تقارير

الدعم السريع يقود زمام المبادرة في كردفان

الدعم السريع يقود زمام المبادرة في كردفان … وتوقعات بتحول حاسم في مسرح العمليات

السلطة نت : خالد إسماعيل

أحدثت قوات الدعم السريع تحول نوعي مهم في مسار الحرب بالسودان وذلك في أعقاب استردادها لمدنية أم صميمة والخوي وكازقيل وسحق قوات الجيش وحلفائه في أم سيالة وجبرة الشيخ ورهيد النوبة مؤخرا، حيث تأتي هذه العمليات بعد تقدم مدروس ومنسق ومقاومة شرسة أدت إلى انهيار قوات الجيش وخاصة كتائب الإسلاميين التابعة له من البراء ودرع السودان وغيرها.

 

وعلى نحو دراماتيكي استعادت قوات الدعم السريع منطقة أم صميمة بشمال كردفان بعد أيام معدودة من سيطرة القوة المشتركة التي تقاتل بجانب الجيش عليها، حيث شهدت منطقة أم صميمة، التي تبعد نحو 60 كيلومترًا غربي الأبيض قتالا شرسا خلال الأسابيع الماضية حيث تبادلت فيها الأطراف السيطرة لثلاث مرات قبل أن تسيطر عليها قوات الدعم السريع يوم الأربعاء الماضي.

 

والسيطرة على أم صميمة وما حولها تمثل نقطة تحول جوهرية في مسار العمليات لجهة تضييق الخناق على الأبيض مجددا بالنسبة للدعم السريع أو الانفتاح نحو الخوي بالنسبة للجيش والقوة المشتركة.

 

كما تبادلت الأطراف السيطرة كذلك على مدينة الخوي قبل أن تسيطر عليها قوات الدعم السريع التي بسطت سيطرتها على غرب كردفان بالكامل باستثناء حامية بابنوسة حيث قيادة الجيش.

 

ويؤكد خبراء أن السيطرة على إقليم كردفان ذات أهمية لكل طرف لأنها منطقة حاسمة في الحرب إذ أنها تربط وسط البلاد بغربها وجنوبها، كما أن السيطرة عليها لأي طرف تعني تأمين الطريق إلى الخرطوم.

 

ويؤكد مراقبون أنّ سهول جغرافية كردفان الممتدة تمثل قيمة إضافية للدعم السريع التي تجيد معارك المناطق الصحراوية والسهول لما تتمتع به من سرعة انقضاض وانتشار وهو ما ساعدها على تحقيق انتصارات ساحقة خلال الفترة الأخيرة.

 

وبحسب محلل عسكري، أن المناطق المكشوفة الممتدة مثل كردفان تجعل حركة القوات سلسة بعكس الحرب داخل المدن وسط المباني العالية، وبالمقابل فإن المناطق الممتدة تحتاج قوة بشرية وآليات أكثر، لذلك تحريرها وتأمينها يحتاج جهد مضاعف مقارنة بالعمليات التي جرت وسط السودان، وهو ما يعتبر ميزه لقوات الدعم السريع التي أيضا ساعدتها القواعد السكانية والمجتمعات المحلية التي التفت حولها وترى أنها المدافع الأول عنها أمام الهراء الفالت والشطط والتطرف من قبل منسوبي الجيش وحلفائه خاصة وأن التهديد وصل أليها من قبل أعلى قيادة الجيش «البرهان والعطا» وهو يمثل تهديد خطير يتطلب التعامل معه بجدية.

 

وحال استطاعت قوات الدعم السريع ان تسيطر على الفاشر وبابنوسة فإنها ستسفيد من توظيف «فائض القوة» في العمليات وتنتقل إلى الأبيض التي باتت مهدده الآن، مما يجعل السيطرة عليها مسألة وقت وحينها ستكون الخرطوم في مرمي نيرانها.

 

وإذا تمكنت قوات الدعم السريع من الوصول إلى الأبيض حينها، يمكن القول إن الحرب دخلت مرحلة جديدة، وتلك تحولات أخرى خاصة في ظل أن قوات الدعم السريع أمنت ظهرها تماماً وطرق إمدادها مفتوحة وتتمتع بمظلة سياسية واسعة «برنامج تأسيس» و«حكومة السلام والوحدة».

 

 

 

شارك هذا الموضوع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى