إقتصاد

الدولار : يواصل الصعود امام الجنيه السوداني

الدولار يواصل الصعود امام الجنيه السوداني والأنظار تتجه إلى أرقام غير مسبوقة

متابعات – السلطة نت

تشهد أسعار العملات الأجنبية في السودان حالة من التذبذب المستمر وسط سيطرة شبه كاملة للسوق الموازي على حركة البيع والشراء، في ظل غياب واضح لدور بنك السودان المركزي في تنظيم السوق.

 

فقد سجل الدولار الأمريكي في السوق الموازي اليوم السبت 16 أغسطس نحو 3220 جنيهًا، وسط قلة في العرض وزيادة في الطلب، بينما استقر سعره في البنوك التجارية عند مستوى 2400 جنيه.

 

ركود في التداول يقابله صعود تدريجي للأسعار

شهدت الأيام الماضية ركودًا نسبيًا في حركة البيع والشراء، إلا أن الأسعار عادت لتسجل ارتفاعًا جماعيًا نتيجة غياب التدخلات الرسمية. وتراوحت أسعار الدولار خلال الأسبوع بين 3000 و3190 جنيهًا، بينما جرى تداول أنشط ضمن نطاق يتراوح بين 3050 و3130 جنيهًا، بمتوسط بلغ نحو 3100 جنيه.

 

ومع نهاية الأسبوع قفز السعر إلى 3170 جنيهًا، حيث اتجه عدد من التجار إلى الاكتفاء بعمليات الشراء ووقف البيع، وهو ما يعكس توقعات بارتفاعات جديدة في الفترة المقبلة.

 

أسعار العملات في بنك الخرطوم

سجلت أسعار العملات الأجنبية استقرارًا نسبيًا في البنوك التجارية وعلى رأسها بنك الخرطوم، حيث بلغ سعر الدولار 2400 جنيه. ويرى مراقبون أن الفجوة الكبيرة بين أسعار السوق الموازي وأسعار المصارف تضعف ثقة المتعاملين في الجهاز المصرفي وتدفعهم للتعامل خارج الإطار الرسمي، وهو ما يزيد من حدة المضاربات ويفتح المجال لمزيد من التقلبات.

 

دعوات لعودة المصارف إلى العاصمة

في سياق متصل، دعا الفريق إبراهيم جابر، رئيس اللجنة الاقتصادية، إلى ضرورة عودة البنوك التجارية للعمل في العاصمة الخرطوم خلال الأسابيع المقبلة، مؤكدًا أن استئناف عمل المصارف من شأنه أن يسهم في دعم حركة البيع والشراء وتفعيل دورها في استقرار السوق.

 

وطالب جابر بنك السودان المركزي بمخاطبة البنوك لإعادة فتح فروعها في مختلف مناطق ولاية الخرطوم خلال الشهر القادم، على الرغم من الخسائر الكبيرة التي تكبدتها البنوك نتيجة أعمال السرقة والتدمير التي لحقت ببعض مقارها.

 

 

سيطرة السوق الموازي وتراجع دور المركزي

يرى خبراء اقتصاديون أن استمرار سيطرة السوق الموازي على حركة التداول يمثل تهديدًا مباشرًا للاقتصاد الوطني، خاصة مع محدودية العرض وتزايد الطلب على العملات الأجنبية. ويشيرون إلى أن غياب الرقابة الحقيقية وتراجع تدخل بنك السودان المركزي يعمّق من حالة الارتباك في سوق النقد الأجنبي، ويضعف قدرة الدولة على السيطرة على سعر الصرف.

 

 

توقعات بمزيد من الارتفاع

بحسب التجار، فإن اتجاه غالبية المتعاملين نحو الشراء وتخزين العملات الأجنبية يبعث برسالة واضحة إلى السوق مفادها أن التوقعات تسير نحو مزيد من الارتفاع في الأسعار خلال الفترة المقبلة. ويخشى اقتصاديون من أن ينعكس ذلك على أسعار السلع والخدمات الأساسية، ما يزيد من الضغوط المعيشية على المواطنين ويضاعف من معدلات التضخم.

 

دعوات لتوحيد سعر الصرف

في ظل هذه التطورات، عاد الحديث مجددًا عن ضرورة توحيد سعر الصرف بين السوق الموازي والبنوك التجارية، وذلك لتقليل الفجوة التي باتت تضعف الاقتصاد الوطني.

 

ويؤكد مختصون أن أي محاولة لإصلاح الوضع الاقتصادي يجب أن تبدأ من السيطرة على سوق النقد الأجنبي عبر إصلاح سياسات الصرف وإعادة الثقة في الجهاز المصرفي.

 

 

شارك هذا الموضوع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى