لا سيدي ولا سيدك : نهاية المتاجرة بالدين في السودان

نهاية عهد الأحزاب الطائفية والعقائدية : لا سيدي ولا سيدك بعد اليوم
-المؤتمر الوطني : نفاق ديني وهوس سلطوي دمر السودان
رصد – السلطة نت
يكتب – سلمون
– العترة في الضلمة
منذ استقلال السودان عام 1956، ظلت الأحزاب السياسية التقليدية تمسك بمفاصل الدولة، لا عبر برامج وطنية أو رؤى تنموية، بل عبر إرث طائفي متهالك، قائم على التبعية العمياء والولاء لشخصيات دينية وراثية.
حزب الأمة القومي بقيادة آل المهدي، والاتحادي الديمقراطي بقيادة آل الميرغني، لم يكونا يوماً أحزاباً وطنية بالمعنى الحقيقي، بل واجهات اجتماعية تستغل الدين والطرق الصوفية لصناعة نفوذ سياسي هش.
الدين كأداة للتغيب السياسي
ما حدث مؤخراً في قرية الجميلية بولاية القضارف، تحت عنوان “تخريج 35 حافظاً للقرآن الكريم”، ليس سوى نموذج صارخ لكيفية تحويل الدين إلى أداة لتغييب وعي الناس.
الحفل لم يكن عن القرآن ولا عن حفظه، بل عن صناعة صورة سياسية مزيفة، يظهر فيها أبناء الطائفة كرموز دينية، بينما هم في الحقيقة لا يملكون حتى معرفة بعدد صفحات المصحف.
هذه الحشود المصنوعة، التي تستخدم كديكور خلفي، ليست سوى محاولة لاختطاف صوت الناس، وادعاء تمثيلهم دون أي شرعية أو كفاءة.
إنها تجارة رخيصة بالدين، لا تختلف عن أي صفقة سياسية فاسدة.
الأحزاب سبب دمار الدولة السودانية
الأحزاب الطائفية لم تكن يوماً أدوات لبناء الدولة، بل كانت سبباً مباشراً في فشل التجارب الديمقراطية، وانهيار الحكومات المدنية، وتبرير الانقلابات العسكرية المتكررة.
انشغلت هذه الأحزاب بالصراعات الداخلية، وتوريث القيادة، وتكريس الزعامة العائلية، بينما ظل المواطن السوداني يعاني من الحروب، الفقر، وتدهور الخدمات الأساسية.
الولاءات الطائفية والعقائدية طغت على البرامج الوطنية، وتحولت الأحزاب إلى أدوات للتمزيق لا للتوحيد.
لا رؤية اقتصادية، لا مشروع تنموي، لا عدالة اجتماعية. فقط شعارات فارغة، واحتفالات دينية تُستخدم كغطاء سياسي.
الثورة على التبعية
الخيار الوحيد أمام أهل الوسط الكبير، وكل من يريد استعادة زمام أمره، هو الثورة على هذا التخلف.
لا مكان بعد اليوم لأحزاب الغفلة، ولا لسيدي وسيدك. أبناء الميرغني والصادق المهدي عليهم أن يبحثوا عن عمل شريف، بعيداً عن التجارة بالدين والسياسة.
السودان لا يحتاج إلى زعامات وراثية، بل إلى قيادات وطنية نابعة من الشعب، تحمل همومه، وتعمل على بناء دولة مدنية ديمقراطية، قائمة على الكفاءة والشفافية، لا على الخرافة والولاء
المؤتمر الوطني: نفاق ديني وهوس سلطوي دمر السودان
لا يمكن الحديث عن دمار الدولة السودانية دون التوقف عند حزب المؤتمر الوطني، الذي يُعدّ من أكثر الأحزاب نفاقاً واستغلالاً للدين لتحقيق مصالحه الحزبية الضيقة.
هذا الحزب لم يكتفِ بتسييس الدين، بل حوّله إلى أداة قمع وتضليل، وخلق أكبر حالة هوس ديني في العالم العربي، حيث استخدم الخطاب الديني لتبرير القتل، الاغتصاب، والتعذيب، حتى الرجال لم يسلموا، كما حدث في قضية الأستاذ التربوي أحمد الخير، الذي قتل تحت التعذيب على يد أجهزة أمن النظام.
المؤتمر الوطني لم يكتف بما ارتكبه خلال ثلاثين عاماً من حكمه، بل يسعى اليوم لإشعال الحرب من جديد، فقط من أجل العودة إلى السلطة.
الحرب الحالية ليست سوى امتداد لسياساتهم القديمة: تفتيت المجتمع، خلق المليشيات، وتغذية الانقسامات، وكل ذلك تحت غطاء ديني زائف.
لقد استخدموا الدين كستار لجرائم لا تغتفر، من الإبادة الجماعية إلى التهجير القسري، ومن قمع الحريات إلى تدمير الاقتصاد.
وما زالت قياداتهم مطلوبة لدى المحكمة الجنائية الدولية، لكنهم يصرون على العودة، ولو على جثث الأبرياء.
شارك هذا الموضوع