طفح الكيل اذهبوا إلى جدة أو اذهبوا جميعاً إلى الجحيم

طفح الكيل اذهبوا إلى جدة أو اذهبوا جميعاً إلى الجحيم
متابعات-السلطة نت
-محمد ضياء الدين
بلغ السيل الزُّبى، وآنَ لكم أن تسمعوا قولاً ثقيلاً، دخلت الحر-ب عامها الثالث، فماذا كانت الحصيلة؟ أرواح تُزهق يومياً، البنية التحتية تُدمَّر وتُحرَق، ومآسٍ إنسانية لا تُوصَف.
طفح الكيل من النفاق ومن صمت المجتمع الدولي، ومن غطرسة المتحاربين الذين يتوهمون أن استمرار القتال بطولة وشجاعة تحت شعارات.. (بل بس واتنين بس).
الحر-ب تتسع رقعتها، كل المدن أصبحت مستباحة وساحة حر-ب، المسيَّرات تُحلِّق فوق سماء معظم مدن السودان. الحر-ب تتطوَّر تقنياً وتنحدر أخلاقياً.
الملاحة الجوية والبحرية مُهدَّدة، البحر الأحمر تحوَّل إلى ساحة صراع دولي، الانهيار يعصف بكل شيء.. التعليم، الصحة، الكهرباء، المياه، وما تبقى من أشلاء الدولة.
أكثر من 10 ملايين نازح، مئات الآلاف فرّوا عبر الحدود، الجوع والعطش يخنقان البلاد، والدواء غائب حتى عن أحلام المرضى.
في المقابل، قادة الحر-ب ودعاتها يتنقلون بين الفنادق يخططون لمزيد من الدماء، بل ويُروَّج لإقامة سلطة أمر واقع جديدة، كأن الخراب يحتاج لشرعنة أخرى. سلطة على ماذا؟!
لقد بات واضحاً، لا نصر عسكري في الأفق. هذه حر-ب خاسرة، الجميع خاسر. من ينتظر انتصاراً يحسم له العودة للحكم لم يتعلم الدرس بعد، ولا يعرف الشعب السوداني، ولا يدرك التعقيدات المحيطة بالسودان بعد الحر-ب، ولا بحجم الأطماع الدولية التي حوَّلت بلادنا إلى ساحة لتصفية الحسابات.
نقولها بلا مواربة:
طفح الكيل ..
ابحثوا عن السلام تجدونه، من يُضيّع الفرص الممكنة سيبحث عنها لاحقاً وقد لا يجدها، اذهبوا إلى جدة، تفاوضوا، ألقوا السلاح، وابدأوا حواراً حقيقياً. من يرفض السلام، يختار الجحيم لهذا الوطن عن وعي وإصرار.
وإن لم تتحركوا… فاذهبوا جميعاً إلى الجحيم.
طفح الكيل.
شارك هذا الموضوع :