاء صالة ركاب حديثة بطابقين، تمتد من صالة المغادرة الحالية إلى ما بعد صالة الوصول، أسوة بالمطارات الكبرى.

ولتمويل ذلك، يمكن تبني نماذج مبتكرة كتجربة مطار أديس أبابا التي لم تكلّف الدولة شيئاً. كما يجب إعادة النظر في جميع المباني والطرق والساحات للاستفادة القصوى من المساحات، والتخلص من الأنشطة غير المرتبطة بالمطارات والتي تحتل نحو 40% من الساحات.

لكن البنية المعمارية وحدها لا تكفي. فالتغيير الحقيقي يبدأ بـ إعادة هيكلة الشركة عبر خبراء مستقلين، لتقييم الإدارات وقياس كفاءتها، ومقارنتها بالنماذج العالمية، بما يضمن تشغيلاً حديثاً وفعالاً لمطارات السودان.

إن المطار ليس مجرد مبنى للإقلاع والهبوط، بل هو واجهة وطنية واقتصادية. ومن دون رؤية طموحة وشجاعة، ستظل مطارات السودان خارج سباق التطور، في وقت تتسابق فيه الدول لتجعل مطاراتها بوابات حضارية تعكس هويتها وتدعم تنميتها.

 

 

شارك هذا الموضوع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى