اخبار

روسيا وحرب السودان : حين يعيد الدب حسابات القوى في إفريقيا

روسيا وحرب السودان : حين يعيد الدب حسابات القوى في إفريقيا

متابعات – السلطة نت

تقرير: إبتسام الشيخ

في خضم التفاعلات المتسارعة التي أعقبت بيان الرباعية الشهير، والذي أثار موجة من الاستنكار الشعبي والرسمي داخل السودان، برزت مواقف دولية مؤيدة لرفض السودان لانتهاك سيادته، وعلى رأسها روسيا، التي وقفت إلى جانب الخرطوم من منطلق مبدئي ومعرفة دقيقة بما يُحاك ضد البلاد من مؤامرات استعمارية بوجه جديد.

إفادات السفير الروسي… كشف المستور

في تصريحات لافتة أدلى بها السفير الروسي بالخرطوم قبل أيام، كشف عن الوجه الاستعماري الجديد الذي تتبناه دول غربية عبر أدواتها في الرباعية، مشيراً إلى أن ما يحدث في السودان يُشبه إلى حد كبير ما واجهته روسيا في أوكرانيا، حيث استخدم الغرب عملاء محليين لإدارة الحكم وتنفيذ أجنداته.

 

السفير الروسي حذّر من محاولات إعادة السودان إلى “بيت الطاعة” عبر شعارات براقة تستهدف تغيير المجتمع السوداني وطمس إرثه الثقافي.

مرحلة فارقة في العلاقات السودانية الروسية

يرى المحلل السياسي عبد العظيم أحمد أن زيارة نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بقدانوف إلى بورتسودان في مايو 2024 كانت نقطة تحول في العلاقات بين البلدين. فقد أعلن خلالها دعم روسيا للقيادة السودانية ممثلة في رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وتأكيدها على وحدة السودان وسيادته ورفض التدخلات الخارجية.

دعم مفتوح وتعاون متعدد

خلال تلك الزيارة، عبّر بقدانوف عن استعداد روسيا لتوسيع مجالات التعاون مع السودان، والتقى بقيادات الدولة، في خطوة تعكس الموقف الروسي الرسمي الذي أعاد السفير الروسي تأكيده لاحقاً.

 

ويشير عبد العظيم إلى أن هذا الدعم ليس ظرفياً، بل يمثل توجهاً استراتيجياً في السياسة الروسية تجاه السودان .

شواهد على الموقف الروسي

روسيا، بحسب عبد العظيم، أجهضت ثلاث محاولات لتمرير قرارات ضد السودان في مجلس الأمن، أبرزها مشروع القرار البريطاني في نوفمبر 2024، الذي تضمّن إدخال مساعدات دون قيد، والدعوة لتفاوض مباشر، والأخطر من ذلك إرسال قوات دولية للفصل بين الجيش والدعم السريع. روسيا رفضت المشروع باعتباره تدخلاً سافراً في شؤون السودان، وسلباً لإرادته الوطنية.

حليف استراتيجي في زمن الأزمات

يؤكد عبد العظيم أن السودان بحاجة إلى حليف قوي يمتلك إمكانات ضخمة، وروسيا تُعد خياراً استراتيجياً في ظل الأزمة التي أفرزتها الحرب. ويشدد على ضرورة تكثيف النشاط العسكري لحسم التمرد، بالتوازي مع بناء علاقة متينة مع موسكو.

 

شارك هذا الموضوع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى